ماجد بن محمد يكرم 50 مؤسسة وفردا ساهموا في بنائها ودعمها

مكتبة دبي العامة تستعيد ذكريات 50 عاماً زاخــــراً بالمعرفة وحب الكلمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كرَّم سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون "دبي للثقافة"، بحضور معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ما يزيد على 50 من المؤسسات والأفراد الذين ساهموا في بناء ودعم مكتبة الرأس العامة، أول مكتبة عامة في إمارة دبي..

والتي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. جاء التكريم الذي أقيم صباح أمس في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، تقديراً لدعم هؤلاء الأفراد والمؤسسات في النمو الكبير الذي حققته "مكتبة دبي العامة" خلال السنوات الخمسين الماضية، ودورهم في الارتقاء بالنسيج الثقافي لإمارة دبي.

وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم: "شكلت "مكتبة دبي العامة" منذ تأسيسها قبل 50 عاماً منصة حيوية للحوار البنّاء وتبادل الأفكار بين أفراد المجتمع من مختلف الثقافات. ونكرّم اليوم جميع المؤسسات والأفراد الذين ساهموا بشكل فاعل في إرساء ملامح المشهد الأدبي لمدينة دبي من خلال تقديمهم كافة أشكال الدعم الممكن لمواصلة نقل الكلمة المكتوبة على مر الأجيال".

 وأضاف سموه: "تعيش دبي هذه الأيام لحظات تاريخية مهمة، فقد نجحنا بتعزيز مسيرتنا نحو المستقبل بعد الفوز باستضافة "معرض إكسبو الدولي 2020"، والتأكيد على قيمنا وتقاليدنا التي قادتنا لبلوغ مثل هذه الإنجازات. وستستمر هذه المساحات الإبداعية في تكوين بيئة حاضنة لأجيال المستقبل".

وقد تم التكريم في حفل استثنائي ضم رواد الأدب والثقافة والمساهمين في بناء وتأسيس مكتبة دبي العامة، والداعمين لها بتزويدها بالكتب ومصادر الثقافة، وشكلت هذه الكوكبة شاهداً على مرور خمسين عاماً من النجاحات والإنجازات، التي حققتها المكتبة، وليحصلوا على حقهم من التكريم لما قدموه من جهود في سبيل الارتقاء بالنسيج الثقافي لإمارة دبي.

بدأ الحفل بكلمة ألقاها الأديب عبد الغفار حسين، أحد الذين ساهموا في تأسيس مكتبة دبي العامة، حيث كان موظفاً في بلدية دبي التي أسست المكتبة، وغيرها من المكتبات في إمارة دبي، وأشار في كلمته إلى أن ما يميز أي بقعة في العالم هي مراكزها الثقافية والعلمية، وبدونها تعتبر البنية كتلة مادية جامدة لا روح فيها، وذكر أن أهل دبي أدركوا في وقت مبكر أهمية أن يوازي التطور الثقافي نظيره العمراني والتجاري..

وهذا ما جعل دبي اليوم مدينة ثقافية اقتصادية متميزة. كما أكد أن المكتبة أكثر من مجرد مكان يحتضن الكتب، بل هي ملتقى ثقافي فريد، يجمع طلبة العلم من مختلف الدول، ومنصة للاحتفال بالمناسبات المختلفة، ومنبع للثقافة، وحضن لجيل جديد على درجة عالية من الوعي.

المكرمون

ضمت قائمة المكرمين، الدول التي تم التواصل معها في أيام المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من أجل الكتب وغيرها من المصادر التحريريّة التي ساهمت بترسيخ الرؤية السديدة في إنشاء صرح أدبي رائد على مستوى المنطقة، ولا سيما مع إنشاء مكتبة الراس العامة، وهم المملكة الأردنية الهاشمية ، جمهورية مصر العربية، دولة الكويت، قطر، جمهورية السودان ومملكة البحرين.

