معرض «طيف من السعودية» جاء عنوان المعرض الذي افتتح مساء أمس في قاعة النخيل من مبنى المجمع الثقافي في أبوظبي، والمعرض نظمته سمو الأميرة الفنانة نوف بنت بندر بن محمد آل سعود رئيسة قاعة «حظ للفنون التشكيلية». وبهذه المناسبة عقد مساء أمس الأول مؤتمر صحافي في قاعة ابن رشد في المجمع الثقافي،
بحضور الأميرة نوف بنت بندر وعبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالإنابة الذي أشار في بداية المؤتمر إلى « أن المعرض الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والفنون هو إبراز لما تتبناه الأميرة نوف التي تمتلك إمكانية كبيرة في استشعار الجمال وتقديمه، فالأميرة نوف ترأس قاعة من أهم القاعات في السعودية، وهي قاعة «لحظ».
عن هذه القاعة قالت الأميرة الفنانة: «جاءت فكرة إنشاء قاعة « لحظ » بسبب عدم وجود قاعات عرض للفنون التشكيلية مستمرة في الرياض، كما أن أغلبية قاعات العرض بالمملكة السعودية ليست بقاعات تهدف إلى نشر الفكر الثقافي، إنما هي قاعات تجارية، ولذلك لم تستمر أكثر من شهور، لقد كان الفن على مدار التاريخ هو المرآة التي تعكس السمة الجمالية والقيمة في كل المجتمعات، باعتباره إحدى المقومات الحضارية التي تساعد في عملية التطور والتقدم الحضاري، ونظرا لقلة إدراك العالم للحركة التشكيلية النسائية في المملكة العربية السعودية، ودول الخليج من خلال هذه النظرة جاءت فكرة إنشاء قاعة « لحظ » التي تعتبر بمثابة الجسر الذي يربط بين الفن والمجتمع.
فالقاعة تربط وتساعد الحركة التشكيلية النسائية على وجه الخصوص، وتجعلها تطوف أرجاء العالم بأسره، لإبراز الفنانات الواعدات، اللواتي تأثرن بالمجتمع واكتسبن خبراتهن من رواد الفن التشكيلي». وعن طبيعة المعرض أشارت نوف « بدأنا في المعرض كجولة من دولة الكويت، البحرين وقطر والآن الإمارات وسنتابع في دول أخرى وربما تتغير المشاركات في كل مرة، أو تتغير اللوحات المعروضة وذلك بهدف تعزيز الفن والجمال حتى وإن اختلفت تجارب الفنانات، وتنوعت ميولهن واتجاهاتهن إلى مدارس فنية مختلفة».
وعن طبيعة مشاركتها في المعرض قالت: «أشارك في هذا المعرض ببعض اللوحات، وأسلوبي يتراوح ما بين الكلاسيكية والانطباعية، متأثرة بالواقع باستخدام الألوان الحارة كالأحمر وغيره. ميولي إلى الكلاسيكي أو الانطباعي يأتي من قناعتي أن الفنان يتعب أكثر في لوحاته ولهذا تتجلى روحه أكثر على سطح لوحاته، وهذا لا ينفي وجود لوحات جبارة باتجاهات أخرى من الفن كالتكعيبي، والسريالي، والتجريدي وغيره من اتجاهات فنية ».
والفنانة نوف لم تدرس الفن إنما استمر معها كموهبة قالت: «دراستي علمية بحتة وهي ما يتعلق بعلم الجينات، لم أستطع أن أتخلى عن العلم والفن، ربما هذا ما حقق لي نوعا من التوازن، فبعد انتهاء عملي في المستشفى أتفرغ للرسم، واخترت علم الجينات لأننا في الخليج كثيرا ما نعاني من الأمراض الوراثية لكثرة زواج الأقارب، وأنعكس الطب على أعمالي من خلال اهتمامي الكبير بالتفاصيل الفنية».
وعن معايير اختيار اللوحات المشاركة في هذا المعرض أو غيره أكدت الأميرة: «هناك لجنة خاصة لفرز اللوحات، تراعي هذه اللجنة المواهب الشابة التي لا تجد ما يدعمها أحيانا لكن لما لا نقدمها للمجتمع خاصة أن رواد الفن ربما يسيطرون على الساحة لمدة قد تصل إلى عشرين عاما، رغم وجود الكثير من الفنانين المتمكنين».
وأخيرا ردت نوف على سؤال يتعلق بحركة النقد التشكيلي في السعودية مؤكدة: «السعودية كباقي دول الخليج تفتقد إلى النقد الفني الكافي، فالفن حديث على المجتمعات الخليجية أكثر من الأدب والشعر، والقليل من يرتاد المعارض الفنية، وأكثر من يهتم بالكتابة النقدية وجود العديد من الفنانين الصحافيين الذين يستطيعون تقديم مادة نقدية فنية».
أبو ظبي ـ عبير يونس