مشروع ضخم لحماية الاهرامات

ت + ت - الحجم الطبيعي

القاهرة ـ فيصل حماد: أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع وأبرز معالم الحضارة المصرية القديمة تشهد حاليا أكبر مشروع للحفاظ عليها وتطوير المنطقة المحيطة بها وتحويلها لمركز سياحى عالمي يضم اضافة الى الاهرامات الثلاثة ، وأبو الهول، إنشاء متاحف تحت الأرض وافتتاح عدد من المقابر بالمنطقة بالاضافة الى توفير مجموعة متنوعة من الخدمات تقدم للسائح المصري والأجنبي بشكل ميسر حتى يستطيع الاستمتاع بزيارة المنطقة ورؤية ما تحويه من آثار فريدة من نوعها ويقول د. زاهي حواس مدير عام منطقة آثار الجيزة أن مشروع تطوير منطقة آثار الهرم سيتم الانتهاء منه خلال العام الحالي ويجري تنفيذه على ثلاث مراحل بتكلفة تبلغ حوالي 150 مليون جنيه وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه والتي شملت اعداد المدخل الجديد للمنطقة من ناحية طريق الفيوم وتزويده ببوابات اليكترونية لأول مرة لتنظيم عملية الزيارة ومنع التسلل للهضبة الى جانب تنفيذ تجربة جديدة بالمناطق الأثرية حيث تم انشاء مجموعة من المباني الادارية تحت سطح الأرض منها مقر لشرطة السياحة ومكتب لمفتش الآثار بالمنطقة كما تضمنت هذه المرحلة التي تكلفت عشرة ملايين جنيه عمل قطاعات تجميلية في الطريق من البازلت بطول 1.5 كيلو متر بهدف تقليل السرعة داخل المنطقة حتى يقضي السائح أكبر وقت ممكن بها. ويشير د. زاهي حواس الى أن المرحلة الثانية والتي سيبدأ تنفيذها في فبراير القادم تتضمن تطوير المنطقة من الداخل حيث سيتم فيها انشاء موقف كبير للسيارات السياحية والخاصة وتحديد أماكن معينة لتجميع الجمال والخيول والدواب وتحديد مساراتها للسيطرة عليها في أماكن محددة داخل طريق مواز للأهرام داخل الصحراء دون التجوال في منطقة الأهرام بحيث تكون خلف السائح كما سيتم اقامة مقر لشرطة السياحة وآخر لمفتشى هيئة الآثار داخل هذا الموقف للاشراف على العمل فيه حتى لا يتعرض أي زائر للابتزاز من قبل أصحاب الدواب أو مقدمي الخدمات بالموقف ولأن زائري المنطقة من المصريين خلال الاجازات الرسمية والأعياد يصل الى حوالي 400 ألف شخص في اليوم للأسف الشديد فإن الأغلبية تنتهج سلوكيات تهين الأثر مثل الكتابة فوق أحجار الأهرامات أو تسلقها رغم وجود قرار صادر قبل 12 عاما يمنع عملية التسلق لذلك سيتم تكثيف وجود مفتشين للآثار داخل المنطقة الأثرية حتى السابعة مساء أو التاسعة صيفا مع تزويدهم بسيارات وأجهزة اتصال لاسلكي لإحكام السيطرة على كافة أنحاء المنطقة وللقضاء على أية عقبات أو مشاكل تعترض عملية الصيانة. ولأنه لن يسمح بالدخول الى المنطقة الأثرية بالسيارات الخاصة أو بالجمال أو بالخيل فإنه سيتم انشاء موقف آخر للسيارات الكهربائية (طفطف) يسمح لها فقط بالدخول الى منطقة الهرم والتي سينشأ فيها أيضا متحفان تحت الأرض لمراكب الشمس ومركز للزوار تحت الأرض يضم بعض البازارات لبيع الشرائح الملونة والكتب وبعض الهدايا التذكارية وأماكن لتناول المشروبات والوجبات الغذائية إضافة الى وجود