‏كشف محمد علي راشد لوتاه مدير عام غرف دبي عن التوجه المستقبلي نحو التعاون الاستراتيجي بين دبي وفيتنام، في ثلاثة مجالات حيوية، هي:

الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والتقنيات المالية، حيث يوجد في فيتنام مليون مبرمج، ما يعكس التركيز الكبير على تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز القدرات التكنولوجية، ونموها السريع في هذا المجال.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد نمواً سريعاً في قطاع الطاقة المتجددة، كما أن دبي تلتزم بتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتعتبر رائدة في هذا المجال، علاوة على ذلك تعد فيتنام من الدول الناشئة في مجال التقنيات الرقمية، مما يسهم في تحسين البنية التحتية المالية وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

جاء ذلك على هامش اختتام غرفة دبي العالمية، فعاليات بعثتها الخارجية إلى منطقة جنوب شرق آسيا، في العاصمة الفيتنامية هانوي.

وأكد لوتاه لـ «البيان» أن فيتنام تعتبر ضمن أهم 20 شريكاً تجارياً لإمارة دبي، حيث احتلت المرتبة 16 عالمياً ضمن هذه القائمة خلال العام 2023.

لافتاً إلى أن إجمالي تجارة دبي غير النفطية مع فيتنام خلال العقد الماضي بلغت 85.4 مليار دولار، متوقعاً نمو هذا الرقم بتأثير مباشر من العلاقات الاقتصادية المشتركة المتينة، وافتتاح مكتب غرفة دبي العالمية في مدينة هو شي منه، والبعثات التجارية التي تستهدف تعزيز الروابط الثنائية.

ولفت لوتاه إلى أن إجمالي قيمة الاستثمارات الفيتنامية في دبي خلال الفترة 2019 - 2023 بلغ حوالي 9 ملايين دولار، مشدداً على ضرورة الاستفادة من كل الفرص المتاحة لتعزيز عدد الشركات الفيتنامية العاملة في دبي، والتي بلغ عددها 12 شركة نشطة في العام 2014، ليرتفع عددها ويصل إلى 147 شركة نشطة مع نهاية الربع الأول من العام الجاري.

مبادلات البلدين

وبهذه المناسبة، قال الدكتور بدر المطروشي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية فيتنام: «تشهد العلاقات الإماراتية الفيتنامية تطوراً مهماً، حيث تبادل البلدان في العام المنصرم أكثر من 50 وفداً في مختلف المجالات بما في ذلك لقاءات بين قيادتي البلدين ووفود تجارية، كما تعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول لفيتنام في منطقتنا في المنتجات غير النفطية بتبادل فاق الـ 8 مليارات دولار».

واعتبر عدد من ممثلي الشركات المشاركة في البعثة أن الشركات الإماراتية تمثل قوة مهمة في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وخلال اجتماعات البعثة توصلت شركة ميرانا لتقنين المعلومات في الإمارات إلى اتفاق مبدئي لاستقطاب 3 آلاف مبرمج في مجال الذكاء الاصطناعي من فيتنام للعمل الهجين في دبي.

وذلك في إطار جهود تعزيز التعاون التقني، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات أكثر من 30 ألف مبرمج، ونجحت في استعراض منتجاتها الذكية ما جعلها محط أنظار الشركات الفيتنامية.

من جهته كشف مطر سهيل سالم المهيري، الرئيس التنفيذي لشركة ميرانا لتقنية المعلومات في الإمارات، عن حضور أكثر من 12 اجتماعاً مع شركات فيتنامية مماثلة، وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع أكبر شركة في فيتنام المتخصصة في العديد من المجالات، بما في ذلك البرمجيات (fpt)، وتمتلك هذه الشركة أكثر من 30 ألف مبرمج، ويتراوح عدد المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي بين 10 إلى 20 % من إجمالي عددهم، مما يعني وجود حوالي 3 آلاف متخصص في هذا المجال.

وأوضح المهيري أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي ينص على جاهزية الشركة لاستقطاب أكثر من 3000 مبرمج في مجال الذكاء الاصطناعي للعمل (الهجين) في دبي، وذلك لدعم تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي لدبي، كما تم عرض خمسة منتجات أساسية تقدمها شركة ميرانا وهي المكتب الذكي، والمحامي الذكي، والتتبع الذكي للأصول، وعملية الإدارة الذكية للأشخاص في الميدان.

وأفاد أن فيتنام شهدت تطوراً تقنياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وهو ما يفتح فرصاً واسعة أمام الشركات الإماراتية المتخصصة في مجال التقنية للاستفادة من هذا التطور، وتعتبر فيتنام واحدة من الوجهات الرئيسية في جنوب شرق آسيا للاستثمار في قطاع التكنولوجيا والابتكار، وتشهد الحكومة الفيتنامية توجهاً قوياً نحو تعزيز البنية التحتية التقنية وتطوير قطاع التكنولوجيا.

أنابيب الغاز والبترول

من جهته قال عبدالله سعيد خوري مدير العمليات في شركة جراب الوطنية المتخصصة في التجارة وتحديداً في تصدير وتوريد أنابيب الغاز والبترول والمياه، إنه حضر أكثر من 10 اجتماعات للوقوف على صناعه الأنابيب في فيتنام للتعاون المستقبلي، موضحاً أن الأنابيب تلعب دوراً حيوياً في البنية التحتية والمشاريع العمرانية، سواء في نقل الغاز والبترول أو توزيع المياه.

وفي ضوء التوجه الحالي لفيتنام نحو هذه الصناعات، يمكن للشركات الإماراتية استقطاب الشركات المصنعة في فيتنام لخلق تعاون مشترك، إذ توفر الإمارات بنية تحتية متطورة وبيئة استثمارية مشجعة للشركات العالمية، وتعتبر مركزاً إقليمياً للتصدير والتوريد.

وأوضح خوري أن شركته متوسعة في العديد من الأسواق، حيث تورد لأكثر من 30 دولة حول العالم منها الصين وكوريا والهند وتصدر لأكثر من 60 دولة منها أوروبا وأفريقيا وأمريكا وكندا وعدد من الدول العربية والخليجية.

ويمكن أن يكون التعاون بين الشركات الإماراتية والشركات المصنعة في فيتنام في مجال الأنابيب فرصة مثمرة للجانبين، ويمكن تبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز القدرات التصنيعية والابتكارية، وفي الوقت نفسه، يمكن للإمارات أن تستفيد من تواجد شركات مصنعة متخصصة في فيتنام لتعزيز قدراتها وتوسيع نطاق أعمالها في هذا القطاع المهم.