كشف استطلاع للرأي أجرته «البيان» وشمل الرؤساء التنفيذيين لـ11 شركة تطوير عقاري رئيسية عن ثقة شركات التطوير العقاري بقوة واستدامة زخم نمو القطاع العقاري في دبي.
وأكد الرؤساء التنفيذيون الذين استطلعت «البيان» آراءهم حول آفاق أداء القطاع على مدى الأشهر الـ18 المقبلة أن قوة الأداء الاقتصادي للإمارة، وتنامي مكانتها كمركز عالمي للمال والأعمال والسياحة والخدمات، ووجهة مثالية للعمل والإقامة، وتدفق أعداد متنامية من المليونيرات والمستثمرين ورواد الأعمال للإقامة فيها، كلها عوامل تدعم استمرار نمو الطلب على المديين القصير والمتوسط، خاصة في ظل التوقعات باستمرار تفوق الطلب على العرض.
وأشار المطورون إلى أنه على الرغم من الارتفاعات السعرية التي شهدها السوق، فإن أسعار العقارات في دبي ما زالت تنافسية جداً بالمقارنة مع مراكز عالمية أخرى مثل لندن ونيويورك، ما يشكل قاعدة قوية لاستمرار حركة النمو والتطور في هذا القطاع الحيوي، مؤكدين أن دبي تواصل رسم مستقبل مشرق كونها وجهة جاذبة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وتشمل العوامل التي ترجح استدامة النمو في القطاع توفر تسهيلات التمويل العقاري التي تتيحها المصارف، ووجود بنية تشريعية قوية وشفافة تحمي المستثمرين في القطاع، إلى جانب سياسات داعمة مثل برنامج الإقامة الذهبية المخصص للمستثمرين العقاريين، كما يلعب الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي الذي تتمتع به دبي والإمارات دوراً محورياً في جذب الأفراد ذوي الثروات العالية للاستثمار في هذا السوق المتنامي.
ثقة عالية
ويقول عامر خانصاحب، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة الاتحاد العقارية: «تواصل دبي استقطاب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات، لاسيما القطاع العقاري، ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل الرئيسية، من أبرزها تسارع المشاريع التنموية الكبرى ومشاريع الارتقاء بالبنى الأساسية، والنمو السكاني وتسهيلات التمويل العقاري التي تتيحها المصارف، والبيئة الاقتصادية المستقرة المدعومة بالرؤية والتوجيهات الاستراتيجية للقيادة الرشيدة».
وأضاف خانصاحب: «ننظر بثقة حيال أداء القطاع العقاري خلال الأشهر الـ 18 المقبلة، حيث يتوقع استمرار زخم النمو بالقطاع في ضوء مجموعة من المؤشرات الإيجابية، من ضمنها قوة الطلب على العقارات السكنية والتجارية ومتعددة الاستخدامات، بالتزامن مع تسارع وتيرة تطوير المشاريع الجديدة، مثل المجمعات السكنية المتكاملة ومجمعات الفلل والشقق الفاخرة في مواقع مميزة، كما يسهم ارتفاع القدرات الشرائية وتنامي ثقة المستثمرين في تعزيز زخم واستمرارية النمو».x وأكد أن «الاتحاد العقارية» ماضية قدماً في تطوير مشاريع عقارية متكاملة، تتبنى أحدث المنهجيات والابتكارات، مع الالتزام بأعلى معايير الاستدامة، لتسهم بذلك في دعم نمو السوق العقاري وتلبية الطلب المتنامي، وترسيخ المكانة الرائدة التي تتمتع بها دبي كوجهة عالمية بارزة للاستثمارات العقارية.
الهجرة المتسارعة
بدوره، توقع محمد بن غاطي، رئيس مجلس إدارة شركة بن غاطي للتطوير، أن يظل أداء سوق العقارات في دبي قوياً على مدى الأشهر الثمانية عشر المقبلة، مدفوعاً في المقام الأول بعاملين رئيسيين: تنامي الطلب نتيجة تواصل تدفق الأثرياء والمستثمرين ورجال الأعمال والكفاءات إلى البلاد، وهي شرائح تتمتع بقدرات شرائية عالية، والعرض المتحكم فيه للمشاريع الجديدة.
وأضاف بن غاطي: «تستمر دبي في جذب عدد كبير من المغتربين بسبب موقعها الاستراتيجي وبيئتها الصديقة للأعمال وجودة الحياة العالية بها، وقد أسهمت قواعد التأشيرات الأخيرة، بما في ذلك التأشيرات طويلة الأجل والتأشيرات الذهبية، على الأثرياء والمستثمرين ورجال الأعمال المهنيين المهرة الانتقال إلى دبي. ويؤدي هذا التدفق من السكان إلى زيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية، مما يسهم في الطلب المستدام في سوق العقارات».
