يحتل رواد الأعمال في دولة الإمارات المرتبة الثانية من حيث احتمالية مزاولة الأعمال على المستوى الدولي، أو توسيع نطاق أعمالهم في الخارج (86%)، وذلك بعد هونغ كونغ (96%) ومتقدمين على نظرائهم العالميين، وذلك وفقاً لتقرير الثروة العالمية لريادة الأعمال الصادر عن بنك «إتش إس بي سي».

وشمل «تقرير ثروة ريادة الأعمال العالمية 2023» (GEWR) ما يقرب من 1000 من رواد الأعمال في تسعة أسواق بما في ذلك الإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند والصين، ممن تتراوح قيمة أصولهم القابلة للاستثمار بين مليوني دولار وحتى 20 مليون دولار.

كما كشفت الدراسة أن أصحاب شركات الأعمال التجارية في الإمارات هم من بين أكثر رواد الأعمال ذوي التوجه الدولي حيث يتطلع معظمهم إلى أوروبا (55%) لتوسيع نطاق أعمالهم على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، تليها منطقة الشرق الأوسط (42%)، وأمريكا الشمالية (32%) وآسيا ( 23%). ويعتبر الوصول إلى الاستثمارات المباشرة والفرص العقارية والكفاءة التشغيلية من العوامل الرئيسية التي تدفع رواد الأعمال من أصحاب الثروات العالية لاتخاذ القرارات عندما يتعلق الأمر بتنمية الأعمال على المستوى الدولي.

نظرة عالمية
وقال فرزاد بيليموريا، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة العالمية، للإمارات، لدى بنك «إتش إس بي سي» الشرق الأوسط المحدود: «ليس من المستغرب أن يتمتع رواد الأعمال وأصحاب الشركات العائلية المقيمون في دولة الإمارات بنظرة عالمية. حيث إن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الدولة، والسياسات الداعمة لريادة الأعمال، والبنية التحتية المتقدمة، وإمكانية الوصول إلى الأسواق تعتبر عوامل مشجعة لتوسيع نطاق الأعمال على المستوى العالمي، مما يساعد الشركات على تأمين هوامش أرباحها وتعزيز قواعد عملائها».

كما تعتبر الإمارات أيضاً موطناً لأكبر عدد من رواد الأعمال الباحثين عن الفرص في العالم، تليها الهند. كما أن 64% من رواد الأعمال المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة هم ممن عاشوا متنقلين عالمياً وبمعدل بلدين كحد أدنى وستة بلدان كحد أقصى التي عاشوا فيها كوطن لهم. وبالمقارنة مع ذلك، فإن معظم رواد الأعمال المحليين موجودون في الولايات المتحدة (78%) وفرنسا (65%). ويأتي ثلثا رواد الأعمال في دولة الإمارات من خلفية أصحاب الشركات العائلية.

إمكانيات وفرص
وأضاف بيليموريا: «على الرغم من أن مزاولة الأعمال في الخارج يمكن أن يجلب المزيد من التعقيدات، إلا أنها توفر أيضاً إمكانيات وفرصاً لا حصر لها، سواءً كان ذلك من حيث القدرة على تكوين أسرة في العديد من البلدان والثقافات المختلفة، أو الوصول إلى أسواق جديدة لمزاولة الأعمال أو الاستفادة من المجموعة الواسعة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الخارج».

وعبّر أكثر من نصف المشاركين في التقرير في دولة الإمارات العربية المتحدة (56%) عن رغبتهم باستخدام ثرواتهم في مجالات الأعمال الخيرية والاستثمار المستدام.

وقال ريتشارد فان دير مير، رئيس الخدمات المصرفية التجارية للإمارات لدى بنك «إتش إس بي سي» الشرق الأوسط المحدود: «يمكننا ملاحظة هذا التوجه بشكل واضح عندما نتحدث مع عملائنا في دولة الإمارات. إذ تقوم الشركات والشركات العائلية في دولة الإمارات بتوسيع نطاق أعمالهم بشكل متزايد على المستوى الدولي. وغالباً ما يحدث هذا أولاً ضمن نطاق المنطقة حيث تعتبر السعودية سوقاً رئيسياً وهاماً لتحقيق النمو للأعمال، ولكن غالباً ما يحدث هذا الأمر الآن في مناطق آسيا وأوروبا والأمريكتين. ونحن متحمسون جداً لاغتنام هذه الفرصة والاستفادة منها من شبكة «إتش إس بي سي» القوية المنتشرة عبر أكثر من 50 سوقاً، حيث إننا قادرون على دعم وتسريع خطط النمو الدولية لعملائنا في كثير من الأحيان».

وهناك ما يقرب من ثلث أصحاب الثروات في الإمارات لم يناقشوا بعد خططهم المتعلقة بانتقال ثرواتهم إلى عائلاتهم. كما أن حوالي 13% منهم قالوا بأنهم لا يخططون لطرح مثل هذا الموضوع للنقاش على الإطلاق.