«إكسبو» بداية.. وننتظر قطف الثمار

أكد معالي جاغوش بيخوفياك، وزير دولة بولندي، مفوض الحكومة للاستثمارات الأجنبية في وزارة التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا، في حوار خاص مع «البيان» أن «إكسبو 2020 دبي» شكّل تجربة إيجابية للغاية بالنسبة إلى بولندا، كاشفاً عن أن جناح بولندا استقطب أكثر من 1.5 مليون زائر.

وعن تقييمه لإكسبو 2020 دبي خصوصاً أنه انعقد في ظروف «كوفيد 19»، قال بيخوفياك: بالنظر إلى أعداد الزوار في إكسبو، وأعداد زوار الجناح البولندي، فإن الأرقام تظهر أن الحضور كان مرتفعاً كثيراً في المعرض على الرغم من الجائحة. وقد اغتنمت بولندا فرصة وجودها في المعرض الدولي لتنظيم حدثين كبيرين، هما المنتدى الاقتصادي البولندي العربي، والمنتدى الاقتصادي البولندي الأفريقي، اللذين جذبا الكثير من الاهتمام، آملاً أن يترجم هذا الاهتمام إلى بناء علاقات دائمة لبولندا مع بلدان الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية.

وعن أسباب نجاح «إكسبو 2020 دبي» قال بيخوفياك: إن المستوى الممتاز في إعداد الحدث الدولي وتنظيمه شكل عاملاً مهماً أسهم في نجاحه، وقد قامت الجهة المنظمة لجناح بلاده، وكالة التجارة والاستثمار البولندية، بدورها أيضاً، مستفيدة من تجاربها من إعداد المناسبات والندوات، وجذبت العديد من المشاركين من بولندا وخارجها، معرباً عن اعتقاده بأن تأمين فرصة الوصول إلى جمهور عالمي من خلال السفر إلى مكان واحد فقط، كإكسبو 2020 دبي، يمكن اعتباره بالتأكيد نجاحاً في حد ذاته.

وعن المكاسب التي حققتها بولندا من مشاركتها في إكسبو 2020 دبي قال: إنه لا يزال من المبكر الإجابة على ذلك بشكل علمي، ذلك أن إكسبو بحد ذاته ما هو إلا البداية، فهو يمثل موقعاً لعقد اللقاءات، ويتعين الانتظار عدة أشهر لرؤية نتائج تلك اللقاءات لقطف ثمار ما تم الاتفاق عليه، لكنه لفت النظر، في المقابل، إلى أن الحوارات بين رجال الأعمال والشركات تتواصل وبالتالي لا يسعه سوى الأمل في أن تترجم قريباً تلك المحادثات إلى نتائج اقتصادية أكثر قابلية للقياس لدى الطرفين.

وعن العلاقات بين الإمارات وبولندا قال: نحن ننظر إلى تجربة وجود بولندا في إكسبو 2020 دبي بداية لفصل جديد في العلاقات بين البلدين، ونعتقد أن البلدين أصبحا أكثر قرباً سواء سياسياً أو اقتصادياً، فمجرد القيام بـ«عقد اجتماعات عديدة مع الحكومة أو ممثلي صناديق الاستثمار» يُظهر، برأيه، وجود اهتمام مشترك في التعاون.

وأضاف بيخوفياك: «نود أن يستثمر الإماراتيون في بولندا في وقت تبدو الإمارات مهتمة أولاً وقبل أي شيء آخر في الأمن الغذائي».

وفي حديثه عن الجوانب المستقبلية وأبعاد العلاقات البولندية الإماراتية، أكد بيخوفياك: إن بولندا قامت بتقديم مشاريع عدة إلى شركائها في الإمارات، كاشفاً عن أن اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين ستعقد في وارسو قريباً، معرباً عن أمله في أن يُنظر إلى مقترحات بلاده الخاصة بالاستثمارات الإماراتية في بولندا على أنها جذابة بما يكفي، لكي تترك الإمارات بصمة هامة على تراب بلاده.

وعن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبولندا، أكد إنه بدأ يتلمس انتعاشاً في التبادل التجاري بين البلدين بعد تراجع مؤقت بسبب الجائحة، فبعد تحقيق عام قياسي في عام 2019 بلغت خلاله قيمة التبادل التجاري بين بولندا والإمارات 1.1 مليار دولار أمريكي، وصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين عام 2021، وفقاً لبيانات أولية، إلى 9.5 ملايين دولار أمريكي (بزيادة 20% عن العام الذي سبقه) متوقعاً إمكانية الحفاظ على هذا الاتجاه الإيجابي.

وعلى صعيد الاستثمارات، فقد وصلت الاستثمارات المباشرة لبولندا في الإمارات إلى 264 مليون دولار في نهاية 2020، وتعمل العديد من الشركات البولندية في الإمارات لا سيما في قطاعات النفط والغاز، البناء التشييد، التركيب، وتكنولوجيا المعلومات كذلك في مجالي علم المساحة التطبيقية والمفروشات.

وقد وقعت منطقة كاتوفيتسه الاقتصادية الخاصة مذكرة تفاهم مع منطقة رأس الخيمة الاقتصادية بشأن التعاون المستقبلي في 31 يناير 2022، حيث أمل بيخوفياك أن تعمل الاتفاقية على تسهيل المزيد من التوسع لأعمال الشركات البولندية.

أما بالنسبة إلى الاستثمارات الإماراتية في بولندا فقد بلغت 93 مليون دولار أمريكي في نهاية عام 2020 معظمها في السندات الوطنية، أما أهم المستثمرين من الإمارات في بولندا فهما «مجموعة المسعود» و«مصدر»، ومقرهما في أبوظبي.

وفي مجال السياحة، قال بيخوفياك: «تعتبر دبي بالتأكيد وجهة سياحية مشهورة، وهذا ينعكس في عدد الرحلات وعدد الأشخاص، الذين يسافرون على تلك الرحلات، إذ ليس هناك ما يثير العجب في أن يأتي البولنديون إلى دبي، حيث يوجد الكثير الذي يمكن مشاهدته والإعجاب به».

وأضاف: «وعلى أثر محادثة مع وزير السياحة البولندية، علمت أن المواطنين الإماراتيين حريصون تحديداً على زيارة الجبال البولندية، حيث يأتون لمشاهدة المواقع الخضراء وتحديداً الغابات والطبيعة، وهذه أشياء نادرة في بلادهم، لكنها متوفرة بكثرة في بلادنا».

وبالنسبة إلى توقعاته بشأن آفاق التعاون بين الإمارات وبولندا، قال إنه سمع من ممثلين من الإمارات أن هناك اهتماماً كبيراً في قضايا تتعلق بشراء المنتجات الغذائية، مثل الحليب والفواكه والأطعمة المصنعة من بولندا، وهذا، برأيه، يشكل علامة جيدة للغاية على وجود مجال واسع للتعاون الثنائي، مشيراً إلى المؤسسات البحثية باعتبارها مجالاً مهماً للغاية.

الأكثر مشاركة