كما شملت قائمة الأفراد المساهمين ببناء وتأسيس المكتبة كل من جمعة الماجد، علي بن عبد الله العويس، سلطان علي العويس، عمران بن سالم العويس، أحمد الموسى، محمد الموسى، مرشد العصيمي، علي العصيمي، سيف بن أحمد الغرير، عيسى صالح القرق، ناصر عبد اللطيف السركال، محمد هادي بدري، عبد الرحمن عارف، عمر علي حيدر، علي إبراهيم الصايغ، الدكتور مندودي، إبراهيم حمد عبيد الله، عبد الرحيم محمد علي، محمد وعبيد الملا، رحمة بن عبد الله الشامسي، محمد شريف، حاجي ميرزا الدشتي، الحاج ناصر انوهي، محمد القاز ، راشد بن أحمد بن لوتاه، عبيد بن ثاني، مير هاشم خوري، محمد عبد الرزاق بستكي..

وماجد الفطيم. كما تم تكريم المؤسسات الثقافية والمكتبات الأهلية، تقديراً لدورها الكبير في تفعيل الحراك الثقافي والأدبي في إمارة دبي، وهي مؤسسة سلطان بن علي العويس، مكتبة ومجلس جمال بن حويرب، ندوة الثقافة والعلوم، المجلس الثقافي البريطاني، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.

ولم يكن ممكناً تجاهل دور بلدية دبي التي أشرفت على بناء المكتبة وإدارتها منذ نشأتها عام 1963 إلى أن سلمت العهدة إلى "دبي للثقافة" عام 2009، إذ تم تكريمها والتصفيق لجهودها.

وشمل التكريم أيضاً بعض الشخصيات الثقافية التي قدمت خدمات جليلة في مجال الثقافة والأدب، كمحمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الأديب عبد الغفار حسين، محمد جاسم العريدي أمين المكتبة السابق، الريح عمر إبراهيم أمين المكتبة السابق، عتيبة عبد الله العتيبة ، أحمد أمين مدني، وكمال حمزة.

وتم تكريم المؤسسات الداعمة للحفل، وهي صحيفة "البيان"، يمثلها ظاعن شاهين رئيس تحرير صحيفة "البيان" والمدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، وقطاع القنوات في مؤسسة دبي للإعلام يمثلها أحمد سعيد لمنصوري المدير التنفيذي لقطاع التلفزيون والإذاعة بمؤسسة دبي للإعلام، ومن بينها "سما دبي"، ومؤسسة "السركال" يمثلها أحمد السركال، رئيس مؤسسة "السركال" الثقافية.

شهادات

التقت "البيان" عدداً من الشخصيات التي شاركت في الاحتفال باليوبيل الذهبي لمكتبة دبي العامة، وكان لها دور فعال في الارتقاء بالحركة الثقافية في الدولة، والذين أكدوا على أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة لدورها في دعم الثقافة، وأشادوا في الوقت نفسه بالرؤية الحكيمة للشيخ سعيد بن راشد آل مكتوم مؤسس مكتبة دبي العامة.

تاريخ مجيد

أكد معالي محمد أحمد المر على أهمية الاحتفال بالمناسبات الثقافية، كالاحتفاء بخمسين عاماً من عطاء مكتبة دبي العامة، وقال: "لهذه المناسبات أهمية كبيرة، تكمن في تذكير الناس بجزء مجيد من تاريخهم الذي شهد على بدايات الحركة الثقافية، والاهتمام الحكومي والشعبي بالفكر والكتاب والثقافة، والاحتفاء بهذه المناسبات يؤسس لاحترام التاريخ الثقافي في البلد، ويصفق لمن عملوا جاهدين في سبيل خدمة الفرد والمجتمع".

وأشاد المر بالإسهامات الفردية لرجال الأعمال، الذين ساهموا في دعم الحركة الثقافية من خلال إنشاء مؤسسات ثقافية هامة كمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، إلى جانب مساهماتهم في تأسيس مكتبة دبي العامة، وشهدت عطاءاتهم على إسهاماتهم، وقال: نفتخر بالرجال أصحاب الفكر والرؤية، ونتمنى أن يسير الجيل الجديد على نهجه، كما أتمنى للمكتبة دبي العامة المزيد من النجاحات والتألق.

