أكدت سفيرة إستونيا لدى الإمارات، ماريا بيلوفاس، لـ«البيان» أن هناك تطوراً مستمراً للتعاون بين الإمارات وإستونيا في مجالات التحول الرقمي، مشيرة إلى أن مجلس الأعمال الإماراتي الإستوني المشترك الذي تأسس في عام 2021 لعب دوراً مهماً في فتح المجال للعديد من الفرص ذات المنافع المتبادلة، بما في ذلك توسيع التجارة البينية غير النفطية، وتبادل الخبرات في قطاع الخدمات، وتعزيز التعاون في مجالات مثل التنقل الذكي والرعاية الصحية الرقمية والابتكار الغذائي.
وقالت: إن دولة الإمارات توفر بيئة أعمال محفزة، ما يسهم في تسهيل الفرص التجارية للشركات الإستونية للاستفادة من البنية التحتية والخدمات اللوجستية العالمية في الإمارات والتوسع في أسواق العالم العربي وآسيا وأفريقيا، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين يدعم بقوة الطموحات الاقتصادية للبلدين خلال السنوات المقبلة.
تبادل الخبرات
وأكدت حرص إستونيا على تبادل الخبرات مع دولة الإمارات، خاصة بهدف إثراء التجربة التعليمية للطلاب في البلدين، بغرض إنشاء نظام تعليمي عالمي المستوى يدمج الحلول التكنولوجية المتطورة، ويوفر بيئة تعليمية جذابة وفعالة للطلاب.
وأفادت بأن هناك تعاوناً قائماً بين دولة الإمارات وإستونيا، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي التربية والتعليم بين الدولتين في عام 2022، حيث تركز الاتفاقية على تعزيز الابتكار في مجال التعليم، وبشكل خاص على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، ونتطلع إلى توثيق تعاوننا مع دولة الإمارات من خلال تبادل المعارف والخبرات والتجارب في مجال التعليم والابتكار التكنولوجي، للمساهمة في تحسين نظام التعليم في كلا البلدين، وتعزيز قدرات طلابنا على مواجهة تحديات المستقبل، لا سيما في مجال تجارب التعلم الذكي.
وتابعت بيلوفاس: «نظام التعليم في إستونيا يعتبر من بين الأفضل عالمياً وفقاً لتصنيفات PISA (التقييم الدولي لقياس مدى تقدم الطلاب في سن الخامسة عشرة)، حيث تصنف إنجازاتنا التعليمية ضمن الأعلى في أوروبا والمراكز الثلاثة الأولى عالمياً في القراءة والرياضيات والعلوم والإبداع». وأكدت السفيرة أن إستونيا تفخر بنظامها التعليمي الذي يتميز ببنية تحتية رقمية متقدمة، والذي يعتمد على تقنيات تعليمية يمكن تكييفها للاستخدام في لغات وبلدان مختلفة.
ذكاء اصطناعي
وفيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أشارت السفيرة بيلوفاس إلى أن الحكومة الإستونية تعمل حالياً على تنفيذ ثالث استراتيجياتها للذكاء الاصطناعي، التي بدأ تطبيق الأولى منها في عام 2017، موضحة: «أهدافنا محددة وواضحة، حيث تركز استراتيجيتنا على عدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي سيتم اعتمادها، ومدى استخدام الوكالات الحكومية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026.
وشددت على التزام الحكومة الإستونية بضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومسؤول، مع تكثيف التدريب لتعزيز الوعي حول الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، والتهديدات التي يمكن أن تنجم عن توظيفه.
«تركيزنا لا يقتصر فقط على تقدم العلوم والأبحاث في هذا المجال، بل يتعدى ذلك أيضاً إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، بما في ذلك استخدامه للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للمواطنين وتلبيتها بشكل استباقي».