الخميس 3 محرم 1424 هـ الموافق 6 مارس 2003 بعد طرح ألبومه الجديد «عيوني سهارى» استطاع الفنان شب جيلاني ان يخط لنفسه لوناً غنائياً خاصاً استرعى انتباه اساتذة التلحين والغناء مثل ملحم بركات الذي وصفه لدى سماع صوته بأنه يمتلك صوتاً رائعاً. ونجح بعدها في اثبات وجوده من خلال اسلوبه الجديد والمتميز الذي برع في اداء الاغنيات الطربية لعمالقة الفن العربي الاصيل، مثل ام كلثوم وعبدالحليم. ويغني شب جيلاني في البومه الاول بلهجات عربية متعددة اضافة الى اللغة الفصحى. وقد قام بتلحين ثلاث اغنيات من ألبومه الاخير مما شرع له الباب واسعاً لابراز مقدرته في التلحين الموسيقي كميزة مكملة لموهبته الغنائية. وفي حوارنا معه طرحنا عليه بعض الاسئلة، والقضايا التي تخص الساحة الفنية، ومشاريعه المستقبلية والبومه الجديد. ـ ما السبب وراء اختيارك مدينة بيروت لانطلاقتك نحو العالم العربي؟ ـ رأينا ان معظم الفنانين المعروفين في الساحة العربية كانت انطلاقتهم من بيروت او القاهرة. وبالنسبة لي كانت البداية في لبنان وكانت مخيفة بعض الشيء، كفنان يطل لأول مرة على جمهوره العربي، ولهذا كانت اختياراتي للأغاني دقيقة جداً فلقد سجلت قرابة 17 أغنية ومن ثم اخترنا منها 8 أغاني وجئت الى بيروت لكي اقدم الاغنية الليبية الغائبة عن معظم الفضائيات العربية، وهناك من يقول بأن الاغنية الليبية غير موجودة وهذا هو السبب الذي دفعني لتقديم الالحان الليبية وتعريف الجمهور العربي بأغانينا من بيروت. ـ محطتك الثانية كانت في مدينة دبي، لماذا لم يتضمن ألبومك اي اغنية خليجية؟ ـ بالعكس، البومي متعدد الالوان، اذ هناك اغنية من كلمات الشاعر محمد بالحاج ومن الحان شربل يونان. واتمنى ان اقدم جميع اللهجات العربية، واي شخص يستمع الى ألبومي (عيوني سهارى) لا يشعر بأن هذا الالبوم ليبي او مصري ولبناني وحاولت ان اجمع فيه عدداً من الاغنيات التي تهم كل مستمع عربي. ومهما تعددت اللهجات في النهاية فنحن نغني بالعربية. ـ هل صنعت لنفسك قاعدة جماهيرية في ليبيا قبل ان تفكر بالانتشار على مستوى الوطن العربي؟ ـ انا فنان معروف في ليبيا ولست بفنان جديد ولدي اغان خاصة ورصيد فني جيد وأول مرة قدمت فيها اغنية خاصة بي كانت عام 1991 وهي (بعتلي سلام) وحققت نجاحاً كبيراً، ولكن طموحي كان اكبر من ذلك بكثير، وعندما سنحت لي الفرصة واردت الانتشار، اخترت لبنان ودبي لأنهما تمتلكان مقومات اعلامية ضخمة واعتقد بأن اغلب الفنانين كانت انطلاقتهم من لبنان مثل كاظم الساهر ومع انه كان يغني منذ مدة طويلة ولكن بمجرد ظهوره هناك جعله نجماً معروفاً. ولو سمحت لي الامكانيات سوف اقدم حفلة في كل مدينة عربية مثل مصر وتونس وغيرهما. ـ لماذا وقع اختيارك على اغنية (عيوني سهارى) لتكون عنواناً لالبومك ولم تختر اغنية خاصة بك؟ ـ فضلت ان اقدم التراث الليبي. وعيوني سهارى تعتبر من اجمل الاغاني الموجودة في الفلكلور الليبي وأنا اعشق هذه الاغنية منذ زمن بعيد ودائماً اغنيها في جميع حفلاتي، وعندما سنحت لي الفرصة وبتشجيع من الدكتور صالح الاشتري الذي اشار علي بأن نعيد توزيعها باسلوب مختلف وحديث وقد قام بتوزيعها الفنان حميد الشاعري الذي قدمها بشكل رائع. وانا سعيد بأن تكون البداية بأغنية ليبية والسبب هو التعريف بها والتعريف بي كفنان يغني بجميع اللهجات. ـ مع من تعاونت من الفنانين في مصر؟ ـ لم يكن هناك تعاون سوى على مستوى التوزيع الموسيقي فقط ولكن في البومي المقبل يوجد تعاون مع مجموعة من الشعراء والملحنين في مصر. ـ مع ان البومك يتضمن اغنية باللهجة المصرية! ـ نعم، هناك اغان باللهجة المصرية ولكن من شاعر ليبي يكتب اللهجة المصرية متأثراً بالشاعر عبدالوهاب محمد اما الألحان فهي لعمي وهو من الفنانين المعروفين في ليبيا ويحب الاغنية المصرية لهذا تعاملت معه وأول تعاون مع ملحن ليبي. ـ هل هناك تعاون مع الموسيقار ملحم بركات؟ ـ في البومي المقبل سوف اقدم اغنية من الحان ملحم بركات وهذا يعتبر شرفاً كبيراً لي بان اتعاون مع فنان كبير احبه واستمع إليه منذ صغري ولم أكن اتوقع في يوم من الأيام ان اجتمع به. ـ وأين تم اللقاء بينك وبينه؟ ـ التقيت به في القاهرة وكان اللقاء اشبه بالامتحان حيث عرفني عليه صديقه صالح الاشترى الذي قال له: نريدك ان تستمع لصوت شب جيلاني، وما هي النصيحة التي تقدمها له وعندما سمعني بركات قال لي بانه لا يوجد لديك عيوب ولكنك تحتاج الى شخص يقدمك بشكل جيد ومميز الى الجمهور وهذا ما اسعدني واعطاني الحافز الكبير وخصوصاً ان هذه الاشادة جاءت من فنان كبير مثل ملحم بركات. ـ كما هو معروف فانت ملحن ايضا فهل كان هناك من تعاون بينك وبين احد المطربين؟ ـ الان اكتفي بالتلحين لنفسي فقط ولكن في المستقبل سوف يكون هناك تعاون مع المطرب فضل شاكر الذي التقيته في ليبيا وقدمت له اغنية «أزعل وارضى» وهي للشاعر الليبي عبدالمنعم المرمي ومن الحاني ويقول مطلعها ازعل وارضى زي ما تبكي سهرعيني واجرح قلبي لكن ما تبعديش علي بعدك عني اثر فيَّ ـ مَن مِن الفنانين العرب تستمتع باغانيه؟ ـ لكل فنان مخلص لفنه ويقدم شيئا جميلاً أحب ان استمع إليه. ـ مثل من؟ ـ مثل ملحم بركات وكاظم الساهر الذي قدم القصيدة باسلوبه الجميل مع اننا نعيش في عصر الايقاع السريع ومع ان الجميع يلوم الشباب لانهم لا يفضلون الاستماع الى القصيدة ويفضل عليها الاغنية السريعة. ولكن عندما قدمها الساهر باسلوبه الرائع حقق نجاحا كبيراً لدى الجمهور، وهناك جورج وسوف وجوليا بطرس. ـ مع انك تمتدح الساهر على تقديمه القصيدة لماذا لم تحذو حذوه بدلا من تقديم الاغنية ذات الايقاع السريع؟ ـ كلا انا قدمت جميع الألوان فلقد غنيت الطرب والاغنية السريعة ذات المضمون والمعنى الجيد، والاغنية الكلاسيكية. ـ لماذا التهافت على الالحان التركية من قبل معظم الفنانين العرب؟ ـ كل فنان يحب اغنية معينة ويريد تقديمها بالاسلوب والطريقة التي تعجبه. ما هو المانع في ذلك!؟ ولكن انا ضد السطو على الالحان الغربية وانا لدي اغنية لحنها تركي (بتروحي) وهي من كلمات الياس ناصر والحان الفنان التركي آري ماليزي. ـ بما انك موسيقي وتهتم بالالحان الشرقية الاصيلة؟ لماذا لا تركز اهتمامك على الأغنية الطربية؟ ـ لم اقدم هذه الاغنية الا للتنويع ولم يكن تركيزي على الالحان التركية او اليونانية، بل كل همي هو تقديم الاغنية العربية سواء كانت مصرية أو ليبية او خليجية او من اي بلد عربي وهذا ما اسعى اليه. ـ هل تعتقد بان اللهجة الليبية تشكل عائقا بالنسبة لانتشار الفنان الليبي؟ ـ لا اعتقد ذلك ولكنها غير مطروحة بشكل صحيح واعتقد بان الاغنية الخليجية فرضت نفسها بقوة وهي شبيهة الى حد كبير باللهجة الليبية وتعتبر الاقرب الى العربية الفصحى على المستوى العربي. ـ لمن تحب ان تستمع من الفنانين الخليجيين؟ ـ محمد عبده، عبدالله الرويشد، عبدالمجيد عبدالله، محمد المازم وراشد الماجد وغيرهم. ـ ما هو الشيء الذي تنوي القيام به في المرحلة المقبلة؟ ـ لقد انتهيت مؤخراً من تصوير اغنية (انت انا) للكاتب سمير نخلة والملحن طارق ابوجودة بطريقة فيديو كليب وهي من اخراج باسم كرستو وستذاع الشهر المقبل وتم تصويرها في بيروت. وهناك نية في تصوير كل اغاني الألبوم بالاضافة الى العديد من المشاريع الفنية التي ستكون بمستوى جيد ترضي المستمع والمشاهد العربي. ع. س