عطاء وتميز

عبر د. صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، عن فخره بهذه المناسبة، وقال: "جمعنا هذا اليوم الأفراد والمؤسسات الذين ساهموا في تأسيس مكتبة دبي ودعمها، وأكملت بفضل جهودهم خمسين عاماً من العطاء والتميز، وبتوجيهات سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، تم تكريمهم والتصفيق لهم..

وكشف ذلك عن تفاني المواطنين وغير المواطنين، والعرب وغير العرب، في المسؤولية المجتمعية، فقد شاركوا جميعاً في بناء المكتبة، وأعتبر هذه المناسبة، فرصة لرد الجميل وتذكير الجيل الجديد بدور أجدادهم في بناء المستقبل.

وأشاد د. القاسم بالشيخ راشد بن سعيد صاحب الرؤية المستقبلية الحكيمة، وقال: رغم الظروف الاقتصادية في تلك الفترة، ورغم أن مدينة دبي كانت في بداية النشأة، إلا أن الثقافة لم تكن بعيدة عن رؤية الشيخ راشد بن سعيد، الذي كان يفكر بتطوير الإنسان، وهذا يدل على أننا محظوظون بقيادتنا الحكيمة، التي تعتبر بناء الإنسان الأولوية الأولى.

وطالب د. القاسم القائمين على المكتبات بمضاعفة جهودهم، لمواكبة التطورات الحديثة، وآخر المستجدات في مجال التكنولوجيا، وذلك لإرضاء توقعات الجمهور المتطلعين لمستقبل أفضل.

اهتمام

ذكر د. محمد المطوع، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أن تكريم المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعكس اهتمام القيادة السياسية في الدولة بالثقافة، واهتمام المؤسسات بأشكالها المختلفة، سواء التابعة للقطاع الخاص أو العام بالحراك الثقافي..

وقال: "كل هذا يؤكد على استمرارية النهج الذي خطه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في ترسيخ الثقافة والاهتمام بالمثقفين، ومرور خمسين عاماً على إنشاء أول مكتبة في الإمارات يدل على أن الثقافة تحظى باهتمام خاص، وأن بناء الدولة لا يرتكز على التطور الاقتصادي فقط، بل يجب أن يرافقه التطور الثقافي والفكري لأبناء الوطن.

استمرار العطاء

وقال علي بن حميد العويس، إن تكريم الأفراد المساهمين في تأسيس المكتبة يعد دافعاً للاستمرار في العطاء، وقال: تثبت دبي في كل مرة أنها مركز ثقافي حضاري اقتصادي متميز، وتحمل على عاتقها مسؤولية تثقيف الفرد والمجتمع، وهذه مسؤولية كبيرة.

رؤية حكيمة

وعبر عبد الرحمن إبراهيم، مدير إدارة مكتبة دبي العامة، عن سعادته بالاحتفال بهذه المناسبة، وقال: "خمسون عاماً مرت على إنشاء أول مكتبة في دبي، وكانت حافلة بالإنجازات، ونفخر اليوم برؤية الانعكاسات الثقافية والدور الذي لعبته المكتبة في زيادة وعي هذا الجيل، كما نسعد بوجود الداعمين والمساهمين معنا اليوم للاحتفال بهذه المناسبة.

وأكد عبد الرحمن إبراهيم على الرؤية الحكيمة للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي ساهمت في أن تقف الثقافة إلى جانب الاقتصاد في بناء مدينة دبي، فكان دورها واضحاً ومؤثراً، كما أشار إلى أن دولة الإمارات اعتادت على بناء جسور من التعاون بينها وبين الدول الأخرى..

وقال: مساهمات الدول الصديقة كقطر ومصر والسودان كانت واضحة، وأغنت مكتبة دبي العامة، كما كان لإسهامات من يعيشون على أرض دبي من الجنسيات المختلفة دور كبير في بناء هذا الصرح، وهذا يعكس وجود الانسجام بين الإمارات والدول الأخرى منذ القدم.