العائد على الاستثمار
ويتوقع ميلوش آنتيتش، نائب الرئيس وعضو مجلس الإدارة في شركة دي إتش جي للعقارات أن يستمر نمو سوق العقارات في دبي على مدى الأشهر الثمانية عشر المقبلة بوتيرة ثابتة بسبب قوة أداء الاقتصاد وتدفق السكان الجدد والأفراد من ذوي الثروات العالية، بالإضافة لعدد الوحدات السكنية المقرر تسليمها، وخاصة في مناطق مختلفة في الإمارة مثل منطقة قرية جميرا الدائرية، ونتوقع تواصل دبي مكانتها المرموقة كملاذ للمستثمرين، وستواصل تحقيق بعض أعلى العوائد على الاستثمار العقاري على المستوى الإقليمي والعالمي.
دبي خيار رابح
ويقول مادهاف دهار، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في شركة زازين بروبرتيز: «يشير النمو الحاصل في السوق مؤخراً إلى تحقيق دبي لمزيد من التميز في مجال العقارات على مستوى العالم خلال ما تبقى من العام، وشهد شهر يوليو فترة استثنائية للمشهد العقاري في دبي، حيث سجل متوسط سعر القدم المربعة أعلى مستوى له على الإطلاق ليصل إلى 1.397 درهماً، مما يشكل زيادة بنسبة 17 % على أساس سنوي مع تسجيل زيادة بنسبة 13 % عن الذروة السابقة».
وأضاف: «وعلى الرغم من هذا النمو، لا يزال متوسط سعر القدم المربعة في دبي تنافسياً مقارنة بالمدن العالمية الرائدة الأخرى في مجال العقارات، مثل لندن أو نيويورك، والتي يبلغ متوسط سعر القدم المربعة فيها ضعف هذا المبلغ تقريباً». وتابع دهار: «بلغ إجمالي المبيعات في الإمارة 230 مليار درهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، ليسجل أعلى مستوى نمو في النصف الأول، متجاوزاً الوجهات العقارية العالمية الأخرى مثل نيويورك وسنغافورة». وتوقع دهار أن تشهد الأشهر 12 - 18 المقبلة استقراراً على مستوى الأسعار.
مرونة ونمو
من جهته، يتوقع رضوان ساجان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة دانوب، أن يحافظ سوق العقارات في دبي على التمتع بمستويات عالية من المرونة والنمو خلال الأشهر الثمانية عشر إلى الأربعة والعشرين المقبلة.
وأضاف ساجان: «سوف يستمر الموقع الاستراتيجي للمدينة، ومكانتها كمركز عالمي للأعمال، إلى جانب التطور المستمر للبنية الأساسية والإطار التشريعي القوي، في دفع الطلب المستدام في القطاع على نطاق واسع، وأتوقع أن يشهد القطاع مزيداً من الارتفاعات السعرية، بدعم من الطلب المستمر من المستثمرين المحليين والدوليين».
أساسيات مستقرة وقوية
بالمقابل، قال عمران فاروق، الرئيس التنفيذي لشركة سمانا للتطوير العقاري: «إذا قمت بدراسة التوقعات العقارية الحالية في دبي، أتوقع أن ينمو السوق بنسبة 20 % إلى 25 % خلال الأشهر الـ 18 المقبلة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه لأن الأساسيات الاقتصادية لدبي قوية ومنافسة لأبرز الأسواق العالمية مثل لندن ونيويورك». وأضاف فاروق: «وفي الوقت الذي نتحدث فيه، نستقبل أعداداً متزايدة من العملاء ووسطاء العقارات في مركز مبيعاتنا، وهو ما يعكس بوضوح اتجاه النمو».
جاذبية عالمية
وقال رافي مينون، الرئيس الشريك لمجلس إدارة مجموعة «شوبا»: «إن السوق العقاري في دبي شهد خلال العامين الماضيين نمواً ملحوظاً مدفوعاً بما يتمتع به من جاذبية ومرونة على المستوى العالمي». وأضاف مينون: «يعود هذا الأداء الاستثنائي إلى عوامل متعددة، منها عوامل الاقتصاد الكلي الداعمة في الإمارة، مثل النمو المطرد للناتج المحلي الإجمالي واستقرار العملة الوطنية، إلى جانب المبادرات الريادية التي تطلقها الحكومة والتي تهدف إلى تعزيز الزخم في السوق».
وتابع: «من أبرز هذه المبادرات الاستراتيجية المتنوعة التي أطلقتها الإمارة أجندة دبي الاقتصادية D33، والإقامة الذهبية للمستثمرين العقاريين، والبيئة التشريعية الملائمة للمستثمرين، وهي كلها عوامل أسهمت في تعزيز جاذبية دبي ومكانتها كمركز عالمي للاستثمار، ونتطلع، في ظل الجهود المبذولة من قبل الإمارة، إلى مزيد من النمو والتطور في المشهد العقاري، مدعومين بثقة المستثمرين والزيادة المستمرة في الطلب».
