بالفيديو.. رحلة وسط الضباب من دبي إلى أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل وجدت نفسك ذات مساء تخوض غمار رحلة مضنية وممتعة من دبي إلى أبوظبي وسط ضباب شديد الكثافة؟

كيف كنت ستتصرف لو أنك كنت في هذه الرحلة بعد يوم شاق في العمل ثم السهر مع بعض الضيوف ؟

ليلة أمس خرجت من دبي الساعة 2 بعد منتصف الليل، كان الطريق داخل دبي يشير إلى أن الرحلة لن تكون كغيرها من رحلاتي اليومية، وأني لن أضع محدد السرعة عند 120 وأسير سانداً رأسي إلى كرسي السيارة، في هدوء وسكينة حتى أصل إلى وجهتي.

لقد كان الضباب يتزايد كلما ابتعدت خارج دبي، وأمام مباني "جافزا" بالتحديد اضطررت لأن أعدل جلستي وأتخلى عن مثبت السرعة، وأفتح عيني عشرة على عشرة لأن الضباب كان كثيفا، لكن مع بعض التركيز ظل بالإمكان السير على سرعتي المعتادة 120.

وهكذا استمر الحال حتى وصلت سيح شعيب، بهدوء خصوصاً بعد أن حصل شبه اتفاق غير معلن وغير مكتوب بيني وبين ثلاث سيارات، حيث ظللنا نمشي معا دون أن يحاول أي منا تجاوز الآخر أو الابتعاد عنه.

استمر الحال من سيح شعيب على ماهو عليه، وكلما كنا نقترب أكثر من منطقة السميح كان الضباب يزداد عنفوانا، والرؤية تزداد انعداماً، وأنا ورفقائي الثلاثة مصرون على المشي جنباً إلى جنب، فقد أمن لنا ذلك رؤية متكاملة للشارع وإن انخفضت سرعتنا إلى المائة.

كان هناك سيارات تتجاوزنا بشكل غير طبيعي، وكأن لديهم عيونا من نار – اللهم لا حسد – فيما كان البعض الآخر يسير ببطء قاتل، وفجأة يدوي أمامنا صوت إحدى دوريات شرطة أبوظبي التي بدت في البداية وكأنها تقودنا لعبور المنطقة بشكل آمن، قبل أن تطلب من الجميع التوقف في أقصى اليمين، وكالعادة التزم بعضنا مباشرة، وظل البعض يناور إلى أن اجبرته الشرطة على التوقف.

كان تصرف شرطة أبوظبي حكيما ومهما، وتمنيت من كل قلبي لو أن كل الدوريات تحذو حذو هذه الدوريات خلال فترات الضباب، فتجنبنا الحوادث المروعة أو على الأقل تخفف منها.

بعد ذلك بلحظات اذ بسيارات الإسعاف والإطفاء تدوي وتمر مسرعة من أمامنا، حينها أيقنت أن الامر ليس مجرد تنظيم وإرشاد لعبور المنطقة بأمان، بل أن الأمر قد تعداه إلى حادث أو أكثر، وهو ما كان بالفعل فبعد فترة من التوقف سمحت لنا الشرطة بالتحرك برفقتها حتى وصلنا إلى مكان الحادث لنجد رجال الشرطة الأوفياء أمامنا في الشارع وقد رسموا بأجسادهم وأيديهم طريقا لنا للمرور وتجاوز الحادث الأليم.

كنت قد فطنت قبلها إلى التقاط كاميرتي لتصوير الحال، لكن التصوير كان تصوير رجل يقود سيارته في غمار الضباب والحادث وأصوات سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة لذلك لم يكن بالإمكان الحديث عن فيديو محترف.

عبرنا الحادث بأمان، لكن الضباب كان لايزال يتعاظم، ووصل الأمر في بعض المناطق إلى انعدام تام للرؤية، ولولا لطف الله سبحانه تعالى، وبقية من خبرة في التعامل مع الضباب، لطالت الرحلة، لكنني والحمد لله وصلت إلى منزلي بعد نحو أكثر من ساعتين من الزمان في مشوار أقطعه يوميا بـ 45 دقيقة.

إصابات متفاوتة لـ " 10" أشخاص في حوادث مرورية بسبب الضباب

Email