يقودنا الحديث عن المسرح، في مختلف تجلياته ومفرداته، الى دراسة ومناقشة اداة الحوار والنص فيه، وهي قالب اللغة ونمطها، وينسحب ذلك الى تجسيد وعكس القضية على طبيعة الامر وابعاده في المسرح الشعري. إن هذه النقطة المفصلية، في عوالم المسرح، مثلت عمليا، جوهر حديث دار بين «البيان» والمسرحي الدكتور هيثم الخواجة، أحد أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان دبي لمسرح الشباب، حيث اكد ان استعمال اللغة العربية الفصحى، ركيزة وأسا في صلب المسرح عموما، وخاصة الشعري منه، والذي تعد ضمنه، ضرورة نوعية.

 

استخدام

واعتبر الخواجة انه من أجل استخدام الشعر في المسرح، وتفعيله على المستوى المحلي، فإنه يجب أن نؤمن بضرورة استخدام العربية الفصحى في كتابة النص للمسرح. ولفت الى ان الملاحظ في الطرح المسرحي المحلي، حالة العزوف في هذا المجال عن استعمال العربية الفصحى، بحكم النظرة اليها على انها صعبة ومعقدة ومربكة، أو لا تعبر عن خلجات النفس، مثل ما تفعل اللهجة العامية. وتابع الخواجة ان اللغة العربية الفصحى، تمثل هوية الإنسان العربي، وهي صورة ومضمون براق لهويتنا في عوالم المسرح بشكل قوي، وبذلك فإنه لابد من استثمارها لمزج وتوحيد مفردات العمل الثقافي والمجتمعي العربي، لتكون الناقل الامين، في شتى صنوف الابداع، لهموم العرب وتطلعاتهم وتوجهاتهم.

وبين الخواجة ان الاستخدام الدائم للعامية في المسرح، يسهم في ابعاد الكثير من العروض المسرحية عن مختلف المحافل واللقاءات العربية، كونها تكون مفهومة في احد الاقطار العربية، وغير مفهومة في آخر.

واضاف «جلس بجانبي اثنان من كبار المسرحيين العرب، خلال احد العروض المسرحية المحلية، واخذا يسألاني طوال فترة العرض، عن معنى ما يقال، وهو ما يطلعنا، عمليا، على مدى وطبيعة الفجوة اللغوية بين المتلقي العربي والخشبة المحلية». وختم مشيرا الى انه عندما يتحول المسرح، وبصورة كلية، إلى استخدام العامية البحتة، نصل إلى التثبت من يقين كونه بعيدا تمام عن قيمة الادب والفكر، ورؤى تأثيرهما ودورهما.