شاشات عرض داخل هذا المركز تعرض للزوار فيلما عن اكتشافات وتاريخ هذه المنطقة. تأمين المنطقة كما تتضمن هذه المرحلة خطة لتأمين المنطقة من الأخطار التي قد تتعرض لها وتطويرها لتستوعب الأعداد المتزايدة من السائحين والزوار بمحيط طوله 10 كيلومترات للحفاظ على ما بها من كنوز أثرية حيث أعدت هيئة الآثار دراسات وتصميمات تناسب طبيعة المنطقة الأثرية وتحقق نظاما تأمينيا باستخدام أحدث الأجهزة الالكترونية والتكنولوجية العالمية وأحدث نظام للتذاكر الممغنطة تستخدم للدخول الى منطقة الهرم من المداخل الرئيسية مع تحديد نقاط للزائرين يمكن من خلالها مشاهدة بانوراما الأهرام من مواقع مختلفة حيث تم تحديد ثمانية مواقع لذلك كما تم تحديد مناطق الحفريات والتنقيب غير المسموح بوجود الزائرين فيها والمداخل الرئيسية لمنطقة الهرم هي مدخل طريق الفيوم وهو المدخل الرئيسي لاستقبال الأفواج السياحية والزائرين ثم مدخل شارع الهرم والذي سيخصص لدخول العاملين بالمنطقة وأفراد الشرطة والحراسة والزيارات الرسمية ثم مدخل منطقة أبو الهول ويخصص للدخول لمشاهدة عروض الصوت والضوء. ويشمل مشروع التطوير أيضا تغيير الاضاءة بالمنطقة لتتناسب مع الشكل الجمالي والحضاري للآثار الموجودة بها وذلك بازالة الأعمدة القديمة التي ترجع الى 100 عام واستبدالها باضاءة جديدة حيث سيتم تركيب 900 وحدة اضاءة حديثة تم استيرادها خصيصا من أجل الحفاظ على القيمة الأثرية للمنطقة. إذ لا يزيد ارتفاع وحدة الاضاءة على متر واحد فقط وتتخذ اللون الأصفر كلها وتوضع على جانبي الطريق ومداخل الأهرام. الأعمال الداخلية وأشار حواس الى أن المرحلة الثالثة من المشروع تشمل تنفيذ الأعمال الداخلية بالهضبة واعداد 500 مقبرة تمثل مختلف العصور التاريخية للزيارة السياحية. وقد تم افتتاح ثلاث مقابر أثرية بالهرم ترجع لعصر الملك خوفو في الجبانة الغربية منها مقبرة دوان رع ابن الملك خفرع التي تعود لعهد الأسرة الرابعة في الدولة القديمة وأهم مناظرها التى تصور صاحب المقبرة وخلفه أتباعه ثم بعض الرجال والسيدات يحملون القرابين ثم مقبرة أيمري كاهن الملك خوفو والمشرف الاداري على القصر الملكي وتحوي نقوشا بارزة أهمها بعض النباتات والحرف كصناعات الآثار وقطع الأخشاب وصناعة المعادن والجلود والحلي ومقبرة نفرباو بتاح المشرف الاداري على الضياع الملكية وتحوي مقبرته رسوما لرجال يحضرون الحيوانات التي تحمل المنتجات الزراعية وبعض الكتبة يسجلون كميات المحاصيل وبصفة عامة فإن المقابر الثلاث تحمل صورا للحياة اليومية في تلك العصور. ويؤكد د. زاهي على أن مشروع تطوير أهرامات الجيزة قد جاء في وقته المناسب حيث أنها أصبحت من أكثر المناطق التي هددها زحف المدينة والازدحام السكاني والتلوث البيئي واختناق المرور وهناك أيضا مشكلة تواجه الدراسات الأثرية في المنطقة ففي قرية نزلة السمان التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة كشف العديد من الأثريين الكثير من الحفريات التي تعود لعصر المملكة القديمة وأخرى ترجع لفترات العصور اليونانية والرومانية وللأسف