أنا لا أتكلم هنا عن المرأة التي أجبرتها الظروف (الطلاق ــ وفاة الزوج ــ سفر الزوج) على أن تكون هي رب البيت وتتحمل مسؤولية الأسرة كاملة وتلبية جميع احتياجات أطفالها من رعاية واهتمام وتربية ورغم ذلك يأتيها أوقات كثيرة تتمنى من داخلها أن يكون رب الأسرة الحقيقي متواجدا معها لكي يتحمل عنها هذه المسؤولية الكبيرة، ولكن تتحمل وتصبر وتكافح في الحياة من أجل أطفالها وترى في النهاية ثمرة كفاحها عندما تكبر الأطفال ويصلون إلى بر الأمان. ولكن أتكلم هنا عن امرأة تكون رب الأسرة ومتواجدا معها زوجها ولم تجبرها أي ظروف ولم تكن أبدا مضطرة ولكن تتقمص دور الرجل بمحض إرادتها نراها هي المسيطرة وهى الحاكم في البيت الكلمة كلمتها. والرأي رأيها تتحكم وتسيطر على الأسرة كلها كيفما تشاء وهذه المرأة في مقابلها رجل منكسر من الممكن أن تكون طيبته الشديدة جعلته يظهر بمظهر الرجل السلبي الذي ليس له حول ولا قوة أمام زوجته.

ولكن اذا كان الزوج ارتضى هذا على نفسه وهي ارتضت أن تسترجل وتلعب دور الرجل فما ذنب أطفال هذه الأسرة هم سيكونون ضحية لهذه الأم , تهميش دور الزوج في الأسرة وإلغاؤه ليس بالأمر الهين على الأطفال سيعود عليهم بالضرر النفسي لا محالة.

الابن من الممكن أن تسيطر الأم عليه ويكون صورة طبق الأصل من الأب في كبره وإذا لم يرتض هذا الأمر سيكون منكسرا مشتتا نفسيا بين تعاطفه لوالده ورفضه لسلوك والدته والحيرة لمن ينتمي لأب منكسر أو لام مسيطرة من سيكون قدوته وهل يلقي باللوم في النهاية على والده لأنه ارتضى على نفسه ذلك

أم سيلقى اللوم على والدته على الخلل الذي حدث للأسرة بسببها. الابنة ممكن أن تتحول إلى صورة طبق الأصل من والدتها وبذلك حكمت الأم عليها بالفشل في حياتها في الكبر لان ليس كل الرجال من يقبل على نفسه هذا الأمر أو ترفض سلوك والدتها والبنت متعارف عليها الحنية لوالدها والعاطفة من الصغر إلى والدها ستتعاطف مع والدها وتكون دائما في صفه ومع الوقت يتحول إلى ضرر نفسي يؤلمها لأنها من الممكن أن تكره تصرفات أمها إلى درجة تتمرد على والدتها لا محالة أن الضرر النفسي سيعود على أطفال هذه الأم المسيطرة.

أتذكر أن زميله لي حدثتني يوما أن والدتها من النوع المسيطر في البيت وعندما تقدم لزميلتي شخص رأت فيه أنه إنسان تتمناه أن يصبح زوجا لها وفى جلسة التعارف بين الأسرتين كانت والدة زميلتي هي التي تتكلم وتتناقش وتحدد في وجود الأب وهذا التصرف لم يعجب أهل العريس ولكن لم يخبروهم وذهبوا بلا عودة.

وفهمت زميلتي السبب وتمنت وقتها أن يكون والدها قادرا على أن يكون صاحب الكلمة الأولى في زوجها أمام أهل عريسها القادم؟ هذه المرأة موجودة بالفعل في الواقع حتى وإن لم تصبح ظاهرة ولكنها متواجدة ولن تستقيم الحياة الزوجية أبدا إلا أن يكون الرجل داخل بيته رجلا والمرأة تكون داخل بيتها أنثى بكل ما في الكلمة من معنى ولكن ما الأسباب التي تجعل امرأة تحيد عن طبيعتها التي خلقت عليها وما الأسباب التي تجعل رجلا منكسرا ليس له حول ولا قوة مغلوب على أمره داخل بيته.