ماستركارد: الإمارات بين أكثر عشر وجهات سياحية شعبية في العالم

كشف أحدث تقارير «اتجاهات قطاع السفر 2024» العالمي، الذي يصدره معهد ماستركارد للاقتصاد عن نقلة نوعية في قطاع السفر خلال هذا العام، تميزت بزيادة لافتة في الإنفاق على السفر ونمو قويّ في حركة المسافرين. ويقدم التقرير لمحة عن قطاع السفر، وما يشهده من تغيرات عبر العديد من الأسواق من حول العالم.

ويبدو بأن الإقبال على السفر اليوم أقوى من أي وقت مضى، بالرغم من تقلبات أسعار الصرف وتفاوت القدرة على تحمل التكاليف، وقد جاءت الإمارات في المركز التاسع بين أكثر الوجهات شعبية في العالم خلال الأشهر الـ12 الماضية. وبالنسبة للمسافرين من دولة الإمارات، جاءت لندن وأثينا وباريس في صدارة الوجهات الأكثر شعبية لهذا الصيف. أما على مستوى العالم، فقد احتلت اليابان المركز الأول لأكثر الوجهات شعبية خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن تكون ميونخ هي الوجهة الأكثر شعبية لهذا الصيف (يونيو وحتى أغسطس 2024)، وذلك بالتوازي مع انعقاد دوري أبطال أوروبا.

ويكشف التقرير بأن قطاع السفر آخذ في النمو والازدهار خلال العام 2024، حيث حدثت تسعة من آخر 10 أيام من الإنفاق القياسي في قطاع الرحلات البحرية والطيران هذا العام. ومن اللافت بأن المسافرين الذين يغادرون الشرق الأوسط أصبحوا أكثر انتقائية حول مكان ووقت سفرهم، وينفقون المزيد على الأماكن القريبة في المنطقة. وفي المقابل، يميل المسافرون إلى أفريقيا والشرق الأوسط لتمديد فترة إقامتهم بمعدل ثلاثة أيام بالمقارنة مع فترة ما قبل الجائحة.

وفي هذا السياق، قالت ناتاليا ليشمانوفا، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا لدى معهد ماستركارد للاقتصاد: «يتمتع قطاع السفر في الشرق الأوسط بقوة ومرونة غير اعتيادية، مدعوماً بالطلب المتزايد من المستهلكين، والإقبال الكبير على استكشاف وجهات أقرب للوطن، وخوض تجارب أصلية ومؤثرة. وإن التوجه نحو تمديد فترات الإقامة هو أمرٌ إيجابي سيترك بصمته على قطاع السياحة ككل، وسينعكس على قدرة الحكومات المحلية ببناء اقتصادات متنوعة».

ويستند التقرير إلى تحليل بيانات المعاملات المجمعة والسريّة، بما يشمل بيانات شركة ماستركارد SpendingPulse™، ومصادر بيانات الطرف الثالث. ويتعمق في أبرز اتجاهات السفر العالمية خلال العام الحالي وما بعده، بما في ذلك:

 

زيادة لافتة في السفر

على المستوى العالمي، سجل السفر الدولي نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام 2024. وبالمثل، أعلنت مجالس السياحة في الشرق الأوسط عن بعض من الإنجازات الأولى من نوعها:

بعد تسجيل رقم قياسي جديد للزائرين في عام 2023، سجلت دبي زيادة بنسبة 11% في أعداد السياح في الربع الأول من عام 2024. ويعكس الارتفاع الكبير في السفر زيادة في الحركة، مدفوعة بالإقبال القوي على السفر.

وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، سجلت المملكة العربية السعودية، لأول مرة في تاريخها، أكثر من 3 ملايين زيارة وافدة في الشهر، واستمرت هذه الوتيرة لثلاثة أشهر متتالية خلال العام الحالي (من يناير حتى مارس 2024).

كما سجلت مصر نمواً سنوياً بنسبة 27% في أعداد الزوار عام 2023. وبلغت أعداد السياح الوافدين إلى المغرب 3.3 ملايين بنهاية الربع الأول من عام 2024، بزيادة بنسبة 12.8% عن نفس الفترة من العام 2023.

 

تمديد فترات الإقامة بقصد الترفيه

أمضى السياح القادمون إلى إفريقيا والشرق الأوسط ثلاثة أيام إضافية في المتوسط من إجازتهم، بالمقارنة مع المعدل العالمي البالغ يوم واحد. وعلى عكس فترة ما قبل الجائحة، يقضي زوّار دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً إضافياً عند زيارتهم، وفي المغرب، تمتد هذه الفترة لأربعة أيام. ويشير معهد ماستركارد للاقتصاد لوجود علاقة عكسية بين أسعار الوجهة وزيادة أيام الإقامة فيها خلال تواجدهم في هذه الوجهات. وبعبارة أخرى، كلّما انخفضت الأسعار في الوجهة، طالت فترة الإقامة. ويمثل تمديد فترات الإقامة رافدًا للشركات التي تدعم الاقتصادات المحلية في قطاع السفر، فهي تعني زيادة في الإنفاق لكل رحلة.

 

اقتصاد التجارب أثناء السفر

يعطي المستهلكون الأهمية للتجارب ذات المغزى عوضاً عن الأشياء المادية، حتى أثناء السفر. وبحسب SpendingPulse Destinations، التي تقدم تقديرات حول السياحة العالمية عبر جميع أنواع المدفوعات، فقد ارتفع الإنفاق على التجارب ليصل إلى 12% من إجمالي مبيعات السفر، وهي أعلى نقطة يتم تسجيلها خلال السنوات الخمس الماضية على الأقل، وذلك اعتباراً من شهر مارس 2024. وفي دولة الإمارات، ارتفع الإنفاق السياحي على المطاعم ذات الأسعار المعقولة بحوالي 21% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. ويبدو بأن الفعاليات المؤثرة، مثل الحفلات الموسيقية (كحفل تايلور سويفت) والرياضية (مثل كأس العالم للكريكت) تقود اتجاهات السفر العالمية. وخلال العام 2027، سوف تتجه أنظار العالم نحو مصر، التي ستشهد كسوفاً كلياً للشمس مباشرة فوق الأهرامات. وقد أظهرت تحليلات معهد ماستركارد للاقتصاد زيادة لافتة في المبيعات في المناطق الواقعة على امتداد مسار الكسوف الكلي الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية.

 

نمو لافت في رحلات السياحة البحرية

بالنظر إلى التفاوت الكبير والمتزايد بين أسعار الفنادق والرحلات البحرية، أصبحت الرحلات البحرية خياراً مفضلاً للكثير من المسافرين الراغبين بقضاء العطلات. ونتيجة لذلك، ارتفعت معدل المعاملات التي يجريها المسافرون في الرحلات البحرية على مستوى العالم بحوالي 16% خلال الربع الأول من العام، بالمقارنة مع العام 2019.

وخلال شهر مارس، جرى تأسيس «تحالف كروز أرابيا» من قبل السلطات البحرية والسياحية في دبي وأبوظبي والبحرين وسلطنة عمان، بهدف ترسيخ مكانة الخليج العربي كوجهة عالمية للسياحة البحرية.