عبدالله أمين الحريبي، فنان إماراتي شاب، فعلى الرغم من صغر سنه، إلا أن موهبته الفنية المسرحية والدرامية أهلته للوقوف جنبا إلى جنب مع كبار الفنانين المحليين والخليجيين. أحبه الصغار قبل الكبار، حيث أثبت نجاحا وتألقا في مسرح الطفل من خلال مشاركته في أعمال كثيرة، وليس هذا فحسب، بل دفعته كفاءته الفنية أيضا للإبداع في مسرح الشباب تمثيلا وتأليفا، والمشاركة في عمل محلي له جمهوره الغفير من خلال دوره في شخصية (شهاب) في مسلسل (ريح الشمال). (الحواس الخمس) التقاه فكان هذا الحوار :

* كيف انطلقت فنيا؟ ـ صراحة، كانت بدايتي على يد الفنان الإماراتي الكبير خالد البناي، من خلال وجودي ومشاركتي في ورشة (إعداد المُمثل)، وهي أول مشاركة لي في ورشة فنية. ومن الورش أيضا مشاركتي في ورشة مسرحية على مستوى دولة الإمارات، ومنها أيضا ترشيحي من قبل مسرح رأس الخيمة الوطني للمشاركة في ورشة (إعداد الصوت)، التي كانت تحت إشراف يحيى الحاج، وامتدت لأسبوعين. وشاركت في ورشة (إعداد مُمثل تلفزيوني) للبناي. وورشة أخرى في كيفية التعامل مع مسرح الطفل لهيثم الخواجه. كما شاركت أيضا في اللجنة الإعلامية في مهرجان عوافي، وكانت فرصة رائعة لي عرفتني الكثير من الفنانين.

وأؤكد أن مشاركتي في هذه الورش أهلتني فنيا، إلى جانب دعم كبار الفنانين لي. وكثيرا ما كنت أسأل البناي: متى سأظهر على شاشة التلفزيون ليشاهدني الناس؟!

هل من صعوبات أو تحديات واجهتك فنيا؟

نعم، وهي معارضة إخواني لمشاركاتي الفنية سواء في الورش أو المسرحيات خوفا على إهمالي لدراستي، إلا أني في المقابل لقيت الدعم المعنوي من والدتي، التي كانت تشجعني بشرط ألا أهمل دراستي. كما كنت في البداية أتضايق من طريقة معاملة بعض زملائي الفنانين لي على أساس أني طفل!

وما هي الأعمال الفنية التي شاركت فيها؟

تتراوح بين أعمال مسرحية وتلفزيونية، وسأبدأ بالحديث عن مشاركاتي المسرحية التي انطلقت من حلال مسرحية (الدنيا مشقلبة)، وكان هذا في العام 2003، وبعد ذلك شاركت في عمل مسرحي آخر للأطفال بعنوان (جزيرة الطيبين) من تأليف الكاتب الإماراتي سالم الحتاوي، رحمه الله، وإخرج الفنان الإماراتي عبدالله صالح.

وشارك فيها نخبة من الفنانين الإماراتيين، ومسرحية (الفيل يا ملك الزمان)، والتي أخرجها خالد البناي، وعُرضت في العام 2006، حيث اعتمدت الرواية على الحكايات الشعبية، التي ترمز إلى الفساد، وتتناول الحكاية قصة ملك لديه فيل ضخم، يدمر خلال تجواله بالمدينة كل ما يقابله من حيوان وإنسان وزرع، الأمر الذي ينشر الذعر والخوف بين الجميع.

وترتفع المأساة بوفاة الأطفال تحت أقدام الفيل، ويجتمع أهل المدينة ويقررون الذهاب إلى قصر الملك لمطالبته بمنع الفيل من التجول في المدينة. وفي العام نفسه شاركت في عمل مسرحي للأطفال بعنوان (الثعلب الشرير)، وكانت من تأليف سعيد إسماعيل وإخراج محمود أبو العباس.

