3 عوامل تضع الشباب في طليعة مواجهة التغير المناخي

العواقب .. المسؤولية .. الابتكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت نسرين الصائم، رئيسة مجموعة الشباب الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة في تغيير المناخ: إن التصدي للآثار السلبية للتغير المناخي يحتاج إلى إرادة سياسية في المقام الأول، وتخطيط ممتاز وتمويل، مشيرة إلى استخدام الطاقة النظيفة والزراعة الذكية ومشاريع حصاد المياه حلولاً تسهم في مجابهة تداعيات التغير المناخي، وإن رؤية «إكسبو 2020 دبي» مبنية على أهداف التنمية المستدامة، وأن الحدث العالمي منصبة لتوعية الشباب بخصوص قضايا البيئة والمناخ.

وأوضحت في حوار مع «البيان» أن الشباب يلعبون دوراً مهماً في صياغة السياسات، التي تعنى بالتغير المناخي، ويمكن للشباب أن يكونوا جزءاً من رؤية العمل المناخي، وليس بالضرورة القيام بعمل كبير، لافتة إلى أن جائحة كورونا حدت من وصول مجموعة الشباب الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة في تغيير المناخ للشباب حول العالم ولصناع القرار على حد سواء، وفيما يلي نص الحوار:

 

ما الهدف من تشكيل الفريق الشبابي الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ؟

أدرك الأمين العام للأمم المتحدة أن تغير المناخ يقع ضمن أولويات الشباب في ما يتعلق بكيفية الحفاظ على الكوكب، والحفاظ على مستقبل لنا وللأجيال القادمة، لذلك رأى أنه من الأفضل أن يكون لديه مجموعة شباب استشارية لكي تساعده في أن يضع أجندة لتغير المناخ أيضاً كونه أولوية الأولويات بالنسبة للأمم المتحدة ككل، وبالنسبة له بصورة شخصية. كما أن الشباب لديهم نظرة فاحصة وانتقادية ومحددة اتجاه الفعاليات المختلفة حول العالم، التي تختص بالتغير المناخي.

 

إنجازات

مضى على إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تشكيل هذا الفريق ما يقارب العام والنصف، ما الإنجازات التي حققها الفريق في ما يتعلق بقضايا التغير المناخي؟

الحقيقة أن الإنجازات صعبة الذكر، وذلك لعدة أسباب: تم إعلان المجلس الاستشاري في خضم وفي أوج جائحة كورونا أو تم الإعلان بعد ثلاثة أشهر فقط من الإغلاق التام لكل الدول، ولذلك كان من الصعب قليلاً الوصول للعديد من المساعدات في ما يتعلق في الاجتماعات وتسهيل النقاشات بين الشباب نفسهم وبين الشباب، والدول الأخرى وهكذا.

كما أن التقدم في ما يتعلق بتغير المناخ أساساً بطيء يعني من كل الصعد وليس من فقط من جهة المجموعة الاستشارية، ولكن الأهم من ذلك كله أن المهمة الأساسية للفريق الاستشاري هو نصح الأمين العام المتحدة، فمهمتنا محددة بنصح الأمين العام، وطبعاً لدينا الكثير من المشاركات الخارجية والداخلية وأقمنا العديد من الجلسات التشاورية بين الشباب وأيضاً نعمل الآن على خطة استراتيجية للفترة المتبقية من وجودنا في مجموعة استشارية، ولكن بالمجمل أقول لك: إن التقدم بطيء جداً في ما يتعلق بالتصدي للتغير المناخي في كل الصعد.

توعية الشباب

هل تعتقدين أن «إكسبو 2020 دبي» منصة لتوعية الشباب من مختلف دول العالم بقضايا التغير المناخي خاصة أن الاستدامة تشكل إحدى أهم أولوياته؟

نعم، الاستدامة من أهم أولويات إكسبو وتصميم المعرض العالمي ليس فقط ديكوراً، ولكن يترجم رؤية إكسبو المبنية على أهداف التنمية المستدامة، ويعتبر هذا المعرض العالمي منصة لعدة أسباب وهي: الاهتمام العالمي الكبير بالحدث، ثم إن الحدث يمثل منصة للذين ليس لديهم أصوات في أماكن أخرى يستطيعون التحدث وإبراز ما لديهم، وأخيراً دبي والإمارات أصبحت مكاناً متعدد الثقافات والأعراق والجنسيات فيمكن القول، إن دبي وإكسبو عالم مصغر في مكان واحد.

