حملة «استثمر في الإمارات» تستهدف أصحاب الأفكار الواعدة

يواصل قطاع المطاعم في دولة الإمارات نموه وتنوعه، ففي عام 2023 فقط، انضمت أكثر من 6000 شركة جديدة للأغذية والمشروبات إلى غرفة تجارة دبي، وتعكس الفعاليات السنوية مثل مهرجان دبي للمأكولات ومهرجان مذاق أبوظبي، التنوع في مجال الطهي في المنطقة، ما يتيح للزوار فرصة لتجربة مطاعم مؤقتة فريدة وتذوق إبداعات مميزة يتعاون خلالها الطهاة، وغير ذلك.

وبرزت الإمارات بسرعة لافتة كوجهة عالمية في مجال الطهي والمأكولات، حيث تجذب رواد الأعمال والطهاة الذين يعيدون تعريف تجربة تناول الطعام، وهو أحد الجوانب التي تسلط الضوء عليها الحملة الإعلامية العالمية التي أطلقتها دولة الإمارات تحت شعار «استثمر في الإمارات»، والتي تجوب مدناً عالمية مثل كان، وميونيخ، وباريس، ولندن، وزيورخ، وجنيف، ونيويورك، وتستهدف دعوة رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع.

الحملة التي بدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات، والاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة، والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم، شكلت مناسبة للتعريف بمشهد المأكولات النابض بالحياة في الدولة، والذي يوفر، مدعوماً بالابتكار والتنوع، مزيجاً فريداً من الأطباق العالمية والنكهات المحلية، حيث لا تُعد هذه البيئة المزدهرة شهادة على الإمكانات الاقتصادية لدولة الإمارات فحسب، بل هي أيضاً انعكاس لثرائها الثقافي، كما تضمنت الحملة إطلاق منصة Invest.ae والتي تقدم أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال.

وجهة لإبداعات الطهي

تُعد حكاية أحمد عبد الحكيم، صاحب مطعم «3 فلس»، واحدة من أبرز قصص النجاح، حيث يقع المطعم بالقرب من ميناء الصيادين في جميرا، وقد واجه «3 فلس» في البداية شكوكاً بسبب موقعه المنعزل في الظاهر. ومع ذلك، فإن تركيز المطعم على المكونات عالية الجودة وقائمة طعام مصغّرة تمزج المأكولات البحرية الطازجة مع أساليب مستوحاة من المطبخ الياباني، سرعان ما دفعته نحو الشهرة.

وفي عام 2022، تم اختيار «3 فلس» كأفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم، متفوقاً حتى على بعض أرقى المطاعم التي يديرها طهاة مشهورون عالمياً.

ويمثل نجاح أحمد عبد الحكيم دليلاً يؤكد ديناميكية مشهد الطهي في دولة الإمارات، والذي يضم أكثر من 13,000 مطعم في دبي وحدها، وتضمن انسيابية الخدمات اللوجستية في المدينة، جنباً إلى جنب مع ازدهار قطاع التكنولوجيا الغذائية، توافر المنتجات عالية الجودة، كما أن طرح جوائز مرموقة فيها، مثل دليل ميشلان وجوائز أفضل 50 مطعماً، ساهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة لإبداعات الطهي.

مزيج الثقافات والنكهات

يجسد حاتم مطر، وهو اسم آخر بارز في قطاع الطهي في دولة الإمارات، روح الابتكار والشمولية، واقتناص الفرص التي توفرها البيئة الاستثمارية في الدولة.

اكتشف مطر، الذي كان مهندساً في الأصل، شغفه بالمأكولات المشوية على طريقة تكساس خلال رحلة عمل، ولدى عودته إلى دبي، بدأ في تجربة الشواء في ساحة منزله الخلفية، وهي تجارب سرعان ما اكتسبت شعبية المحيطين به.

واليوم، يشتهر مطعم «مطر فارم» بأطباق الشواء التي تجسد «ثقافة ثالثة» حيث تمزج أساليب تكساس التقليدية مع التوابل والنكهات الشرق أوسطية.

مفهوم جديد للجودة

يتسم مشهد الطهي في دولة الإمارات بالتنوع الذي هو انعكاس لتنوع ثقافات سكانها، يجمع هذا المشهد تجارب مختلفة تتراوح بين تجربة «أوماكاسي» الراقية وصولاً إلى المطاعم الأبسط التي تقدم مأكولات شوارع جنوب شرق آسيا.

يتألق توم أرنيل كأحد أبرز الشخصيات في مشهد الطهي المتنوع هذا، وهو طاهٍ أسترالي يتمتع بخبرة اكتسبها لدى مجموعة من أفضل مطابخ العالم، بما في ذلك Vue de Monde في ملبورن و Arzak في إسبانيا.

بدأت رحلة أرنيل في دولة الإمارات بافتتاح مقهى «توم آند سيرج» وهو مقهى على طراز ملبورن يقع في منطقة القوز الصناعية بدبي. كان هذا المطعم من أوائل المطاعم البسيطة في دبي، والتي تركز على الطعام، وقد نجح في رسم مفهوم جديد للجودة والخدمة.

توسعت مشاريع أرنيل منذ ذلك الحين لتشكل معاً إمبراطورية مميزة في قطاع الضيافة، لتضم «ذا جيلد» وهو مساحة متعددة المفاهيم للمطاعم تضم مطعماً للمأكولات البحرية ومطعماً فرنسي الطابع (براسيري) ومطبخاً يعمل بالحطب.

يجسد «ذا جيلد» الذي اختارته مجلة «كوندي ناست» كأحد أفضل المطاعم الجديدة في العالم، طموح الإمارات في مجال الطهي.

استقطاب أفضل المواهب

لا يقتصر مشهد الطهي في دولة الإمارات على المطاعم الفاخرة فحسب. فالأمر يتعلق بخلق مساحة تجتمع فيها الثقافات والمأكولات المتنوعة، ما يوفر لسكان الدولة وزوارها مذاقات من جميع أنحاء العالم، ومع استمرار الإمارات في استقطاب أفضل المواهب العالمية في مجال الطهي، والاستثمار في صناعة الأغذية والمشروبات، فإن الدولة باتت مهيأة لتصبح رائدة عالمياً في فنون الطهي.

يعد تفرد الإمارات في عالم الطهي شهادة على ديناميكيتها الاقتصادية والثقافية على نطاق أوسع، وبفضل صدارة رواد أعمال من أصحاب الرؤى مثل أحمد عبد الحكيم وحاتم مطر وتوم أرنيل، فإن قطاع الطعام في الدولة يعكس التزامها بالابتكار والتنوع والتميز، ونظراً لمواصلة دولة الإمارات تطورها كمركز عالمي للأعمال، فإن قطاع الطهي والمطاعم فيها سيلعب، بلا شك، دوراً حاسماً في قصة نجاحها المستمرة.

الأكثر مشاركة