واصلت دبي ترسيخ موقعها ومكانتها بين أكثر مدن العالم جذباً لأثرياء العالم، وحافظت على مكانتها على قائمة «هنلي آند بارتنرز» للمدن الــ50 الأكثر استقطاباً للأثرياء حول العالم في 2024، فيما تأتي ضمن الصدارة عالمياً فيما يتعلق بعدد المليونيرات نسبة إلى عدد السكان وواحدة من أكثر الوجهات من حيث نصيب الفرد من الثروات العالية نسبة إلى الكثافة السكانية.

وأبرزت «هنلي آند بارتنرز» التي تتتبع اتجاهات هجرة الثروات الخاصة والاستثمار في جميع أنحاء العالم، في التقرير الذي أصدرته بالشراكة مع «نيو ورلد ويلث» للاستخبارات المالية العالمية انفراد دبي بلقب المدينة الأغنى في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تحقيق المدينة قفزة كبيرة في عدد سكانها من المليونيرات بنسبة 78% خلال السنوات العشر الماضية، ليتجاوز العدد حالياً 72500 مليونير (من تصل ثروتهم إلى مليون دولار أو أكثر) و212 سنتي مليونير (الأشخاص الذي تتجاوز ثرواتهم حاجز 100 مليون دولار) و15 مليارديراً. وحلت دبي في المركز رقم 21 بين المدن الـ50 الأعلى عالمياً. ويتوقع دخولها قريباً قائمة الـ20 الأعلى عالمياً.

وأكد التقرير أنه مع تحسينات البنية التحتية والتدفق المستمر لرأس المال والمواهب، فإن رواية دبي هي أكثر بكثير من مجرد قصة تعافٍ في ما بعد الوباء؛ إنه تحول محسوب إلى وجهة عالمية للأفراد ذوي الثروات العالية، والمكاتب العائلية، ومبتكري الغد.

ويأتي إعلان دبي عن بوابتها الجوية الجديدة خطوة ضرورية في الوقت المناسب للحفاظ على الزخم الاقتصادي، وضمان مستقبلها كمركز عالمي رائد سيظل في طليعة الاهتمام والطموح العالمي.

وإلى جانب دبي تضم أبوظبي من جانبها، 22500 مليونير لتحل بذلك أبوظبي في المركز الثاني بالمنطقة. وشهدت أبوظبي زيادة بنسبة 75% في عدد المليونيرات خلال السنوات العشر الماضية. وخلال العقد السابق نفسه، ارتفع عدد أصحاب الملايين في الشارقة، بنسبة 95% ليصل إلى 4100 شخص.

نيويورك الأولى عالمياً

وتعتبر نيويورك أغنى مدينة في العالم، حيث يقيم فيها 349500 مليونير و744 سنتي مليونير و60 مليارديراً، ويتجاوز إجمالي الثروة التي يمتلكها أثرياء نيويورك حالياً 3 تريليونات دولار، وهو أعلى من إجمالي الثروة بمعظم دول مجموعة العشرين، أما طوكيو فحلت ثالثة بعدد 298,300، وسنغافورة رابعة ولديها 244,800 مليونير، وتعتبر لندن خامس المدن بـ227000 مليونير وإن كانت تواصل التراجع، فبعد أن كانت تتصدر القائمة لسنوات عديدة شهدت تراجعاً بنسبة 10% خلال العقد الماضي.

وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مع وجود 11 من مدنها في قائمة أفضل 50 مدينة، بما في ذلك مدينة نيويورك الأولى في العالم ومنطقة خليج سان فرانسيسكو الثانية عالمياً بعدد 305,700 مليونير.

تدفق أصحاب الملايين

وقد شهدت دبي ثاني أعلى صافي تدفق لأصحاب الملايين على مستوى العالم في عام 2023، وتواصل الإمارة تحقيق تقدم كبير في مختلف القطاعات. وهناك أيضاً تركيز كبير على قطاع الطيران يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنميتها الاقتصادية الاستثنائية.

وأوضح التقرير أن التركيز الاستراتيجي على تطوير مرافق الطيران الحديثة وتوسيع قدرات النقل الجوي لم يعزز مكانتها كمركز دولي بالغ الأهمية فحسب، بل أدى أيضاً إلى تعزيز نمو ثروة دبي بشكل كبير، ووضعها كواحدة من أغنى المدن وأكثرها رواجاً بين مجتمع أصحاب الثروات العالمية، ولذلك من الطبيعي أن تحتل مكانة بارزة على قائمة أغنى مدينة على مستوى العالم في تقرير أغنى المدن في العالم 2024.