وعمل الرَّيِّح عمر أمين مكتبة دبي العامة سنوات عدة، وتم تكريمه لما قدمه من خدمات كبيرة للمكتبة، وعن هذا التكريم قال: "هذا التكريم ليس شخصياً، بقدر ما هو تكريم للحراك الثقافي، ولكل من ساهم في تفعيل الثقافة في دولة الإمارات..

وهذا يؤكد على التطور الحضاري الكبير الذي تشهده دبي، وتطلعاتها الدائمة لتكون مدينة ذات إشعاع ثقافي في كل المنطقة، وبالنسبة لي، فأنا أفخر لكوني ممن ساهموا في تطوير المكتبات، ووجودي هنا اليوم وسط الداعمين والمساهمين والمكرمين وسام على صدري".

فيديو 

تضمن الحفل عرض فيديو عن تاريخ مكتبة الرأس العامة ولقطات تاريخية للمكتبة، بالإضافة إلى مقابلات وشهادات حية لمن عاصروا إطلاق المكتبة ولقطات لما وصلت إليه المكتبات حالياً من تطور وتنوع جاذب لجميع الثقافات.a

كتاب يوثق نجاحات المكتبة وتطورها وعطاءات القائمين عليها

 لم يكن الاحتفال باليوبيل الذهبي لمكتبة دبي العامة عادياً، بل كان حفلاً بكل معنى الكلمة، إذ شهد استقبالا حافلا لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون من قبِل مجموعة من زهرات الإمارات الصغيرات اللواتي تألقن بالزي الشعبي..

بالإضافة إلى فرقة "العيالة" التي أضفى وجودها أجواءً من الفرح والسعادة بين الحضور، إلى جانب حشد من الشخصيات الثقافية ورجال المجتمع الذين حرصوا على مشاركة مكتبة دبي العامة ذكراها الخمسين.

الحفل الذي تميز بحسن التنظيم، ووصول الحضور في وقت مبكر، وحرصهم على مشاركة القائمين على المكتبات فرحتهم، شهد حضوراً مميزاً بأجوائه بالإيجابية، وتم خلاله إطلاق كتاب مكتبة دبي العامة "آفاق المدينة الخلاقة" 50 عاماً من العطاء الثقافي والمعرفي، والذي يتحدث عن تاريخ مكتبة الرأس العامة والدور المحوري الذي لعبته في إثراء النسيج الثقافي لمدينة دبي، وسيتوفر هذا الكتاب في جميع الفروع الثمانية لـ "مكتبة دبي العامة".

والكتاب جاء برعاية من مؤسسة "السركال" الثقافية، وعنه قال أحمد بن عيسى السركال، رئيس مؤسسة السركال الثقافية: " نفخر برعاية هذا الكتاب المميز، فلمكتبة دبي العامة أهمية كبيرة، وتربطنا بها علاقة حميمة لا سيما أن جدي ناصر بن عبد اللطيف السركال كانت له مشاركة مهمة في إنشائها، وأحد الداعمين لها بتوفير الكتب..

كما أنه ليس هناك مناسبة أفضل وأجمل من الاحتفال بخمسين عاماً من النجاحات والإنجازات المتواصلة في مشوار أول مكتبة في دبي". وتوجه أحمد السركال بالشكر لهيئة دبي للثقافة والفنون ولظاعن شاهين رئيس تحرير صحيفة "البيان" والمدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، لتواصلهما معه والذي أثمر عن رعاية مؤسسته لهذا الكتاب..

وقال: "أي تواصل مثمر هو نجاح للجميع، وأنا على استعداد دائم لدعم الحركة الثقافية بجميع أشكالها، وهذه مسؤولية مجتمعية علينا جميعاً تحملها". وعبر السركال عن سعادته بهذا الحفل، مشيراً إلى أنه احتفاء بالثقافة، ورد للجميل، ورسالة شكر للرعيل الأول من أصحاب المبادرات والإسهامات المجتمعية الفاعلة.