 

آثار سلبية

ما الآثار السلبية للتغير المناخي على شريحة الشباب، وما الحلول في رأيك؟

الآثار السلبية للتغير المناخي كثيرة، بدءاً من فقدان المياه العذبة، انتهاء بموجات الحر مروراً بالأعاصير والبراكين والزلازل من دون أن ننسى الآثار السلبية على الزراعة والصحة، الحلول موجودة تحتاج إرادة سياسية في المقام الأول وتحتاج إلى تخطيط ممتاز وتمويل، الحلول موجودة كمشاريع الطاقة النظيفة والزراعة الذكية مشاريع حصاد المياه، وهناك العديد من الحلول.

 

دور الشباب

لماذا التركيز على دور الشباب في صياغة السياسات التي تعنى بالتغير المناخي، وكيف توصلون أصواتهم إلى قادة العالم؟

نركز على الشباب لثلاثة أسباب رئيسية أولها: نحن نتحدث عن التغير المناخي وآثاره لا تظهر الآن وإنما بعد عشر سنوات، والتالي من سيكون في قلب الحدث في تلك الفترة بالتأكيد الشباب فهم من سيتحملون العواقب الوخيمة لتغير المناخ، وسوف يضطرون للتعامل مع الكوارث المناخية التي ستحدث، فإذا لم نتخذ التدابير المناسبة الآن، لذلك من الطبيعي جداً أن يكون للشباب دور مهم جداً في صياغة الأحداث وصياغة السياسات.

السبب الثاني: هو أن التغير المناخي يشكل إحدى أولويات الشباب، فلا شيء يعلو على التغيير المناخي، ولذلك هنالك إقبال كبير من مختلف الشباب على العمل المناخي، سواء كان زرع أشجار أو طبيعة مجتمعات أو إعادة تدوير، وتقليل الاستهلاك الشخصي، ما يعني أن هناك آلاف المبادرات من الشباب لكي يحاولوا أن يتصدوا للتغير المناخي أو يوقفوا تقدمه، وهو ما لا نجده في الأجيال الأخرى.

والسبب الثالث والأخير هو: الابتكار، فلدى الشباب وسائل عديدة لحل المشكلات قد يكون مشكلة كبيرة، لديها حل بسيط، ولكن الشباب يفكرون خارج الصندوق، ويستطيعون أن يجدوا هذه الحلول البسيطة، التي ممكن أن تكون عديمة التكلفة، أو موجودة في البيئة المحلية، ولكن تحل المشكلة في الآخر، وهو أيضاً لا يوجد لدى الآخرين.

 

أجندة عمل

ما أجندة عملكم في الفريق لتوعية الشباب بقضايا التغير المناخي، وهل نفذتم برامج توعوية للشباب في مختلف أرجاء العالم بشأن المحافظة على البيئة والتصدي للتغير المناخي؟

نعم، لدينا عدد من المبادرات لتوعية الشباب بمخاطر التغير المناخي وكيف يمكن التصدي لها من قبل الأشخاص والمجموعات والمجتمعات المحلية، وكيف لمنظمات المجتمع المدني التصدي لهذه المعضلة، وهناك عدة مستويات من العمل على المستوى الشخصي والمستوى الحكومي والدول.

 

جائحة

كيف أثرت جائحة كورونا على عمل الفريق الشبابي الاستشاري المعني بتغير المناخ؟

أثرت بصورة كبيرة، وكان الوصول إلى الجميع أمراً صعباً جداً، بدءاً من الأمين العام الذي نعمل كمستشارين له وانتهاء بالشباب من مختلف أنحاء العالم، الذين ليس لديهم وصول إلى الإنترنت الجيد واستعمال الوسائل المختلف كبرنامج الزووم وغيرها وانتهاء بالشباب، الذين ليس لديهم وصول للكهرباء في المقام الأول. في العادة كنا نجلب الشباب من أماكنهم ونوفر مكاناً آمناً ومكاناً صحياً للنقاشات وغيرها، وكان هذا غير ممكن وشبه مستحيل، فالجائحة حدت كثيراً من وصولنا للجمهور والشباب حول العالم والتعامل معهم، وأيضاً الوصول لصناع القرار، لأن جزءاً من عملنا أن نتناقش مع صناع القرار، وأن نفتح الأبواب أمام الشباب لنقاش صناع القرار في بلدانهم، وكل هذا لم يكن ممكناً في ظل الجائحة، كما أن الكثير من المصادر اضطرت الدول لتحويلها لمجابهة جائحة كورونا.

 

دعوة

بصفتك تمثلين شريحة الشباب ما النصائح التي تقدمينها لهم في ما يخص البيئة والتغير المناخي؟

يمكن للجميع أن يكونوا منخرطين في العمل البيئي والمناخي، ليس بالضرورة أن يكون عملاً كبيراً، بل يمكن القيام بخطوات بسيطة ليصبحوا جزءاً من رؤية العمل المناخي.

Email