مسؤولون وخبراء: توسعة مطار آل مكتوم ترسخ صدارة دبي لحركة الطيران الدولية للـ 100 عام المقبلة

أكد المشاركون في منتدى قادة المطارات العالمية الذي أقيم بالتزامن مع معرض المطارات في دبي، أن توسعة مطار آل مكتوم الدولي تمثل قفزة هائلة في مشهد الطيران في دبي، وأنه من المتوقع أن يعزز قدرة دبي على الحفاظ على مكانتها كأكبر مطار لحركة المرور الدولية على مدى الـ100 عام القادمة.

وقال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي في كلمته الرئيسية في المنتدى، إن توسعة مطار آل مكتوم الدولي تمثل قفزة هائلة في مشهد الطيران في دبي، من خلال استثمار ضخم بقيمة 128 مليار درهم. موضحاً أن هذا المشروع يؤكد التزام دبي الراسخ بتزويد الأعداد المتزايدة والمتنوعة من الضيوف بالبنية التحتية والتجارب ذات المستوى العالمي.

وأضاف غريفيث: «بينما يواصل مطار دبي الدولي ازدهاره، ستفتح توسعة مطار آل مكتوم الدولي فرصاً جديدة للسفر والسياحة والخدمات اللوجستية والتجارة على مستوى العالم. ونحن متحمسون للتعاون مع شركائنا وأصحاب المصلحة في هذه الرحلة التحويلية والطموحة، مما يضمن بقاء دبي في طليعة صناعة الطيران لسنوات قادمة».

وقال غريفيث: «التزمت الحكومة بمستقبل الطيران، ونحن نعلم تماماً أننا كنا أكبر مطار في العالم لحركة المرور الدولية على مدى السنوات العشر الماضية. ونتوقع الحفاظ على هذه الصدارة وزيادتها على مدى المئة عام القادمة. لذا، إذا كنت تعتقد أنك قد أتيت إلى المكان المناسب لمعرفة كل ما يتعلق بالابتكار في مجال المطارات، دعني أؤكد لك أنك قد اتخذت القرار الصحيح. وآمل أن تكون رحلتك عبر مطار دبي الدولي عند المغادرة ممتعة كما كانت عند الوصول».

استدامة

وفيما يتعلق بالاستدامة، قال إن إنتاجية وقود الطيران المستدام لا يمكن أن تواكب نمو قطاع الطيران. «لذا، وصلنا إلى وضع يكون فيه أقل من 1 % من إجمالي الطلب على وقود الطائرات في هذه الصناعة. ونحن بحاجة إلى شكل من أشكال الطاقة المتطورة التي تمكننا من تشغيل طائراتنا بطريقة مختلفة تماماً عن استخدام الوقود القائم على الهيدروكربون، الأمر الذي سيتطلب اختراقات تقنية. وفي الولايات المتحدة، يتحدثون عن تصنيع الوقود النووي، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الوقود النووي للطائرات حقيقة واقعة ويجعله آمناً في المستقبل».

وأضاف: «ستكون الاستدامة والراحة هي المحرك للتغيير التقني في المستقبل. أعتقد أن ذلك سيجعلنا نعيد التفكير في طريقة تصميم مطاراتنا».

وفيما يتعلق بالمركبات ذاتية القيادة، قال: «أتساءل فقط عما إذا كان بإمكاننا في المستقبل جعل المركبات ذاتية القيادة في الجو وعلى الأرض حقيقة عملية أكثر، وما إذا كان بإمكاننا الابتعاد عن النقل الجوي القائم على الهيدروكربون في المستقبل. وأعتقد أن سوق الطائرات بدون طيار (UAV) مع المركبات الكهربائية مثير للغاية للمستقبل».

7 مطارات في عُمان

من جانبه قال الشيخ أيمن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة عمان لإدارة المطارات: «إن مطار مسقط يفتتح مدرجاً ثانياً خلال يومين، مما يعكس التزام السلطنة المستمر بالاستثمار. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شهدنا نمواً مكوناً من رقمين، مدفوعاً بمحطات وممرات جديدة».

ولفت إلى أن عدد المطارات الحالية في السلطنة هو 7 مطارات، وأن الهدف هو الوصول إلى 10 مطارات خلال السنوات الخمس المقبلة. وأوضح أن هناك خططاً لتشغيل مطارات خارج السلطنة. وأشار إلى أن علاقات التعاون بين سلطنة عمان ودولة الإمارات مستمرة بقوة، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم مع طيران الإمارات للتسويق للوجهات السياحية في السلطنة، كما تم توقيع مذكرات تعاون مع ترانز للمناولة ودناتا، لتعزيز تبادل الخبرات والتدريب والعمليات.

تمكين الشباب

من جانبه قال أيمن عبد العزيز أبو عباة، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات الرياض: في المملكة العربية السعودية، تتجاوز مطاراتنا أرقام ما قبل الجائحة، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية 2030. المنطقة والخليج عادت إلى طبيعتها قبل الكثير من البلدان. وإذا نظرت إلى الإحصائيات في المملكة العربية السعودية، فإن معظم مطاراتنا أعلى بنسبة 60 % و40 % و30 % من أرقام عام 2019، مما يعني أننا لم نعد إلى وضعنا الطبيعي فحسب، بل بدأنا بالنمو الطموح نحو رؤيتنا. وفرص الاستثمار وفيرة، مع مشاريع جارية بمليارات الدولارات.

جلسات نقاش

شهد اليوم الثاني من معرض المطارات، الذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي، جلسة نقاش حيوية بعنوان «مستقبل أمن المطارات: تبني الابتكار والمرونة»، التي جمعت نخبة من قادة أمن الطيران من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشوا التحديات والفرص المتعلقة بأمن المطارات في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة والتهديدات الأمنية المتغيرة.

