لا تعد هذه المرة الأولى التي تستغل فيها هوليوود نجاح أحد أفلامها، لتقديم سلسلة متكاملة منها، كما حدث مع فيلم "ولفرين"، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، ويلعب بطولته الممثل الأميركي المعروف هيو جاكمان، والذي قدم لنا فيلماً عميقاً في قصته ومثيراً بأحداثه، وبليغاً في رسائله من أبرزها عدم الإيمان بخلود الحياة، وأن الإنسان مهما عظمت قوته يبقى من لحم ودم، يؤلم ويتألم.
مدينة ناغازاكي
وحتى يتمكن من وضعنا في صورة الأحداث، يعود بنا المخرج جيمس مانغولد في بداية الفيلم، إلى الحرب العالمية الثانية، عندما قامت الولايات المتحدة الأميركية بضرب مدينة ناغازاكي اليابانية بالقنبلة النووية، حيث يقوم "لوغان" (يجسد دوره الأميركي هيو جاكمان) بانقاذ ضابط ياباني يدعى "ياشيدا" من الموت، وبعد مرور سنوات، يحاول "ياشيدا" الذي يكون على فراش الموت، رد الجميل لـ "لوغان" بدعوته إلى مسقط رأسه لوداعه، وهناك نرى أن كيف تشتبك مخالب "لوغان" العنيفة والصلبة مع مهارات الساموراي، كما يواجه "لوغان" في رحلته الشاقة بعضاً من الشخصيات الغامضة وأعدائه السابقين، الذين يشتبك معهم في معارك ملحمية مثيرة وملآى بالحركة.
متعة جديدة
المتابع لفيلم "ولفرين" الجديد والذي يمثل استكمالاً للجزء الأول الذي عرض في 2009، ويستعرض فيه قصة حياة "لوغان" والتي كان بطلها أيضاً هيو جاكمان، بلا شك أنه سيجد متعة كبيرة فيها، لا سيما وأن أحداث الفيلم تنتقل هذه المرة من الأراضي الأميركية إلى الديار اليابانية، لنطل من خلالها على طبيعة تركيبة المجتمع الياباني وتعقيداته، كما نطل أيضاً على تقاليد الساموراي ومدى أهميته في الفكر الياباني، ليخرجنا الفيلم من عقدة القوة الأميركية وكل ما يتصل بها، رغم أن البطل هنا هو أميركي يحارب في اليابان. ولذلك يمكن اعتبار أن هذا الفيلم يعد نقله نوعية في سلسلة "ولفرين"، فقد باتت القصة أكثر عمقاً وتعقيداً على عكس أفلام السلسلة السابقة، فضلاً عن ذلك فدخول "لوغان" في صراعات واختبارات عديدة وخصوم مختلفين قد أعطى الفيلم عمقاً وجمالاً أكبر من السابق.
صدارة
وبعيداً عن أحداث الفيلم، فقد تمكن هيو جاكمان والذي رشح لجائزة الأوسكار في دورتها 88 الأخيرة لفئة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم "البؤساء"، من تجسيد دوره بشكل لافت، ساهم إلى حد كبير في انجاح الفيلم ووضعه في صداره شباك التذاكر الأميركي إبان عرضه نهاية يوليو الماضي في دور السينما الأميركية، ليحصد حتى الآن أكثر من 335 مليون دولار حول العالم، علماً بأن ميزانية الفيلم قد بلغت 120 مليون دولار فقط.
وبالمقارنة مع فيلم "نهوض فارس الظلام" الذي يعد آخر أجزاء سلسلة باتمان، نجد أن نهايته تظهر لنا موت باتمان، أما في هذا الفيلم فقد اختتم مانغولد الفيلم بمشهد يؤكد استمرار حياة "لوغان"، ليبدو ذلك إشارة إلى وجود أجزاء جديدة من سلسلة ولفرين. جزء جديد
تستعد شركة فوكس القرن العشرين المنتجة لهذا الفيلم، لإنتاج جزء جديد من هذه السلسلة، تحت عنوان(X-Men: Days of Future Past) ويتوقع أن يصدر في صيف