«آفاق المدينة الخلاقة»

يقع كتاب "آفاق المدينة الخلاقة" في 110 صفحات، وبشكله الأنيق، وغلافه الجذاب، يتوجه معده الدكتور شاكر نوري بالشكر إلى هيئة دبي للثقافة والفنون لما قدمته من معلومات علمية موثقة كانت سنداً علمياً استعان به في إعداده، كما شكر كل الشخصيات التي أغنت ذاكرة "آفاق المدينة الخلاقة".

وفي استعراض للكتاب، تتهادى كلمة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون في المقدمة، معبرة عن الفخر باليوبيل الذهبي لمكتبة دبي العامة، كونها مناسبة تعبر بجلاء عن الرؤى الحكيمة لقيادات الدولة الرشيدة، ومؤكدة على ضرورة تسليط الضوء على إنجازات المكتبة العامة في ذكراها الخمسين.

النهضة الثقافية

ويضم الكتاب أحد عشر فصلاً، تستعرض النهضة الثقافية في الإمارات منذ بدايات الحركة الثقافية، وحتى ظهور النفط والتغيرات التي رافقته، بالإضافة إلى تأثيرات موقع المكتبة الذي يلعب دوراً حيوياً في تحقيق وظائفها، وأهمية المكتبة كواجهة لدبي، وترسيخها لشغف القراءة ودعمها للإبداع الإماراتي..

كما استعرض الكتاب فروع المكتبة وزيادة المترددين عليها بين عام وآخر، وناقش الرؤى المستقبلية المرجوة من المكتبة، كتعزيز عادة القراءة والمعرفة، وتعلم البحث، وإثراء المناهج الدراسية، كما عرضها كمركز معلومات موثوق بما تضمه من مصادر معرفة، وأنشطة ثقافية، وبما تتيحه من انفتاح على الجنسيات الأخرى.

واستعرض الكتاب نظام الفهرسة الذي تتبعه المكتبة، والتقنيات المستخدمة، والخدمات المقدمة، وتطرق للمكتبة الإلكترونية، والثقافة الرقمية، كما اختتم فصله الأخير بعنوان "المكتبة.. في ذاكرة أبنائها"، ليلقي الضوء من خلال كلمات عدد من الشخصيات الثقافية على دور المكتبة، والعلاقة الحميمة التي تربطهم بها.

النشأة

وفي مقدمته للكتاب، يتحدث الأديب عبدالغفار حسين عن نشأة المكتبة، وسلط الضوء على المشروعات الثقافية لدورها الأساسي في بناء أي دولة، وقبل الخوض في الفصول الأحد عشر، يقدم الكتاب نبذة عن ولادة المكتبة على ضفاف الخور في ستينات القرن الماضي، ويستعرض حكاية فكر وتطور تزيدها الأعوام شباباً، ومستعرضاً أرقام وإحصائيات لا تعكس سوى قصة تميز على صدر مكتبة دبي العامة.

دور حيوي على مرّ الأجيال

تتكون شبكة مكتبة دبي العامة التابعة لهيئة دبي للثقافة والفنون من ثماني مكتبات متطورة للكبار تنتشر عبر مختلف أنحاء إمارة دبي، بالإضافة إلى سبع مكتبات للأطفال وقاعات متعددة الأغراض وغرف دراسية، وتعتبر المكتبة بأفرعها من الوجهات المفضلة لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في إمارة دبي.

وعلى مدار السنين تمكنت المكتبة من تصميم وتطوير وتقديم خدماتها بشكل متميز و ناجح، وتطورت تجربتها لتصبح واحدة من أفضل الممارسات في مجال المكتبة، ومرجعاً موثوقاً للمقارنات المعيارية في قطاع المكتبة العامة على المستوى الوطني والخليجي والعربي.

دور حيوي

لعبت مكتبة دبي العامة التابعة لهيئة دبي للثقافة والفنون دوراً حيوياً في مجال تزويد المكتبة بالمواد المعرفية وتنظيمها وتسهيل وصول الباحثين والقراء إليها، إذ قامت بإنشاء وحدة تنظيمية مركزية فيها تختص بالمعالجة الفنية، وهي شعبة العمليات الفنية لتقوم بتزويد كافة فروع مكتبة دبي العامة البالغ عددها 8 فروع منتشرة بمختلف أنحاء الإمارة، بالمواد المعرفية وتأمين وصول القراء والباحثين إليها بصورة فعالة.

