12 عاملاً وراء نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات

كشفت دراسة بحثية وجود 12 عاملاً وراء نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات. الدراسة قدمتها الباحثة فاطمة عبد الرحيم الزرعوني، الحاصلة على ماجستير تنفيذي في الإدارة العامة من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وكانت رسالتها في الماجستير، وصدرت عن مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات.

وخلصت الدراسة إلى 12 عاملاً تحدد نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أهمها الدعم الحكومي وحاضنات الأعمال وقدّمت الدراسة رؤى استشرافية للتغلب على التحديات المختلفة وتقديم الدعم الكامل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

المناهج العلمية

وقالت فاطمة الزرعوني لـ«البيان»: في بداية العمل الميداني تعرضت الدراسة لواقع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، ثم انطلقت إلى تحليل تجربة الشارقة، من خلال اعتماد العديد من المناهج العلمية: كالمنهج الوصفي، والمنهج التطبيقي، والمنهج الإحصائي.

وأكدت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعتبر المحرك الرئيس لاقتصادات الدول، ويتم التركيز على هذا القطاع عالمياً؛ لكونه يشكل عدداً كبيراً من المشاريع الاقتصادية في العالم، لذلك تقوم الكثير من الدول المتقدمة بتحفيز نمو هذه المشاريع وتطويرها، وتحفيز العوامل التي تسهم في استمراريتها.

وأضافت أن الإمارات تسعى لتعزيز هذا النوع من المشاريع لتحقيق الخطط الاقتصادية للدولة للخمسين عاماً القادمة، والتي تهدف إلى الاعتماد على الاقتصاد غير النفطي، والتي تتطلب مشاريع تحقق النجاح والاستدامة.

وأشارت إلى أن الإحصائيات العالمية تظهر أن 50% من المشاريع الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم لا يمكنها الاستمرار أكثر من 5 سنوات، ومن هنا تم تحديد مشكلة البحث للنظر في أهمية عوامل النجاح الحرجة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، والتي يتفرع منها 3 أسئلة فرعية في البحث حول دور الدعم الحكومي، ودور حاضنات الأعمال في نجاح المشاريع، والتحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت أنها أجرت مقابلات مع 15 رائد أعمال، و6 من المسؤولين عن دعم المشاريع، كما أجرت استبياناً تم من خلاله الحصول على 104 إجابات وبعد تنقيح العينة تم التوصل إلى 91 إجابة من روّاد الأعمال الحاصلين على الدعم الحكومي.

عوامل النجاح

وأكدت أنه تم التوصل إلى عوامل النجاح الحرجة، وأهمها: الدعم الحكومي لما تقدمه الجهات الداعمة للمشاريع من التسهيلات المادية والفنية إلى صاحب المشروع، والتقليل من التحديات التي يتعرض لها المشروع في مراحل تأسيسه الأولى.

وكذلك حاضنات الأعمال حيث تقوم بتوفير بيئة مناسبة للمشاريع التي لا تتطلب مقراً لإنشائها بأقل التكاليف، وتوفر جميع الخدمات والتسهيلات التي تساعد على تأسيس المشروع ونموه. إضافة إلى التخطيط الاستراتيجي ودراسة الجدوى قبل إنشاء المشروع، عن طريق جمع المعلومات المطلوبة وتحليلها لمعرفة مدى إمكانية تنفيذ المشروع، وجدواه ومتطلبات تنفيذه، وأهمية الاستثمار في القطاع.

والتسويق وتحديد الفئة المستهدفة ووضع خطة تسويقية وتخصيص ميزانية كافية للتسويق، وتحديد الفئة المستهدفة من المشروع، عن طريق تحديد الفئة العمرية، الجنس، الجنسيات، والطبقة الاجتماعية ووضع خطة تسويقية تجذب الفئة المستهدفة. والتكنولوجيا وما لها من دور فعّال في تسهيل الخدمات، وإدارة العمليات، وضرورة الاستفادة من المواقع الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.

وتوفر رأس المال والسيولة في مرحلة تأسيس المشروع من العوامل المهمة التي تسهم في استمرارية المشروع وإدارة المخاطر. وكذلك التفرغ وإدارة أولويات رائد الأعمال من الناحية المادية والاجتماعية من الأمور المهمة في فترة تأسيس المشروع. وتوفر الخبرة لدى صاحب المشروع.

إضافة إلى اختيار موظفين ذوي كفاءات عالية ويمتلكون خبرة سابقة في نفس المجال، وكذلك أهمية جودة المنتج وجودة الخدمة من خلال التنويع والتغيير في نوع المنتجات لتلبية رغبة العملاء. وضرورة اختيار المقر المناسب بناءً على الشريحة المستهدفة ودراسة السوق وأهمية التوسع في المشروع، خاصة إذا حقق نجاحاً في فرعه الأول، وتحقيقه شهرة بين الجمهور المستهدف.