بطاقة
بطولة: هاريسون فورد، ديسي ريدلي، جون بوييغا
إخراج: جي جي أبرامز
التقييم: ★★★★علامة كاملة
ستار وورز أو حرب النجوم أصبحت اليوم جزءاً من التاريخ الأميركي والسينمائي وتاريخنا الشخصي كأفراد، فهي جزء من ذاكرتنا نحن الذي شاهدناها للمرة الأولى منذ 20 عاماً أو أولئك الذين شاهدوها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أو أبناؤنا الذين يشاهدونها بحلتها الجديدة اليوم.
أفلام ستار وورز تحكي القصة الإنسانية الكلاسيكية لكل أفراد العائلة، هي ذاتها القصة التي نشاهدها عبر نشرات الأخبار أو كتب التاريخ، فالصغير الذي لا يفهم ما يجري في العالم سيفهمه في ستار وورز بأسلوب غير مباشر. لو فككنا معادلة أفلام حرب النجوم سنجد أمامنا عنصرين: الإمبراطورية الطاغية التي تريد السيطرة على المجرة، والمتمردين الذين يرفضون منطقها السلطوي ويسعون للعيش بحرية وسلام.
إسقاط
لو أردنا البحث خلف جورج لوكاس مؤلف السلسلة ومبتكر شخصياتها ووضعنا تلك العناصر في السياق التاريخي الذي عاشه المؤلف سنجد إسقاطاً مباشراً على حرب فيتنام كونه عاصر آلام الهزيمة الأميركية على يد ثوار الفييت كونغ خصوصاً أن الفيلم الأول (الحلقة 4) جاء بعد عامين من خروج أميركا من فيتنام.
ثم نرى لوكاس يعيد تقديم السلسلة مرة أخرى من زاوية جديدة، وعندما نبحث عن إسقاطاته في الواقع السياسي نرى أن أميركا شنت حرباً على العراق واحتلته، وخرجت بنفس الطريقة تقريباً منهكة ومتألمة إلى أن وصلت إلى حالة الانكفاء اليوم.
فيلمنا بعنوان «القوة تستيقظ» وتبدأ أحداثه بعد 30 عاماً من هزيمة الإمبراطورية التي انهارت وانكفأت وقام على أنقاضها ما يعرف بـ «النظام الأول».
القائد الأعلى سنوك «آندي سركيس» خلف الإمبراطور بلاباتين وخادمه المطيع الجنرال الشرير كايلو رين (آدم درايفر) يخوضون حرباً ضد المقاومة بزعامة الجنرال ليا أورغانا (كاري فيشر)، هي الأميرة نفسها من الجزء 6، المدعومة من قبل جمهورية المجرة للعثور على شقيقها لووك سكايووكر (مارك هاميل) المختفي منذ هزيمة الإمبراطورية.
مجزرة
طيار المقاومة بو داميرون (أوسكار آيزاك) يلتقي بمسن يدعى لور سان تيكا (شخصية مستوحاة من أوبي وان كينوبي والممثل يشبه كثيراً الراحل آليك غينسز) على كوكب جاكو، وهو المشهد الذي صور في العاصمة أبوظبي للحصول على خريطة تؤدي إلى موقع سكايووكر.
بعد ذلك يصل جنود القائد الأعلى للكوكب للحصول على الخريطة نفسها لكنهم يرتكبون مجزرة بحق السكان ويدمرونها ويلقون القبض على داميرون الذي يخزن الخريطة في ذاكرة روبوته بي بي 8 ويدفعه للهروب.
يلتقي بي بي 8 مع بائعة خردوات ري (ديسي ريدلي) التي تقرر أخذه معها وتنشأ بينهما صداقة. ينشق الجندي إف إن 2187 الملقب فين (جون بوييغا) عن النظام الأول بسبب تألمه من المجزرة وتيقنه من طبيعة النظام الشرير فيقرر الالتحاق بصفوف المتمردين ومحاربة رين وقائده سنوك ويكفينا سرداً هنا.
ذكاء
من النادر هذه الأيام أن نجد جزءاً من سلسلة ما غير الأول يلاقي نجاحاً كبيراً وشاهدنا كيف أخفق المدمر شوارتزينيجر في الجزء الخامس والأسوأ ودون الخوض في أمثلة أخرى بإمكاننا القول إن هناك فيلمين فقط حققا نجاحاً ساحقاً هذا العام على صعيد القصة والإقبال الجماهيري لأنهما كتبا بالطريقة الذكية نفسها، هما ماد ماكس وحرب النجوم هذا. لماذا؟
السبب أنهما كتبا ليكونا جزءاً مكملاً وفي الوقت نفسه أضافا جديداً جيداً على القصة الأصلية، وكذلك استعاروا أهم عناصر الأجزاء السابقة دون الإخلال بمعادلتهما، والفرق بينهما أن منفذ الأول جورج ميلر عاد ليصنع جديد السلسلة ومنفذ ومؤلف الثاني جورج لوكاس غاب لكنه اشترط أن يصنع فيلمه جي جي أبرامز.
الأخير استفاد كثيراً من خبرته في تنفيذ أحد أفلام ستار تريك وهي سلسلة مشابهة نوعاً ما لحرب النجوم واستفاد كذلك من النجاح الكبير لمسلسله التلفزيوني الغامض لوست ليوظفها في القوة تستيقظ ويجعل منه أحد أفضل أفلام العام من كل الجوانب.
رصد
المشهد الكلاسيكي في هذا الفيلم كان لحظة دخول المهرب هان سولو (هاريسون فورد) ومرافقه ذو الشعر الكثيف تشوباكا (بيتر ميهو)، ومن الواضح أن أبرامز خطط لدخولهما بصورة جميلة ودفع الاثنين داخل المشهد دون مقدمات فهما بالتأكيد ليسا بحاجة لذلك.
المشهد استدعى تصفيقاً من عشاق السلسلة رصدناه في الصالة ودموعاً استدعتها النوستالجيا من آخرين في أميركا (وفق تقارير إخبارية) كبروا مع سولو-فورد الذي ظهر بتجاعيده على الشاشة.
4
حرب النجوم عاد بقوة كما عهدناه وجورج لوكاس رغم غيابه أثبت أن 4 عقود لم تؤثر نهائياً في عبقريته، فها هي شخصياته تتقاتل بنفس السيوف الضوئية Lightsaber من السبعينات ولم يقل أحد بأنها تقنية من الماضي، وأبرامز ظل وفياً للمعادلة والفكرة والموضوع ما جعل ستار وورز ليس فقط فيلماً للعائلة بل فيلماً للأجيال الماضية والحالية.