أكد تربويون على هامش قمة «ريوايرد» أن قطاع التعليم العالمي يحتاج إلى خطة تطوير مستدامة تساعد على توسيع المخرجات وتواكب الأحداث وتتماشى مع الأزمات والحالات الطارئة، وفي الوقت ذاته تعزز فرص التعليم والتعلم لأكبر عدد ممكن من الطلبة على مستوى العالم، مشددين على أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص باتت ضرورة ملحة لتطوير قطاع التعليم.
ودعوا إلى تكريس منهج «التعلم مدى الحياة»، مؤكدين أنه بوابة اكتساب الخبرة والمعرفة في مجالات متعددة، التي تزيد من فرص الالتحاق بوظائف المستقبل.
مبادرات
وقال التربوي عبدالرزاق حاج مواس إن قطاع التعليم العالمي يحتاج إلى تطوير مستدام وقد برزت الحاجة للعديد من المبادرات التي تثري التجربة التعليمية مثل المدارس الافتراضية والمنصات الرقمية التي تقدم خدمات تعليمية مجانية أو ميسورة التكاليف وتلبي المرونة في وقت وكيفية التعلم للجميع وخصوصاً لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التعليم أو لا يمكنهم الوصول إلى المدارس، وتعد منصة مدرسة وهي من مبادرات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية منصة تعليمية الكترونية تقدم خدمات تعليمية مميزة متاحة مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.
وتابع «لا شك أن تجربة التعلم عن بعد ضمنت استمرار التعليم في وقت توقفت فيه الكثير من قطاعات الحياة، وساهمت في إعادة تصور النظرة التقليدية للتعليم».
وأوضح أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل الذي نشترك فيه جميعاً، ويتطلب نجاح هذا الاستثمار تكافل جهود الأفراد والمؤسسات وتعاون جميع القطاعات للمساهمة في تطوير أنظمة تعليمية قابلة للتكيف وقادرة على مواكبة تحديات المستقبل بكفاءة واقتدار من خلال تعزيز مهارات الطلبة الشخصية والاجتماعية وتمكينهم من قيادة تعلمهم وتنمية مهارات البحث والاكتشاف وحل المشكلات.
وتحدث عن مشروع رحال الذي يعتبر إحدى مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل ويعني أن العالم كله فصل دراسي ويهدف إلى إعداد الطالب ليكون مستعداً لاختبارات الحياة وفق نظام تعليمي مرن يتكيف مع ظروف الطالب وإمكانياته ويلبي اهتماماته ورغباته، كما يمكن أن تسهم منصات التعليم التطوعية التي تجمع المعلمين وخبراء التربية والمختصين من جميع دول العالم في خلق نظم تعليمية تعزز التعلم في ثوبه الجديد وتدعم فكرة التعلم مدى الحياة وتجعله متاحاً للجميع.
الابتكار
وتعتبر ماري سعد، مديرة أولى في التطوير المدرسي بمجموعة جيمس للتعليم، الابتكار محركاً أساسياً للنمو والرفاهية ومفتاحاً للتحسين المستمر للتعليم، وبحسب اليونيسف فإن الابتكار في التعليم هو أكثر من مجرد تكنولوجيا جديدة، إذ يرتبط بحل مشكلة حقيقية بطريقة جديدة وبسيطة في سبيل التطوير المستمر والمستدام.
وقالت إن الابتكار في التعليم يعتبر أشكالاً مختلفة من برامج وخدمات ومنتجات وشراكات هدفها تعزيز جودة التعليم وتطوير نتائج التعلّم، ولا يشمل الابتكار في التعليم المدارس فحسب، بل يتخطى ذلك ليصل إلى صناع القرار في القطاع التربوي وبرامج إعداد المعلمين وبرامج التطوير المهني للمعلمين وكذلك الطرق المبتكرة لتطوير وتعزيز مشاركة أولياء الأمور.
وتابعت انه يجب على جميع المعنيين بالعملية التربوية التعاون في سبيل التأكد من أن قطاع التعليم يبني على جميع فرص الابتكار المتوفرة لتأمين فرص تعلّم فعّالة ومتجدّدة لجميع الطلبة.
مهارات
وفي السياق ذاته دعت غدير أبو شمط، مديرة مدرسة جيمس الخليج الدولية ونائب الرئيس لشؤون التعليم في «جيمس للتعليم» إلى تسليح الطلبة بالمهارات الأساسية كالتفكير الناقد والبحث، والقدرة على حل المشكلات.
وأضافت إن التكنولوجيا وقنوات التواصل الاجتماعي أوجدت بيئة اجتماعية تعزز التواصل وتقوي روابط التواصل بين المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، مضيفة: «حين اضطر العالم إلى التحول من التعليم الوجاهي إلى التعلم عن بعد، أثبت المتعلمون قدرتهم على التكيف والتأقلم مع الطريقة الجديدة أسرع مما هو متوقع، والألعاب الموجهة تخدم البيئة التعليمية وتعزز مهارات الطلبة الاجتماعية مما يخلق بيئة اجتماعية تساعد على الإبداع والتعاون بين المعلم والمتعلم، وبين المتعلمين على حد سواء».
وقالت: كما ساعد الذكاء الاصطناعي والقدرة في دمج التكنولوجيا في التعليم والحصص الصفية في المواد المختلفة على تزويد الكوادر التعليمية بوسائل فعّالة تدعم العملية التعليمية التعلمية داخل الغرف الصفية. على سبيل المثال، قبل التكنولوجيا، كان على المعلم كتابة المعلومات على السبورة والطلب من الطلبة النقل.
هذه الطريقة التقليدية كانت تأخذ من العملية التعليمية، ولكن وجود التكنولوجيا، ساعد في بناء أنظمة قابلة للتكيف ومناسبة لتسليح الطلبة بالمهارات بوقت أقل وكفاءة أكبر، بالإضافة إلى جعل التكنولوجيا متاحة للجميع، وتزويد المجتمعات الفقيرة بوسائل ومصادر بسيطة تمكنهم من الاستمرار بالتعلم دون توقف لتسليحهم بالمهارات وإعدادهم لمستقل أفضل، كما أصبحت الشراكات بين القطاعين العام والخاص ضرورة ملحة لمواكبة التطور وتطوير قطاع التعليم.
التعلم البديل
وفي السياق ذاته قال التربوي حمادي مصطفى شاهين إن الطوارئ والأزمات في العالم وما يحصل من تقلبات اقتصادية طارئة تغّير وجه العالم بين الحين والآخر، ألقت بثقلها على كل القطاعات وخاصة التعليمية منها، فالعملية التعليمية أكثر القطاعات تأثراً بمثل هذه الظروف، لذلك كان هم المفكرين الأول هو كيفية النهوض بهذه العملية في ضوء هذه الصعوبات، ولذلك خرجت فكرة التعلم البديل، وترددت أصداؤها في كل العالم، وهي فكرة قائمة على التعليم خارج المدارس، في أماكن التجمعات البشرية الهاربة من الطوارئ والملتجئة إلى خارج العمران المدني، ولذلك يوصي الخبراء وبشدة للعمل على هذه الفكرة وتضافر الجهود لإنشاء قاعدة كبيرة عالمية أممية تعتمد فرقاً للتدخل السريع في مثل هذه الظروف.