«ثم ماذا بعد؟» فيلم إماراتي قصير يتناول أحوال المتقاعدين ويحكي قصصهم خلال يومهم الطويل، وقد سعى المخرج السينمائي حمد صغران إلى تطوير الصورة السينمائية بالتقارب بين أفكاره وقصة الفيلم.
حيث قدم الفيلم في إطار وثائقي درامي، ويشارك بالعمل مجموعة أشخاص من الحياة الواقعية، وهو من بطولة منصور الفيلي، وكتب النصوص الأدبية ناصر البكر الزعابي، وبدعم من «مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة»، وقد نال فرصة تقديم الفيلم في عدة مهرجانات، ولكن جائحة كورونا أجلت عرضه في عدة مهرجانات، وذلك لتأجيل الكثير منها، وسينطلق الفيلم قريباً للمشاركة في عدة دول مختلفة.
هواجس
«البيان» التقت المخرج السينمائي حمد صغران والحائز منحة مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية، حيث قال: «ثم ماذا بعد؟» فيلم يتحدث عن شخص يدعى بو سالم وهو متقاعد حديثاً، يبدأ يومه بخواطر وهواجس وأسئلة عن حياته القادمة بعد التقاعد، يناقش الفيلم الأبعاد الحيوية والاجتماعية والنفسية والصحية والوجودية لحياة المتقاعد من خلال جولة بو سالم في المدينة لملاقاة أصدقائه القدامى، يدمج الفيلم بين الطرح الوثائقي في إطار درامي فني.
وأضاف: الرغبة والمأمول أن يصل الفيلم إلى أكبر عدد من البلدان على مستوى العالم، وذلك للعديد من الاعتبارات وأهمها تمثيل الدولة في محافل السينما عالمياً وتسليط الضوء على ثقافتنا وحياتنا كإماراتيين بشكل يظهر قيم الإنسانية والتسامح التي نشأنا عليها من خلال الفن السابع، وكذلك الاعتبار الفني وهو جانب مهم وهو عرض مواهبنا المحلية في الإخراج وإبرازها عالمياً.
15 مهرجاناً
تم تقديم الفيلم في أكثر من 15 مهرجاناً حول العالم، وجارٍ التقديم في المزيد أيضاً، والجدير بالذكر أنه تم تقديم الفيلم في مهرجانات سينمائية في أمريكا الجنوبية ودول آسيوية، وكانت ظروف جائحة كورونا المستجد في مصلحة الفيلم، حيث ساهمت في تأخير وتأجيل بعض المهرجانات المهمة الأمر الذي ساعدنا على الانتهاء من تسجيل الفيلم.
وأشار إلى أن العرض الافتتاحي لفيلم «ثم ماذا بعد؟» كان ضمن مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية في فبراير الماضي، والذي تقوم عليه مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة في رأس الخيمة، وكان العرض الأول متميزاً، حيث ملأ الجمهور القاعة وفي نهاية العرض كان انطباع الجمهور إيجابياً عن الفيلم.
دعم
يؤكد صغران أن وجود الدعم المادي من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة له تأثير إيجابي كبير في صناعة الأفلام، وخاصة أن الأفلام تحتاج إلى إمكانات فنية مثل المعدات وكاميرا التصوير والإضاءات، ولكن دائماً ما تكون هناك منفعة متبادلة في هذا الدعم وهذا حق طبيعي للداعم الذي قد يرتجي من هذا الدعم دعايات أو إعلاناً وبالذات الشركات الخاصة، أما بالنسبة للدعم من الجهة الحكومية فهي في الأغلب تدعم الفيلم مادياً للمساهمة في النهوض بالحركة السينمائية ولا ترتجي أي مردود إعلاني ومادي كالذي حصل معي في فيلم «ثم ماذا بعد؟».
الذي تلقى دعم وتمويل مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، التي من خلال برامجها في دعم الأفلام والفنون تستنهض الطاقات وتحفز المبدعين من خلال هذا التمويل والدعم، وهناك نقطة مهمة في موضوع الدعم ألا وهي أن يكون الدعم في خدمة العمل الفني من دون أن يؤثر في المحتوى الفني من خلال اشتراطات واعتبارات تتعلق مثلاً بالدعاية أو تغيير الأفكار، ما قد تؤثر في المنتج الفني النهائي.
حذر
بصورة عامة عن الأفلام يقول: أنا حذر جداً بخصوص طرح أي تجربة في قاعات السينما وللجمهور العام، وذلك لاعتبارات كثيرة جداً، مستوى الوعي الفني في السينما وخاصة السينما الفنية والذي يحتاج للكثير من تراكم الخبرة ومشاهدة المتلقي، وبالنسبة للسينما التجارية فهي طريق مشروع للوصول إلى المشاهد المحلي، شرط أن يكون الفيلم غير مبتذل أو سطحي، وقد كانت لي مشاركات خارجية عدة وكثيرة، ومنها مهرجانات في الهند وعروض ومهرجانات في إسبانيا ثم مهرجان بولندا وهذه جميعها تخص تجربتي السينمائية السابقة.
خطوة
وعلق المخرج السينمائي حمد صغران على دخول الأفلام الإماراتية منصات عرض الفيديو حسب الطلب سواء كانت «نت فليكس» أو غيرها، وهي كثيرة جداً حول العالم وهي خطوة جيدة جداً، وهي تساهم في وصول الفيلم الإماراتي إلى أكبر شريحة من الناس، بشرط ألا يخضع الفيلم إلى أي إملاءات من قبل منصة العرض تؤثر في المحتوى الفني الخالص، بحيث يتعرض صانع الفيلم للتخلي عن المبادئ التي يؤمن بها في سبيل دخول عمله منصة معينة.