آفاق إيجابية
وقال محمد سنكري، رئيس مجلس إدارة شركة سنكري العقارية: «أتوقع أن يواصل سوق العقارات في دبي في تحقيق نتائج إيجابية خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، مدعوماً بأسس اقتصادية راسخة تميز دبي كوجهة عالمية للأعمال والسياحة والابتكار».
وأضاف سنكري: «السوق العقاري في دبي يستفيد من الطلب المتزايد من قبل المستثمرين المحليين والدوليين، وذلك بفضل بيئة استثمارية جاذبة وأسس بنية تحتية متطورة، وهذا الطلب المستمر، الذي يغذيه تنوع المشاريع والتوسع في قطاعات متعددة، سيسهم في الحفاظ على استقرار الأسعار، وربما زيادتها في بعض المناطق الاستراتيجية».
بالإضافة إلى ذلك، تستمر المبادرات الحكومية في دعم السوق من خلال تحفيز الاستثمارات والتطوير المستدام، مما يعزز من ثقة المستثمرين في السوق على المدى الطويل، بحسب سنكري.مجمعات متكاملة
وقال أفزال حسين، المدير التنفيذي للعمليات في عزيزي للتطوير العقاري: «إن دبي تعتبر واحدة من أهم الأسواق العقارية في العالم، وتشهد اهتماماً كبيراً من المستثمرين والمشترين، وبناء على النتائج القياسيّة التي سجلها القطاع العقاري في الإمارة على مدار السنوات القليلة الماضية، فنحن أمام مشهد من النمو المستمر في السوق، وتحديداً مع تواصل الطلب القوي على العقارات الفاخرة والسكنية تحديداً، مدعوماً بزيادة عدد السكان وسياسات الحكومة الداعمة للاستثمار».
وأضاف حسين: «إن النتائج الإيجابية للقطاع العقاري في دبي تعكس النظرة المستقبلية المتفائلة لتطوّر القطاع، بفضل ما يوفره من خيارات استثمارية متنوعة تعزز الثقة المتزايدة في السوق على الصعيدين المحلي والعالمي، وبالتالي نتوقع أن يواصل السوق جاذبيته للاستثمار، إلى جانب النمو المتواصل في قطاع الإيجارات والتركيز على المشايع العقارية التي توفر خدمات ومرافق متكاملة، مثل المراكز التجارية والمساحات الخضراء والمدارس وغيرها، وذلك في ظل الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي الذي تتمتع به دبي ودولة الإمارات بشكل عام». وتابع: «ونحن في عزيزي للتطوير العقاري نؤكد التزامنا الراسخ تجاه دعم رؤية دبي، وحريصون على إنشاء مشاريع توفر حياة أفضل لعدد أكبر من الناس».
مبادرات استباقية
وقالت ديانا نيليبوفسكايا، الرئيس التنفيذي لشركة ميريد: «إن استقرار دبي ومبادراتها الاستباقية يضمن ازدهار السكان والشركات وجذب قائمة متزايدة من المشترين والمستثمرين الدوليين».
وأضافت نيليبوفسكايا: «من المتوقع أن يصل عدد سكان دبي إلى 5.8 ملايين شخص بحلول عام 2040، مما يؤدي إلى تسارع كبير في الطلب على المساكن، خاصة وأن نسبة نمو سكان دبي أسرع بنسبة 300 % من عدد العقارات الجديدة التي يتم إطلاقها». وتابعت: «من شأن هذا الطلب غير المسبوق، إلى جانب إكمال أكثر من 12 مشروعاً رئيسياً في عام 2024، دفع أسعار العقارات إلى الارتفاع، ناهيك عن التوسع الكبير الذي تشهده دبي، والذي تعزز منه مراكز النقل الجديدة وأماكن الترفيه وفرص العمل الكبيرة، ودوره بتعزيز هذا الاتجاه، مع نمو دبي، سينمو سوق العقارات فيها، مما يجعله استثماراً جذاباً بشكل متزايد لكل من المشترين المحليين والدوليين».
العقارات الفاخرة
وقال بدر عبدالله السويدي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نبني للتطوير العقاري: «بينما نتطلع إلى الأشهر الثمانية عشر المقبلة، نبقى متفائلين بنمو سوق العقارات في دبي، مدفوعاً بالتدفق المستمر للمغتربين والمستثمرين، نتوقع أن يشهد قطاع العقارات الفاخرة زيادة في الطلب من قبل الأفراد ذوي الثروات العالية والمستثمرين الباحثين عن عوائد استثمارية واعدة». وأضاف: «تقوم دبي بجهود مميزة في تعزيز مكانتها كأفضل مدينة لعيش العائلات، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة المجتمعية، ضمن استراتيجية جودة الحياة لدبي 2033، في نبني للتطوير العقاري، نحن ملتزمون بدعم هذه المبادرة المبتكرة التي تتماشى تماماً مع أهدافنا في تعزيز بيئة مجتمعية ملائمة للجميع».