أكثر من 300 تحفة نادرة يحتويها متحف دبي للصور المتحركة بمنطقة"تيكوم" في دبي، كانت نتاج مجهود أكرم مكناس، رئيس مجلس إدارة مجموعة "MCN"، الذي دفعه شغفه بالفن والسينما والثقافة للحصول على مقتنيات من طراز فريد من مختلف دول العالم، كألمانيا وأميركا والهند وفرنسا وبريطانيا وإندونيسيا غيرها، ليستعرض من خلالها تاريخ السينما منذ بداياتها.
غرفة عرض لمقتنيات المتحف، وكاميرات تصوير سينمائية قديمة، ورسوم الأفلام المتحركة، وصناديق "الفرجة" بأشكالها وأحجامها المختلفة، وأجهزة عرض على اختلاف أنواعها، و"بكرات" أفلام شارلي شابلن المتحركة، وقصاصات ورقية وقطع فنية برسوم مدهشة، وألعاب على هيئة كاميرات وأجهزة عرض وملصقات للأطفال خاصة بالسينما، وغيرها، ضمها المتحف الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مستعرضاً قصة تطور الصور المتحركة، وبداية التعرف على عالم الأبعاد الثنائية والثلاثية، والتي تم البناء عليها للوصول إلى آخر التقنيات التي نراها اليوم في صالات العرض.
يقدم المتحف تجربة بصرية ممتعة، لا يمكن أن ينساها الزائر، تتمازج فيها الإضاءة مع المرايا مع الفراغات التي تسمح للعقل باستيعاب التسلسل الطبيعي للمشاهد، ما يقدم انعكاس الأبعاد الثلاثية من خلال صور متقنة الرسم. كما يعرض رسوما ورقية فنية تحتوي على تسلسل لأهم الأحداث، كحفلات الزفاف الأسطورية للملوك والأمراء في السابق، ويضم المتحف شريطا بانوراميا لزفاف الملكة فيكتوريا، ويشعر من يشاهده بأنه كان أحد الحضور، إذ يبرز في هذا الشريط الورقي المتسلسل الجهد الكبير والحرفية في الرسوم، ما يجعلها كشريط توثيقي لأحداث تاريخية مهمة.
صندوق عرض
تنتمي أقدم قطعة في المتحف إلى عام 1750 م، وهي عبارة عن صندوق عرض يقدم انعكاسات لصور بأوقات مختلفة، ليلاً ونهاراً، من خلال التحكم بالإضاءة، التي كانت في ذلك الوقت عبارة عن شمعة أو إضاءة بالزيت. كل قطعة في المتحف، كانت شاهداً على ولع الناس تلك الفترة برؤية الصور المتحركة، وبالتحريك، والتسلسل الطبيعي للمشاهد، وكانت الجهود المبذولة في إنجازها واضحة وكبيرة، كل ذلك في سبيل توفير متعة بصرية لا تزيد مدتها عن دقيقتين لكل مشهد، وكان ذلك يمثل قمة الترفيه والمتعة للناس في تلك الفترة.
ويعد متحف دبي للصور المتحركة واحداً من المتاحف القليلة في العالم التي تركز على تاريخ الصور المتحركة، ويضم قطعاً نادرة لا توجد منها إلا اثنتان أو ثلاث على مستوى العالم، وهذا نتاج جهود كبيرة وسنوات طويلة تصل إلى أكثر من 30 عاماً قضاها أكرم مكناس في جمع هذه المقتنيات لاستعراض جزء هام من التاريخ، ورغبته في مشاركة مجموعته مع الجمهور، بهدف إثراء الحركة الفنية والثقافية في دبي.
قصة
يحكي هذا المتحف قصة تاريخ السينما منذ البدايات، ويعرض تقدم وتطور قطاع الترفيه المرئي منذ بدايته وصولاً إلى ظهور السينما في العصر الحديث، وترسم مقتنياته الملامح الأولى للفن السابع، فجميع القطع المعروضة فيه هي نسخ أصلية يعود تاريخها إلى ما بين ثلاثينيات القرن الثامن عشر والقرن العشرين، ويؤكد على أن الشغف بالسينما كان السبب وراء ولادة التقنيات السينمائية، ليشهد التاريخ على أن الفن هو من صنع التقنيات وليس العكس.