يتأهب قطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق مستقبل مستدام من خلال سعي الحكومة نحو توسيع دمج مزيد من مصادر الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء، وتمكين كهربة القطاعات الصناعية، ونشر المركبات الكهربائية ومراكز البيانات الضخمة، ودعم العمليات البحرية بحلول طاقة نظيفة، إضافة إلى ما تتمتع به الدولة من إمكانات تمويلية قوية وقدرات لوجتسية وبنية تحتية متطورة، بحسب «نومان أمجد»، نائب الرئيس التنفيذي، مدير منطقة اليابان وأمريكا الجنوبية وكوريا الجنوبية، ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لدى شركة «هيتاشي إنرجي».
وأضاف أمجد: «نشهد في العام 2024 تطورات كبيرة في قطاع الطاقة في الإمارات. حيث إن تركيز دولة الإمارات على تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050 سيقود الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وجهود تحديث شبكات الكهرباء، وهو ما يخلق فرص استثمارية كبيرة للشركات العالمية العاملة في قطاع الطاقة. كما سيتسارع الانتقال نحو مصادر الطاقة المستدامة مع زيادة الاعتماد على تقنيات مثل أنظمة تيار الجهد المباشر عالي الجهد HVDC وحلول جودة الطاقة لتعزيز استقرار شبكة الكهرباء. وستعتمد الدولة على التعاون والابتكار باعتبارهما محركين رئيسيين في تحقيق أهدافها المناخية والتقدم نحو مشهد طاقة محايد للكربون وأكثر مرونة».
وتابع: «تدرك الإمارات أن تحقيق صافي صفر انبعاثات كربونية يتطلب جهوداً جماعية وتعاونا وثيقاً وشراكات واسعة النطاق، وهو ما تعمل على إنجازه القيادة الرشيدة عبر الجمع بين منصات الطاقة عالمية المستوى والتكنولوجيا الرقمية المتطورة لتوفير حلول مبتكرة».
ويتجه قطاع الطاقة في الإمارات نحو مسار محايد للكربون، مدفوعاً بالتزام الحكومة نحو الاستدامة والابتكار. وقد اتخذت الحكومة الإماراتية خطوات عديدة نحو تحقيق الحياد الكربوني، بما يتماشى مع الهدف 17 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتتضمن مشاريع «هيتاشي إنرجي» الرئيسية في الإمارات لعب دور محوري في توريد مكونات أساسية لتطوير أكبر مزرعة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم. وبالتعاون مع كيانات رئيسية مثل شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) وشركاء مثل «مصدر»، و«إي دي إف رينيوبلز»، و«جينكو باور»، تؤدي «هيتاشي إنرجي» دوراً حاسماً في توفير محولات رفع جهد ضخمة، ومعدات حماية، وأنظمة اتصالات لمشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية. ويقع هذا المشروع على بعد حوالي 35 كم من مدينة أبوظبي، ومن المتوقع أن يوفر الطاقة النظيفة والمتجددة لشركة مياه وكهرباء الإمارات، مما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في دولة الإمارات.
وتعمل شركة «هيتاشي إنرجي» على إنشاء أول بنية تحتية لشحن أساطيل الشاحنات الكهربائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يمثل خطوة هائلة نحو الحد من الانبعاثات وتعزيز النقل المستدام. وتتعاون في هذا الإطار مع شركة «أدميرال جلوبال دي إم سي سي» لتوفير حلول قابلة للتطوير للشحن السريع من الشبكة إلى القابس تتيح إعادة شحن عدة حافلات كهربائية في نفس الوقت. وتدعم هذه البنية التحتية أهداف دولة الإمارات الطموحة المتمثلة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 من خلال تسهيل الانتقال من الديزل إلى المركبات منخفضة الانبعاثات ذات المدى الطويل. وتكمن أهمية هذا المشروع في قدرته على إحداث ثورة في قطاع النقل بالإمارات، بما يقدم بديلاً مستداماً عن المركبات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري ويساهم في أهداف الاستدامة الأوسع نطاقاً للأمة.
كما توفر «هيتاتشي إنرجي» تكنولوجيا التيار المباشر عالي الجهد HVDC لربط عمليات أدنوك البحرية بشبكات الطاقة البرية، وهي خطوة حاسمة نحو الحد من انبعاثات الكربون ودعم طموحات دولة الإمارات في مجال الحياد الكربوني. حيث تتيح هذه التكنولوجيا نقل طاقة نظيفة من البر الرئيسي لإمداد عمليات إنتاج «أدنوك» البحرية بالطاقة. وتعمل هذه التكنولوجيا على تقليل خسائر الطاقة وخفض البصمة الكربونية بشكل ملحوظ، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للانتقال نحو مصادر طاقة مستدامة.
ومن الأمثلة الأخرى مشاركة «هيتاشي إنرجي» في مشاريع مثل مشروع المحطة الكهرومائية في حتا، التي من المتوقع أن تولد 250 ميجاوات من الكهرباء وتبلغ طاقتها التخزينية 1,500 ميجاوات ساعة.
وجدير بالذكر أن أعمال «هيتاشي إنرجي» في الإمارات تشهد نمواً متسارعاً خلال العام الجاري 2024، مدفوعاً بزيادة الطلب على حلول الطاقة المستدامة. حيث إن تركيز الدولة على جهود تحول الطاقة يعزز الاستفادة من الفرص المتاحة والمساهمة في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة.