المناظر الموسمية والطواف في الطبيعة، عنوان معرض فني يحكي جماليات الطبيعة ورؤى دلالات اللون، في روض الامارات وقيم دبي وعوالمها، من خلال 35 لوحة فنية متقنة، للفنان العراقي نبيل فهمي صفوة، حيث افتتحه محمد المر، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، أول من أمس، في غاليري (كورت يارد)، وتستمر فعالياته الى 5 من نوفمبر القادم.

 

فن التأمل

(يعتقد الكثيرون أن الطبيعة الإماراتية ما هي إلا صحراء قاحلة لا تحتوي إلا الرمال). هكذا يقول الفنان نبيل فهمي صفوة، مبتسماً، في شرحه لرؤى معرضه ودلالاته. ويكمل حديثه: (هؤلاء لا يعرفون التأمل في الطبيعة، وربما يعود ذلك إلى الحياة السريعة التي لا تسمح لهم بالتأمل، وقد أتاح لي التأمل أن اكتشفت خلال عشرة أعوام، عمر هذه اللوحات المعروضة، لأتعرف على أن هذه الطبيعة زاخرة بكل الألوان والأشكال والنباتات، ولكننا لا نراها من أول وهلة). وعقب محمد المر، على حديث الفنان، خلال الجولة في المعرض: (قلما نجد مثل هذه اللوحات في الفن العراقي، إنها تتضمن جرأة فنية نادرة في النظر إلى الطبيعة والاستيحاء منها، كما انها أعمال تجريدية يصعب على المتلقي العادي أن يستوعبها، لأنها تنتمي إلى عالم من التخيل الفني يختلف عن ما هو سائد، فهو كسر للقوالب الجاهزة، وغالبية الرسامين يكررون عالمهم، لكننا نجد لوحاتك تتميز بعالمها الخاص، ولذلك تحتاج هذه اللوحات إلى: تذوق، تأمل، مزاج، حرارة، رومانسية. لأنها ببساطة نظرة مختلفة عن الطبيعة.. نظرة طازجة إلى الطبيعة في أصالة وخصوصية نادرتين).

 

ألوان الوقت

تتحدث صور لوحات المعرض، عن المشاهد الطبيعية في أمكنة عديدة بالدولة، بألوان غنية يلتقطها الفنان مع الفجر: في الصباح الباكر، مع الغروب، شتاء ربيعاً وصيفاً. وهي بالمجمل تعكس دفء الطبيعة وجمالها. وتبحر بالزائر نحو عالم لا محدود من الخيال والإبداع. وحول ذلك يقول الفنان صفوة لـ (البيان): (رسمت هذه اللوحات، مستمتعاً بجمال الصحراء وسحرها، واتساع البحر وغناه، ولاشك ان رسمها يتطلب نظرة حادة متأملة، تركز على أفق الصحراء والبحر، وعلاقتهما الجدلية. والأرض).

 

كشف للأزمنة

زائر المعرض يبحر في عالم هذه اللوحات، وكأنه يبحر في بلاد أخرى غير الإمارات التي نعرفها، لأن ما يراه الفنان لا يراه الزائر العابر. فما هو رأي الفنان؟

يقول صفوة بهذا الخصوص: (أتفق معك، إن هذه اللوحات تكشف اللا زمن، والعلاقة الدينامية بين الإنسان ومحيطه، وسطح الأرض وفوقها السماء بألوانها وغيومها ونجومها وكائناتها، تبعث سحراً خاصاً في الألوان والفضاء).

كيف رسم الفنان هذه اللوحات؟

(فعلت ذلك بطرق مختلفة، تم بها رسم هذه اللوحات، منها: التخطيطات، الاسكيتشات، والاخرى الجاهزة. وايضصا منها تلك التي من النظرة المباشرة، ومنها من الذاكرة).

يؤكد الفنان صفوة، انه قدم هذه اللوحات كشكر وعرفان للإمارات وأرضها، حيث يعيش عليها منذ أكثر من عشرة أعوام، باعثاً روح الفنان في تلال حتا وأمطار دبي وجبال الفجيرة وصمت خصب وأشجار الصحراء ونباتات البحر.