في جلستها الرمضانية الثالثة، التي التأمت مساء أول من أمس في مقرها بالشارقة، كرمت فرقة مسرح الشارقة الوطني كوكبة جديدة من الفنانين الإماراتيين، الذين أسهموا في تشييد البناء المسرحي والدرامي في الإمارات، حيث عاد المشاركون في هذه الجلسة بالذاكرة إلى بدايات العمل المسرحي والدرامي في الدولة، والذي لم يخل من صعوبات تكسرت على صخرة إرادة هذا الجيل من الرواد.
تقدير جهود
ويأتي هذا التكريم، الذي حضره محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة وأحمد الجسمي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، في سياق مسعى يهدف إلى تقدير جهود هؤلاء الفنانين، الذين أعطوا الكثير للحركة المسرحية والدرامية في الإمارات في لحظة تاريخية حرجة كان العمل في هذا الميدان خلالها من الأمور الغريبة والمستهجنة على المجتمع، وقد روى بعض المكرمين بعض مشاهداتهم ومعايشاتهم لفترة البدايات والتأسيس التي خلت من أشياء كثيرة ما عدا إرادة هذا الجيل من الفنانين الذين مهدوا الطريق أمام نظرائهم من الأجيال التي سارت على خطاهم.
فرق مسرحية
من جانب آخر، أعرب الفنان أحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الشارقة الوطني، عن سعادته بهذا التكريم وامتنانه للمكرمين، الذين قال انه تعلم الكثير منهم ولا سيما من الفنان سعيد النعيمي وقال الجسمي: (قد قضيت جزءا لا بأس به من عمري المهني تحت إشراف ورعاية هذا الفنان الكبير، الذي كان يحرص على حضور التدريبات والعروض المسرحية كي يتسنى له اختيار فنانين للعمل في التلفزيون، الذي كان يشكل طموحا بالنسبة للممثلين المسرحيين).
كما تحدث الجسمي، الذي قام الفنان عبد الله المناعي بتكريمه في نهاية الجلسة أيضا، عن أرشيف مسرح الشارقة الوطني، موضحا أن هذا الأرشيف كان يعتمد على كاميرا متواضعة سجلت الكثير من الأحداث المسرحية المهمة وولدت مجموعة من الأشرطة التي كانت يمكن أن تهتري وتضيع لولا مبادرة مجموعة مسارح الشارقة، التي أطلقت من خلالها مشروع الحفاظ على أرشيف، وكشف الجسمي أن المجموعة على استعداد لإطلاق مشاريع مماثلة بغية الحفاظ على أرشيفات فرق وفنانين مسرحيين آخرين. وأكد بن جرش على أهمية اللقاءات، التي تعقدها فرقة مسرح الشارقة الوطني في التواصل بين الفنانين والفرق المسرحية الأخرى في الدولة، لما تشكله من مرجعية من شأنها تأمين التواصل بين الأجيال.
بواكير عمل
ومن الأصوات الذي لا يزال صداها يتردد من بواكير العمل المسرحي في الإمارات، يأتي صوت محمد حمدان بلخادم، الذي عبر في الجلسة عن شعوره بالفخر لما آلت إليه فرقة مسرح الشارقة الوطني، مؤكدا أن ذكريات التأسيس تنطوي على الكثير من المعوقات، حين كان من غير المستحب اجتماعيا الاشتغال في المسرح، وحين كان عدد الكادر المسرحي قليلا وكانوا يواصلون الليل بالنهار قبل أن يصل مسرح الشارقة إلى هذا المستوى الرفيع، وقبل أن يصبح هناك مواسم مسرحية وأصبح هناك إمكانية للمنافسة في الوطن العربي.
وأجمع المشاركون في هذه الجلسة الرمضانية، على أن المسلسلات التلفزيونية المحلية باتت تفتقر إلى اللهجة المحلية، كما دعوا إلى إعادة إحيائها في سياق معالجات جادة لقضايا أساسية في المجتمع.