في العقود الماضیة، نجح عدد من المكفوفین في تطویر تقنیة نظر تشبه تقنیة نظر الخفاش وتقوم على التعرف إلى المحیط من خلال إحداث طقطقة باللسان. ويعتمد العديد من المكفوفین هذه التقنية ليتمكنوا من ركوب الدراجات والمشي في الجبال مسافات طویلة والتنقل في الشوارع من دون الحاجة لمساعدة الغير.
الطفل الأميركي بين أندروود فقد بصره وهو في سن الـ3 سنوات، ورغم انه كفيف لكنه يتعامل مع البيئة المحيطة به من خلال الأصوات اللي يسمعها فهو يبصر عن طريق صوت الطقطقة (Echolocation) وهي تقنية للتجوال عبر الصوت تستخدمها بعض الحيوانات مثل الخفافيش.
تقنية السونار تعمل على تحديد الموقع بالصدى وذلك باستخدام الموجات الصوتية والأصداء لتحديد مكان الكائنات في الفضاء. الخفافيش تستخدم هذه التقنية للعثور على طعامها في الظلام، إذ أنها ترسل موجات صوتية من فمها أو أنفها، وعندما تضرب موجات الصوت كائنا ينتج من ذلك صدى فترجع موجات الصوت إلى أذن الخفافيش.
هذه التقنية درسها العلماء وطوروها حتى أصبح البشر الكفيفين يستخدمونها ويتجولون دون الحاجة لأي مساعدة.
وهناك العديد من الفيديوهات على يوتيوب تصور المكفوفين من أطفال يستخدمون هذه التقنية للعب الدراجة وتسديد الكرة في السلة والمشي والجري خارجا.
وقد راج عبر مواقع التواصل فيديو الأمريكي بين أندروود الذي اضطر الأطباء إلى استئصال عينيه بسبب إصابتهما بمرض السرطان في سن الثالثة من عمره، ولكنه تعلم تقنية الطقطقة باللسان التي تسمح له بالتعرف على الأماكن والمساحات. ويوضح المختصون في علم الطقطقة أن هذه التقنية سهلة للغاية فإذا حاولت إغلاق عينك وإصدار صوت مطول وأخذ كتاب تقربه من فمك ستلاحظ أن الصوت يتغير كلما اقتراب الكتاب من الفم وهكذا يدرك المكفوفين بأنهم يقتربون من شيء جامد.
بين أندروود الذي يظهر في الفيديو أذهل العالم بسرعته في الحركة ونشاطه، وكان مصدر إلهام للكثير من المكفوفين عبر العالم كما أحزن الأميركيين عندما توفي في سن الـ16 بسبب انتشار مرض السرطان في جسده. وبعد وفاته أطقت والدته موقعا إلكترونيا يحمل اسم بين أندروود لمساعدة المكفوفين على تعلم تقنية الطقطقة وتحسين نمط حياتهم.