وأكد عبد الله الشامسي، مدير أول مستقبل الأشياء في مؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية، ضرورة التطوير المستمر في مجال أمن المطارات لمواكبة التحديات الأمنية المتغيرة، مشدداً على أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية لتطوير استراتيجيات أمنية فعالة.

وسلطت مريم ماجد الفلاسي، من إدارة المتفجرات في شرطة دبي، الضوء على الإجراءات التشغيلية القياسية التي تتبعها شرطة دبي لضمان أعلى مستويات الأمن في مطارات الإمارة، مؤكدة جاهزية فرق الأمن للتعامل مع أي طارئ بسرعة ومهنية عالية.التدريب والتطوير

وأكد الملازم أول علي خالد الحساي، من إدارة المتفجرات في شرطة دبي، أهمية التدريب والتطوير المستمر لموظفي أمن المطارات لضمان قدرتهم على مواجهة التهديدات الأمنية المتغيرة، مشيراً إلى أن مطارات دبي أصبحت نموذجاً يحتذى به في مجال الأمن والسلامة بفضل كفاءة ومهنية فرق الأمن.

شرطة دبي

وواصلت القيادة العامة لشرطة دبي مشاركتها في المعرض بعرض عدد من الخدمات المتخصصة . وزار العميد عبيد مبارك الكتبي، نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ لشؤون أمن الهيئات، منصة شرطة دبي، واطلع على الخدمات التخصصية المقدمة من مركز دبي لأمن الطيران المدني في الإدارة العامة لأمن المطارات، وإدارة أمن وحماية الشخصيات، وإدارة أمن المتفجرات، ووحدات الكلاب البوليسية K9 في إدارة التفتيش الأمني، ومركز الاتصال 901، وإدارة الشرطة السياحية .

وتُشارك الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، بـ3 خدمات، تتمثل في وحدات الكلاب البوليسية، ودراجة (هايبوزا 1300) النارية، من إدارة أمن وحماية الشخصيات، وأجهزة الكشف عن المتفجرات من إدارة أمن المتفجرات.

وسلطت إدارة التفتيش الأمني K9، الضوء على وحدات الكلاب البوليسية ودورها الحيوي في مجال التفتيش الأمني بمختلف نقاط التأمين بما فيها المطارات، إلى جانب دورها الشرطي في الكشف عن العديد من الجرائم.

هايبوزا 1300

كما عرضت شرطة دبي عبر منصتها الدراجة النارية هايبوزا 1300، المستخدمة في تأمين وحماية الشخصيات، وتتميز بأنها واحدة من أقوى الدراجات النارية في العالم. كما استعرضت إدارة أمن وحماية الشخصيات، الزي الرسمي للعاملين في مجال حماية الشخصيات، والذين يتميزون بالتدريب الاحترافي وردود الفعل السريعة والدقيقة في مختلف التشكيلات الأمنية. ويرتدون زياً بمواصفات أمن وسلامة متقدمة، وخوذة رأس صلبة تحمي من الصدمات.

أجهزة متطورة

كما شاركت إدارة أمن المتفجرات بعرض عدد من الأجهزة المستخدمة في الكشف عن المتفجرات، منها جهاز يعمل بالأشعة السينية، لتمكين الخبراء من الكشف عن محتويات الأجسام المشبه بها دون الاقتراب منها وفتحها. كما عرضت جهازاً آخر يعمل بالأشعة السينية ويستخدم في الأماكن الضيقة والصغيرة.

إنجازات هيئة دبي للطيران

وكشفت هيئة دبي للطيران المدني عن أبرز إنجازاتها في تطوير صناعة النقل الجوي والنمو المُطّرد في الأنشطة التجارية لقطاع الطيران في إمارة دبي، وقد بلغ عدد الخدمات الصادرة خلال الربع الأول من عام 2024 ما يقارب 11,990 خدمة، بنسبة نموّ 21% مقارنة بالربع الأول من عام 2023 الذي شهد إصدار 9,912 خدمة، جاء ذلك خلال مشاركتها في معرض المطارات.

وتتجسّد إنجازات الهيئة في ارتفاع عدد طلبات إصدار تصاريح الأنشطة التجارية المتعلقة بالأعمال المرتبطة بنشاطات الطيران في إمارة دبي، بالإضافة إلى المناطق الحرة خلال الربع الأول من عام 2024 بنسبة 72%. بينما نمت طلبات تجديد التصاريح بما يزيد على 3 أضعاف، مقارنة بذات الفترة من عام 2023.

وسجلت طلبات إصدار تصاريح هبوط الطائرات (الخاصة، والركّاب، والشحن) بمطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي لتشغيل جميع أنواع الرحلات غير المجدولة والمُخصّصة (التجارية وغير التجارية) فقد سجّلت كذلك نموّاً وبلغت أكثر من 4000 تصريح خلال الربع الأول من عام 2024. ونتيجة تطور قطاع الإنشاءات في الإمارة فقد شهدت تصاريح البناء والتعلية في مناطق الارتفاق الجوي ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى الضعفين والنصف.

نموّ مستدام

وقال محمد لنجاوي، المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني: تواصل صناعة الطيران في إمارة دبي نموها المستدام بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث عملت الهيئة مع شركائها الاستراتيجيين على دعم وتطوير قطاع الطيران الهامّ جداً، والذي يعزز ويدعم خطط دبي لتحتل مركزاً ريادياً في الاستعداد للمستقبل وصناعته، وتمكين التفكير المستقبلي والابتكار لبناء الجاهزية نحو المستقبل، وتحقيق الصدارة العالميّة.

الأكثر مشاركة