يقوم «إكسبو 2020 دبي» بتشييد الأسس لإرث مستدام للأجيال المقبلة، حيث يسعى دعم الاستثمار الطموح في ابتكار الأنظمة الغذائية والزراعية الذكية مناخياً، للمساعدة في تطوير أكبر قدر ممكن من الحلول، وتعزيز الحلول الطبيعية مما یعزز صحة العالم، ورفاه الأجيال الحالیة والمستقبلية.

ولا شك في أن الزراعة التي كانت تُعتبر دائماً قطاعاً تقليدياً نجح «إكسبو» في وضع الحلول الابتكارية والإبداعية للنظم الغذائية، لمواكبة الاحتياجات، لتستفيد دول العالم مما يسمى بالتقنيات التمكينية، التي تطور قيمة سلسلة الإنتاج وابتكار العمليات والمنتجات والخدمات.

ويؤكد مختصون لـ«البيان» أن «إكسبو» يشكل حافزاً للتغيير، حيث حرص على استدامة الزراعة، فخمسون في المئة من نباتات المناظر الطبيعية في المعرض هي من الأنواع الأصلية والتكيفية، حيث نجح هذا الحدث العالمي في استثمار الحلول الابتكارية في خدمة الكوكب، حيث وضعت الإمارات نصب أعينها أن تجعل من خطط الاستدامة ومبادراتها محوراً رئيساً في أعمال وإنشاءات والبنى التحتية، التي يقوم عليها المعرض العالمي، وذلك في سبيل تعزيز الحلول الطبيعية، مما یعزز صحة العالم ورفاه الأجيال الحالیة والمستقبلية.

تطوير أنظمة زراعية

وكان المؤتمر السادس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيير المناخي، والذي انعقد في غلاسكو شهد الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، وهي مبادرة عالمية كبرى، تقودها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 30 دولة، وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة. ويهدف الحدث العالمي إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي، وتوفير فرص عمل أكثر في هذا القطاع الحيوي، الذي يوفر اليوم أكثر من 2 مليار فرصة عمل، ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب، حيث إنه من خلال الابتكار واستخدام التكنولوجيا المتقدمة للزراعة الدقيقة يصبح الإنتاج أكثر استدامة.

عامل محفز

وقالت يابوناكا أيكو، الأمين العام لجناح اليابان في تصريح خاص لـ«البيان»: إن العالم شهد خلال العامين الماضيين ظروفاً استثنائية غير مسبوقة، ما جعل إكسبو 2020 دبي بمثابة عامل محفز في إعادة الحياة إلى طبيعتها وتعزيز الإيجابية العالمية. عندما اجتمع العالم في مكان واحد، تمكنا جميعاً من التواصل مجدداً، لمد الجسور التعاون على المستوى العالمي.

وأضافت: عقدنا العزم على تحقيق أقصى استفادة من «إكسبو 2020 دبي»، عبر عرض تاريخنا وثقافتنا التي صقلت ابتكاراتنا، ولضمان انضمام الضيوف إلينا، والتعاون معنا لاستشراف مستقبل أفضل معاً، بينما نستضيف إكسبو 2025 القادم، أوساكا، كانساي، اليابان بالاعتماد على أفكارهم.

وتابعت: منحنا الوصول إلى المجتمعات العالمية في هذا المعرض الدولي ميزة استراتيجية، لتخطيط أعمال معرضنا التالي، ويمكننا القول: إن انتشار الوباء الأخير، كان بمثابة الدليل الذي أكد لنا أهمية التواصل والتبادل التعاوني، لضمان تعزيز جهودنا الجماعية وإيجاد الحلول للقضايا العالمية لا سيما ما يتعلق بالزراعة والبيئة.

تنمية الثروة الزراعية

وقال يوفي جرانت الرئيس التنفيذي لمركز ترويج الاستثمار الغاني «GIPC»: إن الحكومة الحالية متحمسة لتنمية الثروة الزراعية في غانا، وقد اتخذت خطواتها التنفيذية بالفعل لتحديث زراعة الأغذية وتصنيعها في البلاد في محاولة لجعل غانا دولة كافية للغذاء، وبعيداً عن الاستهلاك المحلي.

