تتألق فنون عصر النهضة الإيطالية من خلال تحفة طبق الأصل عن تمثال «داوود» الذي قام بنحته واحد من ثلاثة رواد عصر النهضة الإيطالية وهو الفنان مايكل أنجلو في عام 1504 وتم تثبيته في البداية في ساحة ديلا سيجنوريا في فلورنسا قبل نقله إلى أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا في عام 1873، والنسخة التي تعرض في إكسبو 2020 دبي، تختلف عن النسخ المقلدة في جميع أنحاء العالم، لأنها تضمنت الحصول على البيانات ثلاثية الأبعاد لمدة أسبوعين قبل تحضير النسخة التوأم الرقمية عالية الدقة والتي تصل إلى قرابة 5 أطنان، تبرز هالة تراثية حقيقية والقيمة الثقافية والجمالية للمنحوتة الأصلية.
قوة الفن
تم صنع النموذج الصلب من تحفة مايكل أنجلو من أدوات التصنيع الأكثر تطوراً للحصول على طباعة ثلاثية الأبعاد للتمثال بينما اهتم المحترفون الإيطاليون المتميزون في الترميم والتشطيب لإنتاج نسخة طبق الأصل مطابقة قدر الإمكان إلى المنحوتة الأصلية، وهو ما يوثق الحالة الفعلية للتمثال اليوم. إذ دمجت المواد طبقة فوق الأخرى وتم تقويتها تحت تأثير الإشعاعات المستهدفة أو الخيوط المنتجة من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها بهدف حماية كوكبنا، والمستخدمة لإعادة إنتاج أحد أكثر المنحوتات شهرة في العالم. واستعملت تقنية التصنيع المضاف لإنهاء بقايا عملية الإنتاج وتم تجميع الأجزاء المختلفة المستمدة من عملية هندسية كاملة بعناية خاصة من حيث المقاومة والأمان.
وفي 27 أبريل، تم الكشف عن إعادة إنتاج تحفة مايكل أنجلو لتحتل مركز الصدارة في احتفال رسمي في مسرح الذاكرة ضمن الجناح الإيطالي في إكسبو دبي، وهو عبارة عن مساحة مثمنة الأضلاع مصمّمه بثلاثة مستويات مراقبة يمكن من خلالها الاستمتاع بالعمل من وجهات نظر مختلفة. من الممكن أخيراً النظر إلى «داوود» في عينيه لإلقاء نظرة قوية جداً على المظهر الذي أراد أن يراه أنجلو حتى لا يترك أي مجال للشك في أنه لم تكن القوة هي التي هزمت جالوت ولكن ذكاء الإنسان.
العصر الرقمي
قلب العصر الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد العمليات التقليدية المستخدمة قديماً لإنتاج المنحوتات والنسخ المقلدة، حيث تم استبدال القوالب والبانتوغراف بطرق جديدة لا تزال بحاجة إلى مراحل عدة من الاختبارات والتقييم. ويعتبر تمثال داوود المصمم للجناح الإيطالي خطوة أولى مهمة وتحدياً كبيراً ليصبح نقطة انطلاق جديدة، فالتمثال بقلب محور مسرح الذاكرة في قلب الجناح الإيطالي، يحتوي على علامات الزمن والاستثناء في القاعدة ليتم عرضه كفكرة رمزية عن الجمال والتناغم في عصر النهضة، لهذا السبب عمل نيكولا سالفيولي، الخبير الإيطالي بمجال ترميم المنحوتات الكبيرة لمدة شهرين مع فريقه لتغليف القالب بمزيج من مادة الراتينغ ومسحوق الرخام لأجل إضفاء طبقة «الجلد» على التمثال، وإعادة خلق سحر المشاركة العاطفية وتوصيفها من خلال تسجيل أكثر الجوانب العلمية «لتوثيق» التراث.
وبعد إنتاج العشرات من النسخ المتماثلة، تعتبر هذه النسخة أول نسخة تهدف لإعطاء تفسيرات عدة وليس فقط تمثيلاً خلاباً، فبعد الانتهاء من عمليات الحصول على البيانات ثلاثية الأبعاد قبل إعداد التوأم الرقمي عالي الدقة، بدأت إعادة الإنتاج الفعلي لتمثال داوود.
وتم صنع نموذج متين من تحفة مايكل أنجلو لتصبح محوراً في خط سير معرض جناح إيطاليا في إكسبو، وفرت أدوات التصنيع الأكثر تطوراً الحصول على طباعة ثلاثية الأبعاد للتمثال، فيما عمل المحترفون الإيطاليون ببراعة وتميز استثنائي بالتميز في الترميم، وصولاً إلى مرحلة التشطيب بهدف توثيق الحالة الفعلية للتمثال اليوم.
وكان يُعتقد دائماً أن نقل تمثال ديفيد حدث استثنائي، ونقل كتلة الرخام من مقلع «Fantiscritti» إلى فلورنسا مشروع شاق، وتم وضع التمثال عمودياً على عربة مع وضع الجزء السفلي منه في صندوق خشبي مربوط في القاعدة عند الركبتين.