للوهلة الأولى تبدو رسومات الفنان السوري مهند عرابي للوجوه متشابهة إلا أنها غير ذلك في المعرض الذي يقيمه حالياً في ( أيام غاليري )، حيث تختلف بشروط ابداعها ومجموعتها اللونية وكذلك حالته النفسية. وحسب ذلك تتغيّر اللوحة ومضامينها من خلال الخطوط والحركة، حيث يتعامل مهند عرابي مع لوحاته بعفوية كاملة، وخاصة مع الخامة واللون.

يبدو الشكل مهيمناً على لوحاته، وخاصة أشكال الوجوه والرؤوس والملامح. وعندما سئل الفنان عن تلك الوجوه، وهو لم يتمكن من حضور معرضه، أجاب بأنه صنع هذه السلسلة من اللوحات، نتيجة ما يحدث في سوريا. ولذلك نلاحظ تركيز الفنان على العيون المفتوحة لشخصياته. وكذلك يلاحظ ازدياد الوعي الفردي. عادة ما تكون الوجوه صادمة لأنها تحتوي على قدر كبير من التعبير. وتتخلل هذه الرسومات مزيج من العواطف والأحاسيس. وهي شخوص لا تستطيع أن تنفصل عن الواقع لأنها تتفاعل معه، وكذلك الرسام يتفاعل معها بالألوان والضوء والظلال والدموع أيضاً، فاللوحة السورية تلاقي صدىً واسعاً في أي مكان تُعرض فيه، وهي مطلوبةٌ في كل دُور العرض العالمية.

مهند عرابي فنانٌ تشكيلي شاب وموهوب، حَظيّ بفرصة إثبات الحضور من خلال مسابقةٍ أقامتها غاليري أيام لاكتشاف المواهب الشابة ورعايتها. يغلب على الأطفال الذي رسمهم الفنان السوري يغلب عليها الحزن والسوداوية. وهو أمر طبيعي لفنان يعتبر الإنسان هو موضوعه الأزلي .

مهند عرابي من مواليد دمشق، سوريا عام 1977 . تخرّج من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2000. شارك في العديد من المعارض المشتركة ورشات العمل داخل سوريا وخارجها، منها معرض مشترك في قصر الإمارات في أبو ظبي 2007، كما أقام معارض فردية منها في (زارا غاليري) في عمّان الأردن. حصل على العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى في معرض الشباب في دمشق عام 2006. أعماله مقتناة في سوريا ولبنان والإمارات العربية المتحدة والأردن والسعودية وفرنسا وكندا وسويسرا.