واصلت دولة الإمارات ترسيخ شراكاتها التجارية والاستثمارية حول العالم خلال قمة "AIM" للاستثمار، حيث اختتم معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، مشاركته في القمة التي احتضنتها أبوظبي على مدار ثلاثة أيام، عبر عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع وزراء ومسؤولين كبار من مختلف دول العالم.

كما شارك معاليه في سلسلة من المحادثات والجلسات والمنتديات رفيعة المستوى، وبحث الفرص التجارية والاستثمارية الاستراتيجية وتعزيز الشراكات مع مجموعة من شركاء الدولة حول العالم.

وتحت شعار "التكيف مع تحول المشهد الاستثماري: تسخير إمكانات جديدة لتطوير التنمية الاقتصادية عالمياً"، تضمّنت القمة 450 جلسة حوارية، ضمّت 900 متحدث وخبير من حول العالم، من خلال توفير منصة لصانعي القرار العالميين وقادة الأعمال والمستثمرين للاجتماع ومناقشة القضايا الرئيسية التي تشكّل المشهد الاقتصادي العالمي بهدف خلق اقتصاد عالمي أكثر ازدهاراً واستدامة.

وجرى افتتاح قمة “AIM” للاستثمار بكلمة رئيسية ألقاها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أكد خلالها مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتجارة والاستثمار، معربا سموه عن قدرة العمل المشترك على إنشاء مشهد استثماري عالمي جديد يحقق نموًا اقتصادياً شاملاً ومستداماً.

وفي كلمته الافتتاحية خلال الملتقى، رحب معالي ثاني الزيودي بمجتمع الاستثمار العالمي، مشدداً على أهمية الشراكات الاستراتيجية والسياسات التي تركز على المستقبل والمبادرات الاقتصادية الجريئة لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر، ومسلطاً الضوء على أن هذا النهج ساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات "كمنارة للاستقرار ومركز للاستثمار العالمي وحافز للتقدم".

وأكد معالي الزيودي أن المناخ الاستثماري الجذاب للدولة، والمدعوم بإطار تنظيمي ملائم ومنظومة أعمال مزدهرة، أدى إلى أن تصبح دولة الإمارات ثالث أكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2023، حيث اجتذبت 23 مليار دولار ضمن 1277 مشروعاً تغطي مجموعة واسعة من الصناعات والقطاعات.

وقال معالي الزيودي في ختام الفعالية: "وفرت قمة "AIM" للاستثمار 2024 منصة قيّمة للحوار والتعاون الهادف.. وقد عززت نقاشاتنا التزام دولة الإمارات بدعم الشراكات التجارية والاستثمارية التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزز الشراكات العالمية وتساهم في التنمية المستدامة حول العالم.. وبصفتها دولة رائدة عالمياً ضمن مجال الابتكار والاستثمار، تحرص الإمارات على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي لقيادة التغيير الإيجابي وإحداث تأثير مستدام على نطاق عالمي".

كما شارك معالي الزيودي خلال القمة في سلسلة من المنتديات وجلسات النقاش، مشدداً على التزام دولة الإمارات بالمبادرات الرئيسية الرامية إلى الارتقاء بالتنمية العالمية وريادة الأعمال.

وسلط معاليه الضوء على تعاون الدولة مع منظمة الصحة العالمية لتحسين وصول الأدوية اللازمة إلى كل دول العالم وذلك من خلال انطلاق التحضيرات لاستضافة دولة الإمارات للمنتدى العالمي الثالث للإنتاج المحلي عام 2025.

وأبرز معالي الزيودي كذلك منظومة ريادة الأعمال في الدولة من خلال فعاليات شملت منتدى الشركات المليارية وحفل جوائز الشركات الناشئة وشارك في منتدى الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين، والذي ركز على الدور الأساسي المتنامي للمكاتب العائلية في الشرق الأوسط واستخدام ثرواتها الهائلة في بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولية.

وخلال اجتماع الطاولة المستديرة الوزارية حول الاستثمار، انضم معالي الزيودي إلى نظرائه من كل أنحاء العالم لبحث سبل دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة والعادلة، مستعرضا المبادرات التي تقدمها دولة الإمارات في ذلك المجال، بما يشمل مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وبرنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 3 تريليونات درهم بحلول نهاية العقد الجاري.

وعقد معالي ثاني الزيودي كذلك اجتماعات ثنائية بناءة عديدة مع الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين من دول آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين وأوقيانوسيا، واستكشف معاليه خلال هذه اللقاءات آفاقاً جديدة للتعاون والاستثمار حيث أكدت تلك الاجتماعات التزام دولة الإمارات برعاية الشراكات العالمية ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام.

يشار إلى أن قمة "AIM" للاستثمار 2024 شاركت فيها وفود تضم وزراء ومسؤولين كبار من 175 دولة، ناقشوا بفاعلية أجندة شاملة تركز على فرص الاستثمار الاستراتيجية في كل أنحاء العالم بهدف تحفيز الاستثمارات العالمية ودعم النمو الاقتصادي، وجمعت القمة صانعي القرار وقادة قطاع الأعمال والمستثمرين من كل أنحاء العالم لبحث الحلول المبتكرة التي تمكّن من مواجهة أصعب التحديات العالمية.

كما رسخت القمة مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كمستثمر عالمي رائد ووجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن بيئة أعمال محفزة للنمو وآمنة، وكبوابة لفرص الاستثمار ومحفزة لدفع عجلة النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.