علي التميمي شاعر وفنان من الجيل الأول في الإمارات، شجعه على الظهور الإعلامي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين قصد استوديو تلفزيون أبوظبي الملون عام 75 19، حيث كان يعرض مسلسل محلي مدته دقيقتان، والتقى أبطال المسلسل سعيد بن عفصان، وسعيد المزروعي، وعلي التميمي نفسه.
وأعجب الوالد الراحل بأداء التميمي وذكائه الفذ، وحكمته في الحياة. وخرج الشيخ زايد بعد ذلك من الأستوديو مشجعاً إياه على الإبداع المستمر، وكان التشجيع موصولاً بتكليفه التميمي إجراء لقاءات مع المواطنين الشواب عبر برنامج «مجالس الشعراء» الذي عرضته قناة أبوظبي خلال تلك الفترة. وبأمر من الشيخ زايد رحمه الله، شارك التميمي عام 76 19بفيلم «في رحم البادية». وكان تخصص التميمي واضحاً في تقديم البرامج التراثية، والتمثيل في الأفلام والمسلسلات التي تعكس البيئة والمجتمع الإماراتيين. «الحواس الخمس» التقت التميمي في منزله الكائن بإحدى مناطق إمارة الشارقة.. وكانت أجواء الزيارة مزيجاً من حفاوة الكرم الإماراتي الأصيل.
ما سبب غيابك عن الظهور في الدراما المحلية هذا العام؟
الذي أريد توضيحه من خلال هذا السؤال، أنني لم أبتعد عن الظهور، ربما تكمن مشكلتي في تحيزي الكبير للظهور في الأعمال التي تبرز التراث الإماراتي، وتثير عبق الماضي. وإن وجدت هذه الأعمال فإن المؤلفين أو المنتجين أو حتى القنوات التلفزيونية يطلبون مني مشاركتهم في أعمالهم. والذي أريد إضافته من خلال هذا السؤال أيضاً أني اعتذرت عن عدم المشاركة بالتمثيل في مسلسلات عدة تعرض في رمضان هذه السنة.
ولم كان هذا الاعتذار؟
لأنني كنت أحضر لمسرحيات عدة، فالمسرحية الأولى كانت عن الشرطة المجتمعية، وعرضت هذا العام في السابع من مايو الماضي، ورعاها وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد وزير الداخلية. وبعدها مسرحية كانت عن آفة المخدرات وتوضيح أخطارها ونتائجها الوخيمة على الجميع، وعرضت في مركز الوحدة بأبوظبي.
وبعدها أيضاً مسرحية «تراث الأجيال» التي عرضت في أرض المعارض ضمن برنامج «صيفنا مميز» بأبوظبي. وأنهيت جميع أعمالي المسرحية قبل أسبوع من بدء شهر رمضان المبارك. ومن الصعب أن أحشر نفسي في أعمال مسرحية وتلفزيونية في الوقت ذاته، تخرج بالشكل الذي لا يرضيني، ولا يرضي جمهوري.
أليس هناك من ظهور إعلامي لك في رمضان هذا العام؟
أقدم هذا العام مسابقة رمضانية ضمن مسلسل يومي يعرض على قناة «حواس» في الساعة التاسعة والنصف مساءً. كما يعرض أيضاً على قناة ميوزيك تمام الساعة 7 و11 مساءً و3 صباحاً و12 ظهراً، كما تعرضها كل من قناتي «صانعو القرار» و«أوتار». وتتبع المسابقة التي أقدمها مسلسل «بيني وبينكم» وهو من تأليف الكاتبة والإعلامية نورة علي وهي متعمقة في كتابة التراث الإماراتي بكل مجالاته. ويبرز هذا المسلسل المشكلات الاجتماعية التي تحدث في الدولة، والتي نهدف إلى حلها بأسلوب سلس وشفاف. ومن أبطال المسلسل أحمد عبدالرزاق وفاطمة جاسم.
وما طبيعة المسابقة الرمضانية التي تعرضها؟
تعرض المسابقة التسجيلية ضمن 3 دقائق، أطرح فيها أسئلة ثقافية تختص بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتلقى المسابقة ولله الحمد إقبالاً كبيراً تثبته الرسائل النصية التي تصل للمسابقة مجيبة على سؤال المسابقة.
وما جديد الشاعر والفنان علي التميمي؟
جديدي يتمثل في تحضيري مسلسلاً محلياً بعنوان «دروب المطايا»، وهو يقع في 30 حلقة، وسيعرض في رمضان المقبل. والعمل من إنتاج تلفزيون أبوظبي، بينما يتولى الفنان سلطان النيادي مهمة المنتج والمشرف العام.
نطمع في معرفة المزيد عن المسلسل، فهلا كشفت عن المكنون؟
يضحك قائلاً: في هذا المسلسل نعيش الحياة القديمة بروعتها وبساطتها، نحيي روح الماضي بما فيه من تراث وعادات وتقاليد جميلة وأصيلة. وتصوير المسلسل سيكون مرهقاً جداً، لأنه سيكون في مناطق متعددة في الدولة، منها في ليوا، والمنطقة الغربية، وغياثي، والعين، وغيرها من المناطق الأخرى. ومن أبطال المسلسل رزيقة طارش، وسلطان النيادي، وأحمد الأنصاري، وأحمد الجسمي، وموسى البقيشي وغيرهم.
وماذا عن أنشطتك المسرحية بعد رمضان؟
عندي بعد الشهر الفضيل مسرحية جديدة للشرطة، وأحضر قريباً لبرنامج عن البادية من المقرر تقديمه على شاشة قناة سما دبي تقديمه. كما عرضت علي أعمال كثيرة ولكنني اعتذرت أيضاً لأنني أفضل المشاركة في الأعمال التراثية البحتة.
