الاحد 6 محرم 1424 هـ الموافق 9 مارس 2003 بمبدأ التسامح الانساني للمرة الثانية تشارك الفنانة ديانا حداد بمهرجان الدوحة للاغنية وتؤكد تألقها الموسيقي بفرقتها الخاصة وبصوتها المتمثل برقة الحرير ودفء الشمس، احساسها بالموسيقى يسمو بها إلى عالم الطرب الجميل، وشعورها وهي تغرد في سماء الاغنية يشاركها به جمهورها، الفن عندها التزام بذوق ومتعة الجماهير به، والموسيقى فرصة غناء تطرب به محبيها. الشهرة والاضواء تدين بهما للجمهور العربي الذي وقف معها وآزرها منذ اولى خطواتها الفنية، والحب والوفاء صنوان تبادل بهما الجمهور في كل مكان بساطتها وتواضعها يحملان معنى الانسانة قبل الفنانة، لذلك هي ديانا حداد. المقدمة لتعريف القراء بها قد لا تحتله المساحة الموجودة في قلوب جماهيرها ولكن الكلمات الصادرة منها هي التي تغني حوارنا معها لذلك ندخل معها مباشرة حول آخر حفل ناجح لها: ـ ديانا حداد انطباع جديد تتركه في الدوحة كيف تعبر عنه؟ ـ بالسعادة والبهجة والفرح انا جداً سعيدة في احياء ليلة من ليالي مهرجان الدوحة للاغنية، هي المشاركة الثانية التي جاءت بعد غياب طال عامين حيث كانت المشاركة الاولى في 2000 وقد سعدت كثيراً بتجاوب الجمهور وبحفاوة المسئولين الذين استقبلوني كما استقبلوا زملائي الفنانين بالورود والنفوس الطيبة، حقيقة لقد تركت هذه المشاركة انطباعاً في نفسي لا يمكن ان اصفه او ألخصه بكلمات فأحيانا يعجز الانسان عن التعبير عندما يكون الوفاء بقدر كبير وبمحبة صادقة. الاغنية الفلكلورية ـ يقال ان اغانيك تتجه في معظمها للاغنية الفلكلورية؟ ـ انا عاشقة جداً لهذا اللون من الغناء وهناك علاقة قوية تربطني باللون الفلكلوري وهذا يعني عودة للاصل خاصة وانك تقدم انواعاً من الفلكلور العربي الذي يتميز بعراقته واصالته ويذكر الآخرين ببيئتنا العربية التي فيها نماذج مشرفة وثرية من الايقاعات والرقصات الشعبية. ـ في اعتقادك ما هي العناصر القيمة التي ساهمت في نجاح اغانيك؟ ـ هناك اكثر من عنصر ولكن يبقى العنصر المهم هو الصوت الموصل والقبول للفنان ثم تأتي عناصر اخرى مثل الكلمة الجميلة واللحن الموسيقي الذي يتفاعل معه المتذوق، واذا اكتملت هذه العناصر مع التوزيع إلى جانب البساطة والعفوية غير المصطنعة لاشك تؤدي إلى نجاح الاغنية وبالتالي نجاح الفنان. ـ هل هناك طموح معين يقف عنده الفنان؟ ـ لا اؤمن بأن الفنان له طموح معين كما لا اقر بحكاية الاعتزال طالما ان الفنان قادر على اسعاد جمهوره فهو امام طموحات كثيرة وديانا حداد لا يمكن ان تقول هنا حققت طموحي لأن قضية اسعاد الجمهور تتطلب جهوداً متواصلة وعملاً متفانياً وانا اسير في طريق رسمته لنفسي منذ البداية وهو لا تعالي ولا غرور بل البساطة والتواضع والتعامل مع الآخرين من منطلق «التسامح الانساني». نعم للتسامح ـ هذا يعني ان تسامحك حتى مع الذين يسيئون لك؟ ـ الاساءة بطبيعة الحال تنعكس على صاحبها ولكن طالما ان الانسان واثق من نفسه ويدرك ان ما يقوم به بعيد جداً عن الاساءة للآخرين فلماذا لا اسامح ومع ذلك فأنا قوية جداً. ـ ديانا حداد لا تتردد في ذكر من لهم فضل في شهرتها؟ ـ ولماذا لا نشيد بكل يد بيضاء تمتد لتساعدك او تشد من ازرك، هل من الصعب ذكر ذلك لانسان تشعر بأنه وقف معك، انا شخصيا ادين بالفضل لكثير من الاشخاص وهناك عائلتي التي كانت المشجع الاول في نيلي هذا الحب من الجمهور وزوجي الذي اضاف لشهرتي الكثير وابنتي التي استمد منها البراءة الطفولية وجمهوري الذي احني له رأسي تقديرا وعرفانا بوقوفه معي ووسائل الصحافة والاعلام والصحفيين الذين كان لهم دور كبير في تعريف الجمهور بديانا حداد، كلمة حق لماذا نتردد في قولها. ـ هل يمكن القول ان اغانيك تعبر عن حياتك؟ ـ الفنان مرآة للجميع ولابد في ان يعكس كل القضايا التي يعيشها اما الاحداث الشخصية ايا كانت درامية ام كوميدية فهي في الغالب «خصوصية» والبعض لا يجب ان تجسد من خلال مشهد مصور او قصيدة ولكن هناك قضايا متشابهة يرى كل واحد انها تعبر عن ذاته لذلك الاغنية هي تجسيد لقطاع كبير وليس لفرد واحد فقط والرد على سؤالك هناك اغان يمكن ان تلامس من قريب او بعيد حياة هذا الفنان او ذاك ولكنها في الاخير هي ترجمة لاحاسيس ومشاعر الكثير من الناس. الخصوصية نقاط حمراء ـ في حياتك الشخصية مشاهد كثيرة لا ترين ضرورة للتحدث عنها لكن ماذا عن تعاملك اليومي مع الآخرين؟ ـ لكل فنان حياته الخاصة وهذا ينطبق ايضاً على اي انسان في اي مركز كان، والحياة الخاصة لا اعتقد من الجيد الحديث عنها واذا كان هناك من يرى ان من حق الجمهور ان يعرف كل شيء عن فنانة او مطربة فإن الامر يختلف في بيئتنا العربية لكونها بيئة محافظة وذات تقاليد يغلب عليها الخصوصية، تعاملي مع الآخرين نابع من كوني انسانة قبل ان اكون فنانة لها جمهورها واتعامل بحسن النية وبطيبة خاطر واعتقد ان الجميع لمس ذلك من خلال التواصل مع الجمهور والقراء ومع الذين يرون الحياة بعين التفاؤل والمحبة. ـ هل تبدي ديانا رأيا في اعمالها الخاصة اثناء التصوير؟ ـ عندما ارى ذلك ضروريا وان رأيي سيكون مؤثرا ولصالح العمل ولكن في الغالب اترك المجال لمن هو اكثر خبرة وتجربة مني فمثلاً اثناء تصوير اغنية بطريقة الفيديو كليب تكون الكلمة الاخيرة للمخرج لانه الاقدر على فهم الجانب الفني والجمالي. ـ هل نجاح اغنية لمطرب آخر يسبب لك ضيقاً؟ ـ هذه انانية مفرطة ومن يتضايق من نجاح غيره لا يمكن ان ينجح او يقدم شيئاً جميلاً في الحياة، وانا بطبعي اسعد كثيرا لاي نجاح يحققه الزملاء في الوسط الفني بل اكثر من ذلك سعادتي تكبر حين ارى ان احداً من الذين اعرفهم قد حقق نجاحاً في حياته بصرف النظر عن المجال الذي تحقق فيه النجاح، كلمة اتضايق لا يوجد لها مكان في نفسي الا متى شاهدت موقفاً يعكس صورة الحياة الجميلة مثلاً انسان يتعامل مع جمال الطبيعة بلا مبالاة هنا فقط اشعر بضيق. ـ صوفي ابنة السنوات الست هل تعني لك اشياء في حياتك؟ ـ عندما انظر اليها واتأملها استعيد كل سنوات عمري في دقيقة واحدة فهي البراءة والطهارة وهي الامل والمستقبل ولذلك فأنا اعيش معها وباستمرار هذه الاجواء اجواء الطفولة البريئة والتصرف التلقائي وصوفي تعني لي اشياء كثيرة فهي الحنان والحب والاحساس المشترك الذي يجمعني بأبيها الفنان المخرج سهيل العبدول. ـ ديانا حداد ماذا تريد ان تقوله في نهاية هذا الحوار؟ ـ اقول انني استعد حالياً لتنفيذ اعمالي الجديدة وآمل ان تكون عند مستوى التحدي خاصة وان الاعمال الجديدة متميزة بافكارها ورؤيتها الشعرية والتلحينية وإلى لقاء آخر