بفضل لوائحها التنظيمية الصديقة للأعمال وإطارها القانوني الفعّال

«إرنست ويونغ»: الإمارات تعزز مكانتها وجهة مفضلة للمستثمرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت شركة «إرنست ويونغ» أن الإمارات عززت مكانتها وجهة مفضلة للمستثمرين، وذلك بفضل لوائحها التنظيمية الصديقة للأعمال وإطارها القانوني الفعّال.

وكشف تقرير «إرنست ويونغ» عن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا أن سوق الصفقات كان ثابتاً في سنة 2023، مع تحقيق قيمة إجمالية بلغت 86 مليار دولار، وبارتفاع نسبته 4% مقارنة بالعام السابق. واستحوذت منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على أغلبية تلك الصفقات، مع 565 صفقة اندماج واستحواذ بقيمة 83.2 مليار دولار في 2023.

وسجلت الإمارات أكبر صفقة اندماج واستحواذ في المنطقة في العام مع إعلان شركة إدارة الأصول الأمريكية «أبوللو جلوبال مانجمنت» وجهاز أبوظبي للاستثمار، المعلنة في مارس 2023، خطتهما للاستحواذ على شركة «يونيفار سوليوشنز» ومقرها الإمارات، مقابل 8.2 مليارات دولار.

وأعقب ذلك استحواذ مجموعة «سافي» للألعاب الإلكترونية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، على شركة تطوير ألعاب الهاتف المحمول الأمريكية «Scopely» مقابل 4.9 مليارات دولار، واستحواذ شركة «بلاكستون» وجهاز أبوظبي للاستثمار على شركة «سي ڤنت» القابضة الإماراتية مقابل 4.7 مليارات دولار، وتمثل هذه الصفقات أكبر ثلاث صفقات اندماج واستحواذ في 2023.

الصفقات المحلية

واستمر نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في سنة 2023 جيداً، إذ تجاهل صانعو الصفقات ضغوط التوترات الجيوسياسية وارتفاع تكلفة رأس المال وحالة عدم اليقين الاقتصادي العامة التي هيمنت على الأسواق الغربية، وهيمنت الصفقات المحلية على نشاط الصفقات في المنطقة من ناحية الحجم، إذ مثلت ما نسبته 49% من مجمل عدد الصفقات، في حين أسهمت صفقات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود بنسبة 72% من القيمة الإجمالية للصفقات، وارتفعت قيمة الصفقات العابرة للحدود بنسبة 14% على أساس سنوي، وذلك في ظل سعي الشركات إلى اكتساب مزايا استراتيجية على نطاق عالمي.

وأكد التقرير أن صناديق الثروة السيادية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار وشركة «مبادلة» في الإمارات، وصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وجهاز قطر للاستثمار، واصلت قيادة نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة لدعم الاستراتيجيات الاقتصادية.

قطاع التكنولوجيا

أما على صعيد القطاعات، فقد استحوذ قطاع التكنولوجيا على العدد الأكبر من الصفقات مع تسجيل 141 صفقة، بينما حل قطاع المواد الكيماوية أولاً من ناحية قيمة الصفقات مع صفقات بلغت قيمتها الإجمالية 17 مليار دولار.

كما حافظت منطقة أمريكا الشمالية على وصفها أكبر منطقة مستحوذة من خارج المنطقة من ناحية قيمة الصفقات، مع تنفيذها صفقات استحواذ بقيمة إجمالية بلغت 2.7 مليار دولار، وصاحبة أكبر عدد من الصفقات الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا بواقع 32 صفقة في سنة 2023.

وقال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في «إرنست ويونغ»: استمر نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ قوياً في سنة 2023، وقادت صناديق الثروة السيادية هذا النشاط في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا وذلك على خلفية التركيز على مشروعات التنمية الوطنية والاستثمار في قطاعات المستقبل، ونحن نتوقع أن يحافظ نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة على قوته في سنة 2024، نظراً للاتجاهات المستمرة عن تحول الطاقة والتحول الرقمي لكل شيء».

الإمارات وجهة مفضلة

وعززت الإمارات مكانتها وجهة مفضلة للمستثمرين وذلك بفضل لوائحها التنظيمية الصديقة للأعمال وإطارها القانوني الفعّال. وفي سنة 2023، كانت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للمستثمرين الإماراتيين، مع 21 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 15.3 مليار دولار، ويعمل مجلس الأعمال الأمريكي - الإماراتي بنشاط على تعزيز الشراكات بين البلدين.

واستحوذت الإمارات والسعودية على 305 صفقات من مجمل الصفقات المعلنة في سنة 2023، وبقيمة بلغت 24.8 مليار دولار، وكان البلدان أيضاً من بين أكبر مقدمي العروض في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، ما يشير إلى مشاركتهما النشطة في صفقات الاندماج والاستحواذ.

وكان تركيز المنطقة على قطاع الطاقة والموارد واضحاً جداً مع نشر كميات كبيرة من رؤوس الأموال في مختلف مجالات هذا القطاع.

وشهدت صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة في قطاع النفط والغاز زيادة في الحجم والقيمة في سنة 2023، وأسهمت صفقات استحواذ شركة «توتال» على حصص في حقول نفط سطح الرزبوط (20%)، والمبرز (12.9%)، وأم اللولو (20%)، وبن ناشر (20%)، والبتيل (20%) مقابل 1.6 مليار دولار، وبنسبة 97% من قيمة الصفقات الواردة في هذا القطاع.

قطاع الكيماويات

كما شهد قطاع المواد الكيماوية ارتفاعاً كبيراً في قيمة الصفقات المعلنة في سنة 2023، إذ بلغت قيمتها الإجمالية 4.7 مليارات دولار، وكانت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) استحوذت على حصة تبلغ 50% من شركة فيرتيجلوب مقابل 3.7 مليارات دولار، وذلك في سياق جهودها لتحقيق استراتيجيتها في مجال المواد الكيماوية وأهدافها لتحول الطاقة، وتمثل هذه الصفقة أكبر صفقة محلية في العام الماضي، كما شهد قطاع المعادن والتعدين أربع صفقات بقيمة بلغت 3.4 مليارات دولار، مقارنة بصفقتين في سنة 2022، وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي استحوذ على الشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) مقابل 3.3 مليارات دولار، لتسريع التنمية الصناعية في المملكة العربية السعودية، ويتسق هذا التوجه مع قيام صناديق ثروة سيادية في المنطقة بتأسيس شركات وطنية كبيرة، لتكون بمنزلة منصات محلية تكتسب ميزة تنافسية من حجمها الضخم.

وقال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا لدى «إرنست ويونغ»: «أظهر سوق الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا مرونة ملحوظة في سنة 2023، على الرغم من التوترات السياسية الإقليمية وحالة عدم اليقين الاقتصادي المنتشرة في أنحاء العالم، ولا تزال الثقة بمجالس إدارات الشركات الإقليمية مرتفعة، ولا سيما أن السعودية والإمارات تمضيان قدماً في تحقيق أكبر نهضة من نوعها».

Email