في عام 1973 أنتجت شركة موتورولا أول هاتف محمول ولكنها لم تطلقه في الأسواق العالمية إلى بعد 10 سنوات. الهاتف موتورولا دينا تاك اشتهر وانتشر بسرعة في العالم، رغم سعره المرتفع في ذلك الوقت والذي قدر بنحو 4000 دولار.

أول مخترع لهذا الهاتف النقال هو المهندس الأميركي مارتن كوبر الذي انظم للعمل في شركة موتورولا في عام 1954 ، فقدم لها إسهامات عديدة.

حصل كوبر على شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من معهد إلينوي للتكنولوجيا عام 1950، وحصل على درجة الماجستير من المعهد ذاته عام 1957. كما حصل على براءة اختراع عن اختراع نظام التلفون اللاسلكي، أي أنه أول مخترع لهاتف محمول .

نشأت فكرة ابتكار الهاتف النقال لدى كوبر في أوائل السبعينيات، في الوقت الذي كانت فيه الهواتف الخلوية أجهزة غير عملية، مدمجة في لوحات عدادات السيارات، ويقوم توصيلها في صندوق المعدات بمنزلة جهاز إرسال واستقبال لا سلكي، ومصدر إمداد بالطاقة بصندوق السيارة.

لم يكن ثمة قنوات اتصال سوى القليل من القنوات اللاسلكية لإجراء المكالمات، وغالبا ما كان المستخدمون يضطرون للانتظار لفترة طويلة في انتظار إتاحة قناة اتصال.

ولم يكد كوبر يضطلع بمسؤولية قسم هواتف السيارات في شركة موتورولا حتى قرر على الفور ألا تقتصر وظيفة هذه المنتجات على الاستخدام داخل السيارات فقط، بل يتعين أن تكون صغيرة وخفيفة ليتسنى حملها طوال الوقت، ويقول : "تملكتني فكرة تحويل المنتجات إلى أشياء محمولة".

منذ ميلاد الفكرة في مهدها وحتى ظهور النموذج الأولي إلى النور استغرق الأمر 90 يومًا، وذلك في العام 1972 م عندما أعلن كوبر عن مسابقة تصميم تحت رعايته بين مهندسي موتورولا، وفي حفل العشاء الذي أقامه في ديسمبر من نفس العام انبرى كل مهندس ليقدم نموذجه الأولي، وقال كوبر حينها . "قررنا انتقاء أقل الهواتف بريقا"، وبالفعل كان أكثرها بساطة".

أول اتصال عبر المحمول:

كان العرض المبهر حين قرر كوبر إجراء مكالمة هاتفية مستخدما الجهاز في الثالث من إبريل عام 1973 ، بعد عقد شركة موتورولا لمؤتمر صحفي لتقديم هاتفها للعالم، وذلك في فندق هيلتون الواقع في نيويورك، إذ اتصل كوبر بجويل أنجيل وهو مهندس في شركة الاتصالات المنافسة (AT and Ts ) ليخبره بأنه يتحدث إليه من هاتف محمول.

ظلت ذكريات اليوم الأول لظهور الاتصالات المحمولة، وتأثيرها المشتت للانتباه تراود كوبر دائما، وكان يعبر عنها بابتسامة قائلا : "كنت أتحدث وأتقدم نحو الشارع حتى كادت تصدمني سيارة".

وأخيرًا تمخضت المحاولات عن هاتف يحمل الاسم (DynaTAC) يحوي 35 دقيقة من زمن التحدث، ويزن كيلو غراما واحدا، وبعد أربع محاولات لاحقة، توصل فريق كوبر إلى تخفيض وزن (DynaTAC) إلى النصف.

كان وزن الهاتف الجوال وقتها يبلغ الكيلو جرام ولكنه كان بديلاً جيداً للهواتف التي تتواجد في السيارات والتي تحتاج لمصدر للطاقة وأجهزة متعددة يتم تركيبها داخل جسم المركبة.

في النهاية بدأ بيعه في العام 1983 م، بسعر يبلغ أربعة آلاف دولار، يقول كوبر : "لقد كانت التكلفة باهظة والرحلة طويلة"، لكنني لم أضع نصب عيني سوى رؤية تكنولوجية على المدى البعيد".

وفي مقابلة أجراها معه موقع cnet-news )) بمناسبة مرور أكثر من ثلاثين عاما على أول ظهور للجوال، تحدث مارتن كوبر عن تجربته المثيرة في استخدام أول جوال في العالم وكيف كان الناس في شوارع نيويورك ينظرون اليه في دهشة وهو يمسك بالجوال ويتحدث.

وقال مارتن كوبر الذي كان قد شغل منصب مدير الهندسة الكهربائية في شركة موتورولا، أنه يشعر بعدم الرضا عن الوضع الحالي الذي وصلت اليه تقنية الاتصالات حيث أعرب عن استغرابه في انهماك شركات الاتصالات في إضافة خدمات مختلفة للجوال مثل الرسائل والصور والألعاب بينما لم يتحقق الهدف الحقيقي من هذه الجوالات وهو ان يستطيع المرء الاتصال بأي شخص في أي مكان وفي أي وقت دون عوائق أو تكاليف باهظة وهو مالم يتحقق حتى الآن.