قال بيل تشيان، رئيس مجلس إدارة «سايفر كابيتال»، الرائدة في مجال استثمار العملات المشفرة ومقرها في الإمارات، إن الدولة برزت منارة للفرص أمام رواد الأعمال والمستثمرين في العملات المشفرة، بفضل نظامها البيئي المزدهر للعملات الرقمية وبلوك تشين.
وشدد على أن الإمارات رسخت مكانتها بسرعة مركزاً عالمياً لتطوير العملات الرقمية وبلوك تشين، بفضل اللوائح التقدمية والاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية والتطبيقات والنظام البيئي التعاوني المزدهر.
وأضاف بحسب مقال كتبه في موقع مجلة «رواد الأعمال في الشرق الأوسط»: «يضع هذا التحول الديناميكي منطقة مجلس التعاون الخليجي في موقع ريادي لرسم ملامح مستقبل هذه التقنية التحولية، مع جذب المواهب والاستثمارات على طول الطريق».
رحلة
وأكد أن رحلة دولة الإمارات في عالم العملات الرقمية لم تكن وليدة اللحظة، وعلى الرغم من أن المنطقة لا تضم أوائل المتبنين للعملات الرقمية، فإن الارتفاع الكبير الذي شهدته الإمارات كان ملحوظاً، ولذلك وضعت حكومة الإمارات العربية المتحدة الأساس في العام 2017 عبر تشكيل استراتيجية دبي للبلوك تشين.
واستطرد في مقاله: «من الجوانب الأساسية لهذه البيئة وضع لوائح للأصول الرقمية، وسهلت هذه اللوائح عمل الشركات الناشئة عبر تمكينها من سيولة أكبر، وبذلك توسيع قاعدة المستثمرين لديها لتتجاوز الكيانات التقليدية مثل المصارف والمكاتب العائلية».
وأشار إلى أن العديد من صناديق رأس المال الاستثماري العالمية أسست حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، ما يبرز الثراء المتنامي للنظام البيئي لهذه التقنيات الناشئة، وخصوصاً دبي وأبوظبي اللتين شهدتا تدفقاً للصناديق، إلى جانب زيادة في عدد المؤسسين والبورصات.
وأكد أن ما يميز الإمارات في مجال العملات الرقمية العالمية، الإطار التنظيمي التقدمي والدعم الثابت للابتكار التكنولوجي اللذان كانا أساسيين في جذب صناديق رأس المال الاستثماري العالمية، وتحفيز زيادة كبيرة في الاستثمار المحلي.
وأوضح أن هذا النهج الاستشرافي لدولة الإمارات وضعها في صدارة الاعتماد الواسع النطاق، كما يتضح في مبادرات مثل تطوير تطبيقات مثل مؤسسة TON التابعة لتطبيق «تليغرام».
نمو مستدام
وكشف عن أن شركة «سايفر كابيتال» لديها اعتقاد دائم بأن الاستثمار في كل من البنية التحتية والتطبيقات أمر ضروري لتحقيق النمو المستدام والابتكار، فشبّه «تشيان» الاستثمار في البنية التحتية بالاستثمار في المطارات، بينما شبّه الاستثمار في التطبيقات بالاستثمار في شركات الطيران.
وأضاف: «وفي مجال التقنيات الناشئة، يكتسي كل من طبقتي البنية التحتية والتطبيقات أهمية قصوى، إذ يؤديان دوراً تكاملياً في تشكيل نجاح ونمو أي تقنية ناشئة».
وشدد على أن النظام البيئي الصحي ينشئ بيئة داعمة تساعد الشركات الناشئة ورواد الأعمال على الازدهار، فبتعزيز التعاون وتبادل المعارف وإمكان الوصول إلى الموارد، فإنه يدفع الابتكار ويحفز نمو الأعمال.
وتابع: «إنشاء نظام بيئي وتوفير الإرشاد يعدان ضروريين لاستدامة وتوسع النظام البيئي الريادي على المدى الطويل، وبرعاية المواهب وتعزيز الابتكار ودعم تطوير أعمال قابلة للتطوير، يتم إنشاء حلقة إيجابية تجذب المزيد من الاستثمارات والمواهب والفرص».
ومضى قائلاً: «يتضح جلياً أن الاقتصاد الرقمي سيحدد عالمنا بشكل متزايد، فستعمل التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وبلوك تشين وإنترنت الأشياء على تحويل الصناعات، وفي ظل هذا المشهد المتطور بسرعة، أصبح تعزيز التعاون وتوفير الإرشاد أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وختم بالقول: «رؤية سايفر كابيتال تتجاوز بكثير إنشاء البنية التحتية، فهي تجسد التفاني في إنشاء مجتمع حيوي وشامل فيمكن للمطورين من جميع أنحاء العالم الالتقاء والتعاون والابتكار».