«مناوي باشا» دراما عراقية تحصد الجوائز والدعاوى في المحاكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثل عرض المسلسل العراقي «مناوي باشا» تأليف علي صبري واخراج فارس طعمة التميمي جرعة امل كان المشاهد العراقي بحاجة ماسة اليها وهو يتلقى العشرات من الاعمال العادية التي ابتعدت عن همومه وساد فيها الافتعال والتكلف، فقد استطاع مسلسل «مناوي باشا» ان يذكر هذا المشاهد باعمال عراقية رصينة مثل «الذئب، والنسر وعيون المدينة» و «الايام العصيبة» و «المتنبي» وغيرها لجهة عناية المسلسل برسم الشخصيات والحبكة التي تشد المتلقي. الاهتمام الذي حظي به المسلسل من قبل الجمهور العراقي توج عندما نال اكبر جوائز التلفزيون العراقي (التأليف، الاخراج، التمثيل الرجالي والنسائي) قبل شهرين ليتوج من جديد في مهرجان القاهرة السابع للاذاعة والتلفزيون الذي اختتم مؤخرا عندما نال مخرجه الجائزة التقديرية في المهرجان «عن اخراجه المتميز» للمسلسل، كما حصل بطل العمل الفنان عبد الخالق المختار على درع التكريم عن مجمل اعماله مع نخبة من الفنانين العرب هم: منى واصف، ايمن زيدان، سعاد حسني، جميل راتب، نادية لطفي، سميرة احمد، ساري الاسعد وشذى سالم وتواصلا مع هذا النجاح فقد افتتحت في بغداد العديد من (المحلات التجارية) التي حملت تسمية «مناوي باشا» فيما رفع آخرون دعاوى قضائية ضد المسلسل! مؤلف «مناوي باشا» الكاتب علي صبري واحد من كتاب الدراما العراقيين الذين برزوا في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وكان عمله «الواهمون» الذي اخرجه الفنان عادل طاهر اواسط التسعينيات قد قدمه بشكل مميز، وانشغل صبري فيما بعد لسنوات في عمله «مناوي باشا» الذي يتحدث عن منطقة زراعية في مدينة البصرة منذ عام 1931 حتى عام 1943، حيث يستعرض المسلسل تاريخ العراق المعاصر والصراع الوطني ضد الاحتلال البريطاني وبكافة مستوياته السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والفكرية وانعكاس ذلك كله على المجتمع العراقي ممثلا، بمنطقة «مناوي باشا» .. ولا تقوم حبكة العمل على سردية الحكاية التاريخية، وانما بالاعتماد على حبكات ثانوية تتفرع عن الحبكة الاولى من خلال رسم دقيق للشخصيات الدرامية الرئيسية وعددها (60) بالاضافة الى ما يقارب هذا العدد من الشخصيات الثانوية. اما المخرج فارس طعمة التميمي فقد عرف بتصديه لمسلسل الكاتب الراحل سامي محمد «السياب» وقد راهن المخرج على عمله الجديد فكانت اختياراته للكادر الفني الذي يقوده المصور المخضرم خضير مهدي وللكادر التمثيلي ناجحة جدا. ومن ابرز الممثلين في العمل : عبد الخالق المختار، سامي قفطان، مقداد عبد الرضا، سمر محمد، فاطمة الربيعي، عبد الستار البصري، زهرة بدن، ايناس طالب، اسيا كمال، آلاء حسين، سعاد عبدالله، عزيز خيون، غانم حميد، سعد محسن، افراح عباس وآمال ياسين، وكريم عواد. عن ظروف العمل يقول فارس طعمة التميمي: «تم التصوير في اكثر من 120 موقعا وخلال شهور الصيف العراقي الساخنة حيث درجة الحرارة التي كانت تصل الى 60 درجة مئوية اعتمدنا في التصوير على كاميرا واحدة، اما ابرز المواقع فكانت : «بيت رشيد عالي الكيلاني»، «قصر الزهور»، «مقهى الاعظمية» اضافة الى مواقع متفرقة في مدينة البصرة، وكانت ظروف العمل صعبة بالفعل حيث الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، اما الكادر التمثيلي، فلقد تقصدت المزاوجة فيه بين ممثلين يقفون لاول مرة امام الكاميرا وآخرين من الرواد والصف الاول من الممثلين العراقيين، والعمل لم يكن مكتوبا لبطولة مطلقة، فعملنا على رسم شخصيات حياتية تشد المتلقي، وكذلك التركيز على جغرافيا المكان والبيئة البصرية للفترة التاريخية التي تمر بها الاحداث». الا ان اللافت، مارافق المسلسل واعقب عرضه من على شاشة التلفزيون العراقي، حيث رفعت عائلة «بيت النعمة» احدى ابرز عوائل البصرة، دعوى قضائية ضد المسلسل بحجة ان شخصية «بهجت النعمة» التي لعبها الفنان سامي قفطان لم تكن من سكان «مناوي باشا» في تلك الفترة وانما من المقيمين في «ابو الخصيب» وطالبت العائلة بتعويض مادي قدره (500) مليون دينار عراقي! كما رفعت قضية ثانية ضد المسلسل من قبل ورثة احدى الشخصيات التي ظهرت في المسلسل وهي شخصية «زكية الداكوكة» والتي لعبتها الفنانة سعاد عبدالله، والشخصية ظهرت وهي تمتلك ناديا ليليا في الوقت الذي قال فيه الورثة انها لم تكن كذلك وانما تقيم حفلاتها في الافراح والاعراس، وطالبوا بدورهم بتعويض قدره 30 مليون دينار عراقي! ويرى المخرج ان رفع هذه القضايا كان سببه الرئيسي النجاح الذي حصده المسلسل والذي تم عرضه مرتين خلال اقل من عام، والموضوع يذكر بالدعوى التي رفعتها آلاء ابنة الشاعر الراحل بدر شاكر السياب ضد مسلسل (السياب) الذي اخرجه ايضا فارس طعمة التميمي والدعوى مازالت في المحاكم العراقية! وقد انجز الكاتب علي صبري الجزء الثاني من المسلسل الذي يشبهه العراقيون بمسلسل (ليالي الحلمية) المصري، ويبدأ من سنة 1945 الى سنة 1955، وقد اكد المخرج فارس التميمي انه سيعمل مع الكادر الفني نفسه ومجموعة جيدة من ممثلي الجزء الاول. عمان ـ عبد الخالق كيطان

Email