أطلق جناح الإمارات في «إكسبو 2020 دبي» سلسلة «حوار الحالمين المنجزين»، وهو عبارة عن سلسلة من ستّ حلقات نقاشية، يشارك فيها مبتكرون وروّاد وأصحاب طموح من جميع أنحاء العالم، يعملون على ابتكار حلولٍ في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، بما في ذلك الابتكار الزراعي، والبيئة وتغيّر المناخ، والأمن الغذائي والمائي، وتمكين الشباب، والاقتصاد الإبداعي، والابتكارات العلمية المستقبلية المستدامة.

سجل حافل

وأقيمت الحلقة الأولى من سلسلة جلسات «حوار الحالمين المنجزين» أمس في جناح الإمارات، وحملت عنوان «الزراعة الغذائية الصحراوية: التحدي والابتكار»، وشارك فيها ثلاثة متحدثين هم: الدكتورة طريفة الزعابي، نائب المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، وأفيسيث جو فونغسافان، مدير مشروع رئيسي في شركة «سارية القابضة» (سمارت أيكرز)، ويزن القضماني، مدير العمليات في مزرعة «إمارتس بيو فارم».

المشاركون في هذه الجلسة الحوارية أضاؤوا على السجل الحافل لدولة الإمارات في الابتكار الزراعي، والذي بدأ مع الأجداد الذين تحلّوا بروح التفاؤل والابتكار في تعاملهم مع تحديات الزراعة في بيئةٍ صحراوية قاحلة. كما ناقشوا العلاقة بين الغذاء والبيئة والمجتمع، وواقع الابتكارات الزراعية وتأثيراتها المستقبلية.

مشيرين إلى أنّه بالرغم من سهولة توفير الغذاء ومصادر الطعام اليوم أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي، تواصل دولة الإمارات التركيز على خططٍ وأهداف استراتيجية جديدة، بما في ذلك بناء اقتصادٍ زراعيّ محليّ مستدام.

الاقتصاد الإبداعي

وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب والمفوّض العام لجناح الإمارات: «على مدى الأسابيع القليلة المقبلة، ستساهم هذه الجلسات الحوارية المفتوحة مع (الحالمين المنجزين) في طرح ومناقشة التحديات الحالية والمستقبلية التي يواجهها العالم، بدءاً من الأمن المائي، وصولاً إلى الاقتصاد الإبداعي. تعيش بلادنا والعالم مرحلةً مهمّة، ومن الجيّد أن نطّلع على قصصٍ نموذجية لأشخاصٍ يكرسون قدراتهم ويبذلون جهودهم لصنع مستقبلٍ أفضل للعالم بأسره».

بدورها قالت د. طريفة الزعابي: «لعبت دولة الإمارات دورًا رائداً في مجال الأمن الغذائي على المستوى العالمي، ولا بدّ من تشجيع مبادرات الابتكار الزراعي التي نشهدها هنا وتعميمها في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، من أجل المزيد من المساهمة في الحفاظ على البيئة المستدامة والأمن الغذائي.

كي نضمن أفضل صيغة للمستقبل الزراعي، يجب العمل على الاستثمار في العقول، من أجل المزيد من الابتكارات المستقبلية، وأنا متفائلة ومتحمّسة للمضيّ قدماً في هذا المسار.

وبالتوازي مع نهج التفكير المستقبلي والابتكارات ذات المستوى العالمي التي تطلقها دولة الإمارات، نراها توفّر منصاتٍ تفاعلية غير مسبوقة تناقش مثل هذه المواضيع المصيرية، ومنها (قمة الغذاء من أجل المستقبل) وإكسبو 2020 دبي، بالإضافة طبعاً إلى سلسلة (حوار الحالمين المنجزين) التي تُقام في جناح الإمارات».

الأمن الغذائي

من جانبه، قال أفيسيث جو فونغسافان: اتخاذنا الخطوات اللازمة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي، يكون من خلال شبكة دعم متكاملة، تشمل المسؤولين والشركات وأفراد المجتمع ومؤسساته والتجار، بالإضافة إلى تثقيف المستهلكين والأطفال وأولياء أمورهم حول النظام البيئي بكامله، فمن خلال الوعي المجتمعي الشامل، يسهل على الجميع فهم أفكارنا والمساهمة في تحقيقها.

ومن هذا المنطلق تبرز أهمية إجراء نقاشات حول هذه المواضيع، تتناول التحديات وتطرح الحلول العملية، مثل الزراعة العضوية المائية الرأسية، والتي يمكن للجميع فهمها واعتمادها، آملين أن تلهم روّاد الأعمال الزراعية المستقبليين في دولة الإمارات لاتباع الخطوات التي نقوم بها، تماماً كما فعلنا نحن مع ابتكارات الذين سبقونا.

أما يزن القضماني فقال: أمامنا تحديات كبرى في ما يتعلّق بالاستدامة، ومن الضروري إشراك الجميع وطرح ومناقشة المبادرات والحلول المختلفة الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائي المستدام. لا شك في أنّ المعرفة قوة، عندما يتعلّق الأمر بالأمن الغذائي. ونحن في مزرعة «إماراتس بيو فارم» ندرك تماماً أننا، من أجل الحفاظ على ازدهار صناعة الأغذية العضوية في دولة الإمارات، نحتاج إلى تشجيع الناس على استهلاكها.

وهذا ما نحاول القيام به عبر تنظيم برامج تعليمية وأنشطة سياحة زراعية في المزرعة. من خلال مشاركتنا في جلساتٍ حوارية قيّمة مثل «حوار الحالمين المنجزين»، يمكننا تعريف المزيد من المحيطين بنا على الأساليب الحديثة والتقنيات المستخدمة حالياً لضمان قطاعٍ غذائي مزدهر للأجيال القادمة.

أدارت الحوار في هذه الجلسة كيلسي وارنر، مسؤولة قسم المستقبل في «ذا ناشيونال».

ويتميّز جناح الإمارات في إكسبو 2020 دبي بتصميمه الذي تولاه المهندس المعماري العالمي سانتياغو كالاترافا، وهو يروي قصة «موطن الحلم والإنجاز»، ويأخذ الضيوف والزوّار في تجربةٍ غامرة متعدّدة الحواس، تركز على سرد قصص إنسانية بسيطة وملهمة تجسد ثقافة دولة الإمارات وقيمها وأصالة تراثها ورؤيتها المستقبلية.