ولفت التقرير إلى أن حكومة دبي كشفت مؤخراً عن خطة تحويلية لصناعة الطيران عبر مطار آل مكتوم الدولي. الذي سيكون الأكبر في العالم بطاقة استيعابية نهائية تصل لـ260 مليون مسافر.. وسيكون خمسة أضعاف مطار دبي الدولي الحالي.

وسيتم نقل كافة عمليات مطار دبي الدولي له خلال السنوات القادمة. وسيضم المطار 400 بوابة للطائرات وخمسة مدارج متوازية. ويستخدم تقنيات جديدة لأول مرة في قطاع الطيران.

وعلى الرغم من أن مطارها الحالي هو الأكثر ازدحاماً في العالم بالمسافرين الدوليين، حيث سجل عدد المسافرين رقماً قياسياً يبلغ 87 مليون مسافر في عام 2023، فإن مشروع دبي الجديد الذي تبلغ تكلفته 128 مليار درهم يستعد لإعادة تعريف السفر الجوي العالمي.

وأشار التقرير إلى أن مثل هذه المشاريع رغم ضخامتها إلا أن الفكرة الأساسية وراءها بسيطة إلى حد ما: وهي الاستفادة من الاتصال لجذب الأفراد ذوي الثروات العالية لتسليط الضوء على قطاع العقارات الفاخرة في دبي، وصناعة سياحة النخبة، ومشهد الأعمال الديناميكي. ويجسد هذا التآزر بين براعة الطيران والازدهار الاقتصادي كيف يمكن للبنية التحتية أن تدفع تراكم الثروة في عالم تحكمه العولمة.

وأضاف التقرير: يعتمد المسار التصاعدي لدبي على سلسلة من السياسات التقدمية، ما يبرز التزام حكومتها بتوفير بيئة أعمال مرحبة. ويتجلى ذلك من خلال الأداء القوي للمناطق الاقتصادية الحرة الرائدة والمنطقة الحرة التابعة لسلطة مركز دبي التجاري العالمي (DWTCA)، والتي شهدت زيادة في تأسيس الشركات وتجديدها بنسبة تزيد على 170% على أساس سنوي - وهو دليل على قدرة دبي على جذب الشركات والاحتفاظ بها.

ولفت التقرير أيضاً إلى عروض الإقامة عن طريق الاستثمار في دولة الإمارات، والتأشيرة الذهبية، والتي تم إصدار أكثر من 150000 منها في الفترة من 2019 إلى 2022، والتأشيرة الخضراء - تصريح إقامة لمدة خمس سنوات يستهدف العمال ذوي المهارات العالية والموظفين المستقلين. وتشكل مثل هذه المبادرات أدوات حاسمة في استراتيجية دبي لجذب المزيد من المواهب والاستثمارات العالمية.

جاذبية متعددة الأوجه

وشدد التقرير على أن جاذبية دبي للأثرياء في العالم متعددة الأوجه، حيث توفر المدينة نظاماً بيئياً تجارياً متطوراً، وقدرة ديناميكية على التنفيذ، ومجموعة كبيرة من المواهب الدولية، وإمكانية الوصول الاستراتيجي إلى الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، فهي توفر نوعية حياة راقية، مع مجموعة غنية من العقارات الفاخرة، والفرص التعليمية ذات المستوى العالمي، ووسائل الراحة المتنوعة.

وبالنظر إلى هذه السمات، لم يكن من المستغرب أن تشهد دبي خلال العقد الماضي زيادة بنسبة 78% في عدد سكانها من أصحاب الملايين، مما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات الفردية من حيث نصيب الفرد من الثروات العالية نسبة إلى الكثافة السكانية وهي مكانة تم التأكيد عليها في تقرير حديث. وأبرز التقرير أن مبيعات المنازل التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي تضاعفت تقريباً في عام 2023، لتصل إلى 7.6 مليارات دولار، متجاوزة أسواق العقارات الفاخرة مثل لندن ونيويورك.

وقال دومينيك فوليك، رئيس مجموعة عملاء القطاع الخاص في «هينلي آند بارتنرز»، إن عددا من أغنى المدن في العالم تقع في بلدان تستضيف برامج تشجع بنشاط الاستثمار الأجنبي المباشر مقابل حقوق الإقامة أو المواطنة، حيث يمكنك تأمين الحق في العيش والعمل والدراسة والاستثمار في مراكز الثروة العالمية الرائدة مثل نيويورك وسنغافورة وسيدني وفيينا ودبي من خلال الاستثمار.