وأشار إلى أن «غانا تتطلع أيضاً إلى أن تصبح مُصدراً للأغذية، وبالتالي فهي بحاجة إلى دعم كبير من القطاع الخاص للاستثمار في المعدات الآلية للإنتاج، وكذلك المصانع لمعالجة الأطعمة وغيرها الكثير». وأعلن مركز ترويج الاستثمار الغاني GIPC أيضاً عن إطلاق مبادرة أسبوع الاستثمار الغاني، والتي ستشمل سلسلة من فعاليات التواصل من فبراير إلى مارس 2022،.وستعمل المبادرة هذه على جلب الشركات الغانية إلى دبي، للتواصل واستكشاف مجالات التعاون مع الشركات من جميع أنحاء العالم.

الأمن الغذائي

وأكدت بيديا بيسوميهار مدير جناح سورينام أن بلادها ماضية قدماً في تطوير النظام الزراعي المستدام، بما يعزز أمنها الغذائي، ويحافظ على الموارد الطبيعية، بالعمل على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية، تدعم العمل المناخي، حيث يتحمل القطاع الزراعي المسؤولية عن 25% تقريباً من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالمياً.

وأضافت: إن مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ مثال للخطوات الجريئة التي نحتاج إليها لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية العالمية، وصولاً إلى تحقيق ثاني أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030. وتمتلك سورينام، الدولة الأصغر في أمريكا اللاتينية، وهي واحدة من ثماني دول على هذا الكوكب غطاء مرتفعاً من الغابات، حيث تشكل الخضرة فيها 93% من إجمالي المساحة التي تمتلكها الدولة، وتبرزها خلال مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، حيث يمكن للزائر التجول بين الشلالات والمساحات الخضراء.

الزراعة العضوية

إلى ذلك، تنوي إيطاليا رفع مستوى اهتمامها بالشركات الزراعية، وبالزراعة العضوية، ضمن الجهود لتبني الطاقة الخضراء والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.

وقال نيكولا زينغاريتي، رئيس لاتسيو: «من الضروري تفعيل السياسات المستهدفة، التي تركز على الإيكولوجيا الزراعية والحراجة الزراعية، ولا سيما على مجال الزراعة الدقيقة والتقنيات الجديدة ذات الصلة، لتحسين الإنتاج والموارد وتقليل الهدر. يجب أن تكون جهود الابتكار والتقنيات في صميم التحول الإنمائي الأكثر استدامة وإنصافاً، والخطوة الحاسمة هي المساعدة في بناء نظام غذائي زراعي متوازن وصحي وصديق للبيئة،

تحسين بيئة الأعمال

وفي رواندا تعد الزراعة ثاني أكبر مجال اقتصادي بعد السياحة، ومن أجل تحسين بيئة الأعمال الزراعية للمزارعين الصغار، الذين يعملون في تكثيف إنتاج الكاسافا والألبان والأجبان والمحاصيل، يوفر برنامج تنمية القدرات في أنظمة الابتكار الزراعي بناء القدرات وتطوير الشراكات وتعزيز الابتكارات في هذا القطاع.

ويقدم جناح جمهورية التشيك الواقع بمنطقة الاستدامة في «إكسبو 2020 دبي» للعالم تقنية متطورة لحصد المياه من الجو، عبر نظام متكامل يستخدم لري النباتات وتوفير مياه صالحة للشرب.

ابتكارات

ويسلط جناح أستراليا الضوء على قطاع الأغذية والزراعة، الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الأسترالي، وقطاعاً محورياً في سبيل تعافي الدولة بعد انتهاء جائحة «كورونا». ويستعرض الجناح الخبرات والابتكارات لأستراليا في مجالات الزراعة والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا صناعة الغذاء، من خلال سلسلة من مناقشات المائدة المستديرة والفعاليات.

برامج بحثية

وينفذ المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) برامج بحثية وتنموية، تهدف إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية واستدامتها في البيئات المالحة، ويركّز على المناطق الهامشية، التي يعيش فيها نحو 1.7 مليار شخص. ويهدف من خلال إكسبو إلى دعم المشروعات، التي تقدم حلولاً مبتكرة للتحديات المُلحّة، من خلال العمل على تطوير العديد من التقنيات .