"مجرد لهجة أخرى" فيلم وثائقي إماراتي وجد طريقه إلى مهرجان كان الدولي السينمائي في دورته السبعين ليعرض ضمن ركن الأفلام القصيرة على هامش المهرجان، ويعرض الفيلم قصة فرح القيسية، مؤسسة مبادرة "التلعثم في الإمارات،" وهي مبادرة اجتماعية تهدف إلى دعم الأشخاص المتلعثمين وزيادة الوعي في المجتمع عن التحديات التي يواجهها هؤلاء الأشخاص.
يوّثق الفيلم، وهو من إنتاج وإخراج خديجة قدسي وسامية علي، حياة فرح لمدة 6 أشهر مسلطًا الضوء على التحديات التي واجهتها في رفع الوعي ومساندة من حولها.
وقع الاختيار على "مجرد لهجة أخرى" للمشاركة في ركن الأفلام القصيرة في الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو واحد ضمن 14 فيلماً قصيراً وقع الاختيار عليها لتمثل الإمارات من إجمالي 1870 فيلما قصيرا من مختلف أنحاء العالم.
الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة كان قصيراً في مدته الزمنية إلا أنه طويل وعميق في مدى إلهام رسالته الإنسانية والاجتماعية.
تضمن الفيلم مشاهد متعددة من حياة بطلته " فرح القيسية" ليبدو وكأن المشاهد قد انتقل للعيش معها ليطلع على كل التفاصيل اليومية التي تقوم بها خصوصاً تلك المهمة التي تسخر نفسها من أجلها لتقدم يد المساعدة للأخرين سواء عبر إعطاء محاضرات أو إدارة ورش عمل مختلفة.
وقالت خديجة مقدسي مخرجة الفيلم إنه تم تصويره ما بين أبوظبي والعين وبعض المناطق الصحراوية، وامتدت المشاهد والأحداث 4 ساعات، إلا أن الفيلم تم اختصاره ليصبح 15 دقيقة فقط ليتماشى مع شروط مهرجان كان للأفلام القصيرة.
الملفت بخصوص هذا الفيلم حسب القائمين عليه هو شجاعة فرح القيسية التي مكنتها من سرد قصتها على الشاشة دون أي تردد، كمحاولة منها لأن تصبح القصة دافعاً يجعل أشخاصاً متلعثمين يخرجون الى المجتمع والتعامل معه دون أي خجل باعتبار أن التلعثم مجرد لهجة أخرى ليس إلا.
الإخراج كان مناصفة مع سامية علي التي أعربت هي الأخرى عن سعادتها بالاشتراك في هذا العمل الإنساني الذي يكمن سر نجاحه في أنه يلامس الواقع، وبذلك فإنه سيكون قريباً من قلب المشاهد.
كانت فرح القيسية قد بدأت مشوارها منذ عام 2013 من خلال مبادرة "التلعثم في الإمارات"، والتي عملت على أن تكون عبارة عن منصة لرفع التوعية لدى المتلعثمين والمجتمع المحيط بشأن أهمية التعامل مع التلعثم بشكل إيجابي وتقبله لتستمر الحياة دون أي عوائق.