ماذا تتابع من برامج أو مسلسلات في رمضان؟
أتابع «حظ يا نصيب» فهو مسلسل محلي تراثي بحت يتعمق في الحياة القديمة بشكل جميل، وأتابع أحياناً المسلسل الناجح «حاير طاير». وبشكل عام فإن بعض المسلسلات الحديثة ابتعدت عن التراث، وباتت تعرض قضايا عصرية من دون التطرق إلى معالجتها الأمر الذي يشجع شبابنا على التقليد، فلابد من طرح القضايا في الدراما المحلية مع ضرورة معالجتها.
هل تجد نفسك في التلفزيون أم على المسرح أكثر؟
أعتبر المسرح هو أبو الفنون، وفيه تظهر هيبة الممثل وحماسة الجمهور معاً. ويكون الفنان الممثل على عفويته بالتمثيل على المسرح، حيث يخرج من النص أحياناً أو ربما يزيد. ولكن يستحيل الخروج من النص في الأفلام أو المسلسلات حيث يقوم المونتاج بعملية الإزالة والحفظ وغيرها. والظاهر للعيان أن الترويج يكثر للمسلسلات. وبشكل أعم فأنا اتسم بالعفوية في التمثيل سواء كان ذلك على المسرح أو في التلفزيون، ولا أعرف التصنع أبداً، وأفتخر أيضاً بمشاركتي في أفلام عديدة منها «الرمال العربية» التي كانت عن مبارك بن لندن، ويعرض حالياً في أوروبا مترجماً للأجنبية.
هل تتواصل مع زملائك الفنانين؟
أتواصل معهم بالهاتف، أو ألتقي بهم في مسرح جمعية دبي للفنون، وفي جمعية المسرحيين بالشارقة، حيث أسعد بلقاء الإعلامي المثقف إسماعيل عبدالله، والأخ جاسم عبيد. ولا أنسى الأخت الفنانة رزيقة طارش فقد نشأنا في صغرنا معاً ولا يزال تواصلنا مستمراً. كما أتواصل مع الفنانة موزة المزروعي، ومريم أحمد القبيسي، وسميرة أحمد، وسلطان الشاعر الذي أزوره في بيته نظراً لظروفه الصحية الأليمة، وأطالب المسؤولين ضرورة النظر في وضعه فهو من أعلام الدولة.
ذكرت في بداية حديثنا معك برغبتك في الاعتزال.. فما الأسباب؟
أرغب اعتزال الفن بالنسبة للتمثيل، على أن يقتصر ظهوري فقط على تقديم البرامج التراثية. وكثيراً ما تم الرفض لمجرد حديثي عن الاعتزال خاصة من عبداللطيف القرقاوي مدير تلفزيون دبي الذي يشجعني دائماً على المشاركة في البرامج والمسلسلات المحلية والتراثية. ومن جانب آخر أود أن تمنح فرص الظهور للشباب ليتركوا بصمة طيبة على الساحة المحلية.
ماذا تقول لجمهورك الذي يفتقد ظهورك في رمضان هذا العام؟
أقول لهم «لا تكثر الدوس على الخلان يملونك.. لا أنته ولد لهم ولا أنته طفل يربونك». لذا لا أود تكرار نفسي على التلفزيون، حتى يشتاق لي الناس أكثر، ومن جانب آخر إن أردت الظهور فسأظهر حتماً بعمل يعجب الجمهور.
البرامج التراثية
سألنا الفنان والشاعر علي التميمي: بما أنك شاعر أيضاً ألا تفكر في إعداد وتقديم برامج شعرية؟
أشرفت سابقاً على برامج إذاعية بثت وعرضت على إذاعة وتلفزيون أبوظبي، منها «قطوف من التراث» وقدمه عبيد بن صندل، و«واحات التراث «وقدمه بطي المظلوم، و«نبع من التراث» وقدمه محمد راشد الشامسي، و«نفحات من الماضي» وقدمه سالم بن عمير. كما كنت أخرج عبر الإذاعة والقناة نفسها 6 مجالس شعرية، وهي مجلس شعراء أبوظبي، والعين، والإمارات الشمالية، والمنطقة الغربية، وجمعية إحياء التراث الشعبي، ودبي. ولا أمانع في التقديم إن وجدت المبادرة والترحيب من القنوات أو الإذاعات المحلية.
إضاءة
لا يخفي الشاعر والفنان علي التميمي أساتذته في مجال الفن، فهو يؤكد أن التمثيل هبة وإلهام من الله، وهناك أساتذة لا ينكر فضلهم صقلوا موهبة التمثيل لديه ومنهم: سعيد النيادي مراقب عام الدراما ومشرف عام في تلفزيون أبوظبي، وأصبح بعد فترة نائب مدير التلفزيون، فهو يكتب ويخرج المسلسلات المحلية وعلمه وغيره على التمثيل.
وهناك أيضاً أحمد منقوش المخرج المعروف في تلفزيون أبوظبي، ولا ينسى معلم الجميع الراحل محمد الجناحي رحمه الله. فغياب الجناحي عن الوسط التلفزيوني والمسرحي لا يمكن تعويضه، لأنه فنان عاشق لمهنته النبيلة وضحى بالكثير من أجل أن يحوز رضا الذات والآخر، وكان لتواضعه وأريحيته دور كبير في التفاف الفنانين حوله والاستماع لملاحظاته التي تنم عن حس حقيقي بدور الفن في المجتمع، ودوره في نشر الوعي بين الأجيال المختلفة.
الشارقة ـ جميلة إسماعيل