تشكل منطقة «الحالمون المنجزون» جوهر جناح الإمارات في «إكسبو 2020 دبي»، حيث تستعرض قصص أبطال «موطن الحلم والإنجاز»، والذين تم اختيارهم كمبدعين مؤثرين من مختلف القطاعات، فيما يعكسون برؤيتهم وإنجازاتهم رؤية الدولة التنموية، ومن خلالهم يتم التعرف إلى قصص الإمارات المُلهمة، ومن بين هؤلاء تأتي الدكتورة طريفة عجيف الزعابي المدير العام بالإنابة للمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا»، التي تسهم من خلال خبراتها العريضة التي تصل حتى 20 عاماً كقيادية في مؤسسات التعليم العالي، في تعزيز التنمية الزراعية المستدامة مثل مزرعة الصحراء وتحويل النظم الغذائية من خلال تنمية القدرات، وريادة الأعمال الزراعية، وتطويرها للخدمات الطلابية والأكاديمية والاستراتيجيات اللازمة لتحفيز الشباب عن طريق الابتكار والبحوث والتدريب.
موطن الحلم
وقالت الزعابي لـ«البيان»، إن اختيارها لتكون واحدة من بين الحالمين الإماراتيين يؤكد أن الدولة هي فعلاً موطن الحلم والإنجاز، وأنها إحدى ثمار جهود ضخمة للدولة في بناء الإنسان وتشجيعه على العمل والعطاء والتفاني، مبديةً سعادتها البالغة لاختيارها بين الحالمين المنجزين في جناح الدولة في إكسبو 2020 دبي، فيما قدمت شكرها لفريق عملها وقيادات ومسؤولي الدولة، مشيرة إلى أن الجناح الإماراتي هو بالفعل فخر لكل فرد في الدولة، حيث تم تصميمه على هيئة «صقر الريادة» الذي يتأهب للتحليق في آفاق المجد والتميز، ويمثل كيف قامت الدولة ببناء شعب رائد في مختلف المجالات.
وأضافت أن إكسبو وبدوره كمنصة معرفية للعالم، يمثل مصدر اهتمام دولياً، حيث يجمع بين المعرفة والتقنية والثقافات، ويتيح فرصاً كبيرة للتعارف والتعاون على مستوى دولي وعالمي، للعمل معاً على أجندة الاستدامة والبحث والتطوير حول الزراعة والأمن الغذائي والمائي والتغذوي التي يعمل عليها المركز الدولي للزراعة الملحية، موضحة أن المعرض يسهم في دعم الابتكار والإبداع وتبادل الأفكار وتطويرها من أجل البشرية.
أبرز الابتكارات
وتابعت أن «إكسبو 2020 دبي» أتاح لهم التعرف إلى أبرز وأهم الابتكارات وأفضل الممارسات لتطوير وخدمة البشرية، وكذلك استعراض جهود المركز من خلال مزرعة الصحراء في جناح الاستدامة، والذي يمثل نموذجاً عن الزراعات الملحية واستزراع الأسماك ولدعم الاقتصاد الدائري، مشيرة إلى أن مزرعة الصحراء هي نظام يثبت جدوى الابتكارات في مجال الغذاء والطاقة والأمن المائي في البيئات الصحراوية، ويقدم بعض نتائج البحث والتطوير لـ«إكبا» على مدى العقدين الماضيين، ويعتمد النظام على مفهوم الزراعة الدائرية، وهو مصمم باستخدام التقنيات المستدامة، ويحقق النظام أقصى فائدة ممكنة من أكثر ثلاثة موارد طبيعية متوفرة في الإمارات، وهي: الشمس والبحر والرمال، (المياه المالحة والمياه شديدة الملوحة المسترجعة من عملية التحلية) لزراعة الأسماك والمحاصيل عالية المرونة للأغذية والأعلاف مثل الكينوا والساليكورنيا والذعر الأزرق، وأنه تم تصميم وتركيب مزرعة الصحراء من قبل «إكبا» كجزء من التعاون مع «إكسبو 2020 دبي»، ويديره فريق من الخبراء والمتخصصين من المركز.
جهود ضخمة
وشرحت أن هناك جهوداً ضخمة تبذلها الإمارات لتعزيز وزيادة الإنتاج الزراعي من خلال الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي والتي تعززها الرؤية الحكيمة لقيادات الدولة، حيث تدعم الدولة الجهود المختلفة في البحث والتطوير في مجال الزراعة ومنها الزراعات الملحية، فيما يتم العمل على تذليل الصعوبات التي تواجه زيادة الإنتاج الزراعي المحلي، والمتمثلة في ندرة المياه العذبة المتجددة ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وتملح الأراضي وتدهور نوعية المياه المستخدمة في الزراعة في العديد من المناطق، من خلال دعمها لجهود المركز الدولي للزراعة الملحية.
وأضافت أن مركز «إكبا» عمل منذ إنشائه على إدخال العديد من الأصناف النباتية خصوصاً النخيل والأعلاف التي تمتاز بقدرتها على تحمل درجات متفاوتة من ملوحة التربة والمياه، ويعتبر النخيل والأعلاف من أهم المحاصيل الاستراتيجية للدولة والتي تحظى باهتمام المسؤولين وأصحاب القرار، لافتة إلى أنه شاركت عدة مؤسسات معنية بالزراعة وجامعات مهتمة بالأبحاث التطبيقية في تنفيذ مشاريع بحثية ومشاريع رائدة بالشراكة مع المركز الدولي للزراعة الملحية.
تحديات مهمة
وتطرقت إلى أنه من أبرز التحديات التي تواجه التوسع في زراعة المحاصيل البديلة، هو عدم وفرة المعلومات عن أهمية المحاصيل البديلة للفئات المختلفة في المجتمع وأهمهم المزارعون، وكذلك قلة المعلومات عن جدواها الاقتصادية ومدى مساهمتها في سد الفجوة في الإنتاج، ولذلك فإن التوعية بأهمية هذه المحاصيل بالإضافة إلى تدريب المزارعين والمرشدين الزراعيين على استخدام أفضل الممارسات الزراعية من مدخلات وجدولة ري، من شأنها أن تسهم في التوسع في استخدام هذه المحاصيل البديلة.
وذكرت أن هناك عدداً من المحاصيل التي يمكن زراعتها بكل سهولة في الإمارات كالدخن الصغير (مثل الدخن الثعلب والدخن)، والكينوا والقطيفة والشعير واللوبيا والدخن اللؤلؤي وهي محاصيل «حبوب غذائية» ذات إنتاجية عالية يمكن زراعتها بأقل قدر من الموارد في ظل الظروف المناخية القاسية للدولة والبيئات المماثلة.
جدوى اقتصادية
وبينت أن إمكانية الربح تعتمد على تسويق وتطوير سلاسل القيمة لهذه المحاصيل، حيث يمكن لكل هذه المحاصيل أن تدر ربحاً للمزارعين وتضمن النمو الاقتصادي للدولة، شريطة أن يتم بيع المنتج في السوق أو المزرعة من خلال آلية مناسبة، كما أن هناك مجموعة أخرى من المحاصيل المربحة للغاية والتي تستهلك القليل من الموارد، ولكنها قابلة للتلف بطبيعتها والمحاصيل الرئيسية، هي الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل الحار والخس، ويلعب تسويق هذه المحاصيل أيضاً دوراً حيوياً ويجب ضمانه قبل إنشاء المحاصيل نظراً لقِصر عمرها الافتراضي.