الاحد 15 رجب 1423 هـ الموافق 22 سبتمبر 2002 تبدأ اليوم فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بابل الدولى التى تفتتح فى مدينة بابل الأثرية التى تبعد 80 كيلومترا جنوبى العاصمة العراقية بغداد وتشارك فيها مصر من بين 34 دولة عربية وأجنبية تقدم عروضها على مسارح المدينة التاريخية. ويتضمن مهرجان هذا العام الذى يشارك فيه العديد من الشخصيات الفنية والثقافية العربية والاجنبية نشاطات موسيقية وعروضا راقصة لفرق فنية معروفة معظمها من الدول الأوروبية والاسيوية بالاضافة الى ست دول عربية هى مصر وسوريا والاردن والجزائر وليبيا والامارات العربية المتحدة. ويقام على هامش الاحتفال معارض للصور والكتب والفن العراقى المعاصر على مسرح البادية الذى تم استحداثه العام الحالى والذى سيعنى بفنون البادية غناء وشعرا ورقصا وموسيقى حيث اختير على شاطيء البحيرة فى المدينة الأثرية. وكانت الدورة الاولى للمهرجان قد بدأت فى عام 1987 وتم اختيار مدينة بابل الاثرية موقعا له لاحياء ذكرى الامبراطورية البابلية التى شهدت عصرين ذهبيين الأول فى عهد ملكها حمورابى عام 1792 قبل الميلاد صاحب المسلة الشهيرة والثانى فى عهد ملكها نبوخذ نصر عام 562 قبل الميلاد الذى بنى حدائق بابل المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم. وقام العراق فى عام 1978 بمشروع واسع لاحياء المدينة التاريخية فتم الكشف عن عدد من معالمها المختفية وصيانة معبدها وبوابة عشتار وقصر نبوخذ نصر والمسرح البابلى وبعض مبانيها السكنية وشوارعها. وخطط العراق لجعل مدينة بابل مركزا لاستقطاب النشاط السياحى الداخلى والخارجى الا أن الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج الثانية حالتا دون تنفيذ هذا المخطط بالشكل المطلوب. وستكون مدينة بابل التى دخلت التاريخ منذ أكثر من ستة آلاف عام ومنها انطلقت أول اشارة لتطبيق النظام فى الحياة من خلال مسلة حمورابى وحدائقها المعلقة على موعد غدا لاستقبال رسل الحضارة والفن والابداع الذين سيقدمون اليها من مختلف بقاع العالم للوقوف على معالمها الحضارية والعمرانية. ويوجد لمدينة بابل سور خارجى يمتد مسافة 18 كيلو مترا وآخر داخلى مستطيل الشكل يمر نهرالفرات من خلاله ويقسمه الى قسمين يضم القسم الأول الشرقى القصور والمعابد بينما يضم القسم الغربى منازل عامة الناس والأسواق. ومن أهم معالم المدينة الأثرية الباقية على مر العصور بوابة عشتار التى رسمت عليها حيوانات خرافية مثل التنين والأفعى الضخمة بالاضافة لرسوم للأسود والنمور وهى رسوم بارزة. ومازال شارع الموكب البابلى مرصوفا بطريقة تثير الدهشة وكانت مواكب العروض العسكرية والاحتفالية البابلية تمر فيه وصولا الى معبد الالهة «نن ماخ السيدة العظيمة»00ويعتبر أسد بابل من أهم أثار تلك الحضارة العريقة وهو مصنوع من حجر البازلت ويرمز الى الالهة عشتار. ويحضر حفل الافتتاح فى العادة ممثل عن الرئيس العراقى صدام حسين والوزراء وكبار المسئولين والسفراء حيث وجهت الهيئة المنظمة للمهرجان الدعوات الى الفنانين العرب والاجانب و56 فرقة من معظم دول العالم لحضور المهرجان والمشاركة فى فعالياته. وكان للحصارالمفروض على العراق منذ عام 1990 تأثير كبير على بريق المهرجان ومستويات المشاركات العربية والأجنبية ونجوم الفن الذين يحضرونه، الا أن المسئولين العراقيين لا يخفون أن أحد وأهم أهداف اقامة المهرجان فى ظل الحصار هو تذكير العالم بمحنة الشعب العراقى وحشد مزيد من التأييد لدعوته الى رفع الحصار. ـ أ.ش.أ الأولى | اقتصاد | محليات | سياسة | الرأي | كتب وترجمات | منوعات | فنون |