وماذا عن مشاركاتك في الأعمال التلفزيونية؟

كانت انطلاقتي بالتقائي المخرج عارف الطويل، وأخبرته برغبتي في الظهور التلفزيوني، فأخبرني أنه يُصور مُسلسل (أبلة نورة)، وهناك دور بسيط أستطيع المشاركة فيه إن رغبت، فوافقتُ على الفور. وبعدها شاركت أيضا في حلقة واحدة من مسلسل (أحوال)، الذي عُرض على (سما دبي)، وكان يتطرق لقضايا مجتمعية يناقشها ويعالجها.

وأعتبر نقطة التحول في حياتي الفنية هو إعجاب المخرج مصطفى الرشيد بأدائي في مسرحية (فيل يا ملك الزمان)؛ فعلى إثرها سنح لي فرصة المشاركة في المسلسل المحلي (ريح الشمال)، والذي ينتجه الفنان أحمد الجسمي، وأثبتُ فيه جدارتي، الأمر الذي يجعل مشاركتي في الجزء الثاني أيضا والذي سنبدأ تصويره بعد غدٍ مساحتها أكبر ومشاهد أكثر، مُقارنة بالجزء الأول. وأنا سعيد جدا لأني التقيت كبار النجوم، يتقدمهم أحمد محمد المنصور، وإسمهان توفيق.

وما الجديد الذي ستقدمه في الجزء الثاني من (ريح الشمال)؟

دوري في الجزء الأول في المسلسل كان في دور (شهاب) ذي الشخصية الضعيفة المنكسرة، أما في الجزء الثاني، والذي سأُصور فيه ما يقارب العشرين حلقة؛ فسأظهر في شخصية قوية، ولا أستطيع البوح أكثر!

وهل هناك أعمال أخرى غير (ريح الشمال) ؟

نعم؛ فأنا أكتب حاليا سيناريو مسرحية سأشارك فيها في مهرجان دبي لمسرح الشباب.

بين المسرح والتلفزيون أين تجد نفسك أكثر؟

أحب في المسرح، ففيه روح الجماعة وعمل الفريق، حيث نلتقي يوميا بهدف التدريب على العمل، بينما أفتقد هذا الأمر في التلفزيون، الذي تكون فيه فرصة تحقيق الشهرة أكبر من المسرح. ولا أنكر أبدا أن مشاركاتي المسرحية أهلتني لخوض عالم التلفزيون.

شاركت في مسرح الطفل والشباب؛ فأيهما تفضل؟

أفضل كليهما، علما أن أن رسالة مسرح الطفل أصعب بكثير من مسرح الكبار، لذا فنحن في حاجة ماسة فعلا إلى مسرحيات تخاطب الأطفال بميولهم وأفكارهم.

ما الفرق بين مسرحي الكبار والصغار؟

مسرح الكبار سهل لأننا نتعامل فيه مع أناس يفهمون ويأتون للمسرح بغرض الاستمتاع، وتغيير الجو والضحك، لذلك نعطيهم الكوميديا الهادفة التي يحتاجون إليها، عكس مسرح الطفل الذي يحتاج إلى جهد مضاعف حتى يتم إيصال الرسالة المطلوبة بحذر مع مراعاة السلوك الاجتماعي النابع من احداث القصة لأن الطفل صاحب مخيلة واسعة، ويجب أن تكون في الحسبان حتى لا نقع في خطأ توجيهه بطريقة غير سليمة.

هل أنت راض عما قدمته من أعمال مسرحية وبعض الأعمال التلفزيونية؟

راض نوعا ما، وكنت سأقدم الأفضل لولا أني محسود! لأن (حظي حلو)، وحظيتُ على فرص كثيرة ومُشجعة.

ما رأيك في إطلاق جائزة الشيخ محمد بن راشد للدراما العربية؟

كل الامتنان والشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لاهتمامه بالدراما العربية، إيماناً منه بدور الفنون في دفع مسيرة التنمية في شتى المجالات. فتخصيص جائزة للدراما العربية تحمل اسم سموه تكريم للفنان العربي.

ما طموحك فنيا ؟

أطمح بأن تكون لي شبكة علاقات طيبة مع جميع الفنانين، وأن أُقدم أعمالا تنال رضا وإعجاب المشاهدين.

الاسم : عبدالله أمين محمد الحريبي

العمر : 18 عاما

المهنة : طالب في المرحلة الثانوية

إبداعات : ممثل مسرحي وتلفزيوني

هوايات : السفر

حوار ـ جميلة إسماعيل