الشديد فقد ازدحمت المنطقة المحيطة بالأهرام بعدد هائل من القرى منها قرية كفر الجبل والحرانية ونزلة السيس وفي عام 1984 منح سكان تلك القرى تصريحا يتيح لهم تعلية منازلهم الى ستة طوابق مما حجب رؤية تمثال أبو الهول كما حصل السكان على أراض بالمنطقة بطرق شرعية وغير شرعية يحتمل أن تكون مناطق أثرية وذلك جنوب تمثال أبو الهول كما أن كافة القرى الجديدة لا تتناسب مع النسق الحضاري للمنطقة بألوانها المتباينة وتصميماتها المختلفة بالاضافة الى أن ارتفاع هذه المباني الذي يصل في بعضها الى عشرة طوابق أصبحت تحجب مشهد بانوراما الأهرامات عن المسافرين من والى الاسكندرية وفي عام 1984 منحت هيئة الآثار المصرية تصريحا لوزارة الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة يسمح لها ببناء عدد من المجتمعات الجديدة على امتداد طريق القاهرة الدائري جنوب أهرامات الجيزة بنحو 3 كيلو مترات وذلك في محاولة لربط الطريق الدائري بطريق الفيوم وهذا الطريق كان من شأنه اقتطاع جزء كبير من البيئة الصحراوية للجيزة وانتهاك المنطقة الأثرية الممتدة من أبو رواش الى دهشور والتي تحميها منظمة اليونسكو وقد قمنا بعدة حفريات وجدنا خلالها عددا من التوابيت الخشبية والمومياوات المدفونة في الصحراء ولهذا فقد أصدر الرئيس مبارك في مايو 1995 قرارا بوقف انشاء هذا الطريق والذي أظهر للعالم كله أن اهتمام مصر بآثارها يفوق مشروعات للتنمية. القرى المحيطة وأشار مدير عام المنطقة الى أن المجلس الأعلى للآثار قد ناقش مؤخرا خطة بخصوص القرى المحيطة بمنطقة آثار الجيزة سيتم عرضها على البرلمان المصري وتتضمن هذه الخطة تقسيم الأراضي المحيطة الى ثلاثة قطاعات الأول منها يشمل الأراضي الممنوع البناء عليها والتي تم العثور فيها على حفريات معبد و ادي خوفو ومؤسسات تنتمي للملكية القديمة وسيتخذ المجلس الأعلى للآثار كافة الاجراءات لمنع البناء فوق أراضي ذلك القطاع أما القطاع الثاني فيشمل الأراضي المسموح بالبناء عليها ولكن بشرط ألا يزيد ارتفاع المباني بها على ثلاثة طوابق أما القطاع الثالث فيشمل أراض مسمو ح بالبناء عليها بشرط الحصول على تصريح من هيئة الآثار ينفي وجود أية آثار بها. الزيارة ولأن زوار المنطقة في ازدياد مستمر مما قد يكون له تأثير سلبي على الأثر في حالة ما اذا تركنا عملية الزيارة دون تنظيم فإن مشروع التطوير ينطوي على تنظيم عملية الزيارة حيث لن يسمح بدخول الهرم لأكثر من 1500 شخص يوميا من زوار المنطقة كما أنه سوف يتم اغلاق هرم من الأهرامات الثلاثة سنويا وقد تم بالفعل من قبل اغلاق هرم خفرع لمدة عامين كما أغلق هرم منقرع لمدة ستة أشهر وهرم خوفو لمدة سنة وذلك في اطار برامج الصيانة لكل منهم. ولزيادة الموارد المالية للمنطقة فقد تم وضع رسم دخول لزيارة المنطقة بصفة عامة بدلا من اقتصار ذلك في الماضي على زيارة الهرم من الداخل مما أدى الى زيادة الايرادات من 100 ألف جنيه الى مليون جنيه شهريا كما تم وضع تعريفة خاصة بزيارة هرم خوفو من الداخل لكي نقلل عدد زواره وذلك من أجل الحفاظ عليه.

Email