وقد تمكنت مكتبة دبي العامة من خلال شعبة العمليات الفنية من بناء مجموعة ضخمة و نامية من أوعية المعلومات المختلفة التي زاد عددها عن 462355 مجلدا أو مادة موزعة على كافة فروعها الثمانية بمكتبات الكبار والأطفال، وذلك عبر مسيرتها حتى أواخر ديسمبر من عام 2012 م.

وطبقاً لإحصائيات عام 2012 م فقد تم تحقيق نمو بنسبة 8.7% في حجم مجموعات مكتبات دبي العامة حيث قامت شعبة العمليات الفنية باقتناء وإتاحة حوالي 37778 مادة معرفية جديدة (كتب وأقراص وغيرها) من خلال عمليات الشراء مقارنة بالعام 2011 م الذي تم خلاله اقتناء حوالي 25531 مادة معرفية حيث تعتبر عمليات الشراء من العمليات الرئيسية لتزويد فروع مكتبات دبي العامة بمصادر المعلومات المختلفة.

ولقيمتها العلمية والأدبية الكبيرة، وحرصاً على الحفاظ على مقتنياتها الثمينة من الكتب والمطبوعات بأنواعها، أنشأت مكتبات دبي العامة ورشة للتجليد وصيانة الكتب، وجهزتها بالمعدات الملائمة، لتقوم الورشة بالتالي بإعادة تجليد وصيانة ما لا يقل عن 12297 مادة مكتبية خلال عامي 2011- 2012م.

وتعمل شعبة العمليات على تحقيق الأهداف الرئيسية لمكتبة دبي العامة المتعلقة بنشر الوعي الثقافي والمعرفي من خلال تزويد المؤسسات الثقافية والمجتمعية والتعليمية بالكتب عن طريق الإهداء، إذ تم تزويد تلك المؤسسات بحوالي 30740 مادة من كتب الإهداء خلال 2011-2012م..

كما تتلقى مكتبة دبي العامة كتب الإهداء من مختلف المؤسسات والأفراد لتقوم بإعادة توزيعها وإهدائها لمؤسسات تعليمية وثقافية مختلفة داخل الدولة من خلال شعبة العمليات الفنية بناءً على دورها الثقافي التنويري في المجتمع، إذ تلقت حوالي 43140 مادة معرفية كإهداءات في العامين الأخيرين.

آفاق المدينة الخلاقة

 تم خلال الحفل كشف النقاب عن كتاب "آفاق المدينة الخلاقة" برعاية مؤسسة السركال، والذي استعرض مسيرة خمسين عاماً من العطاء الثقافي والمعرفي لمكتبة دبي العامة.

حجر الزاوية

 تعتبر "مكتبة دبي العامة" حجر الزاوية في النسيج الثقافي لدبي، حيث ساهمت في جمع الإرث الثقافي للمدينة مُتيحةً لجميع المهتمين فرصة الاطلاع عليه. كما تهدف المكتبة إلى الارتقاء بذائقة الجمهور من خلال تعزيز فهمهم وتقديرهم للثقافة الأدبية، وتشجيعهم للاطلاع على هذه الموارد من خلال توفير خدمات عالية الكفاءة واستخدام أحدث التقنيات.

توفير المعلومات وحفظ التراث

 تهدف المكتبات العامة في دبي إلى توفير أوعية المعلومات من كتب ودوريات ومواد سمعية وبصرية ونشرات وخرائط في مختلف ميادين المعرفة، إضافة إلى تنظيمها بطريقة تسهل وترفع من كفاءة استرجاعها عند الحاجة، كما تهدف إلى المساهمة في العملية التربوية عن طريق توفير الخدمات الملائمة للطلبة في مختلف المراحل الدراسية..

كما تسهم في عملية التعليم المستمر لجميع فئات المجتمع، وهي تعمل بالتالي في خدمة محو الأمية وتعليم الكبار وتعويد ألأطفال والناشئين على المطالعة وقضاء أوقات الفراغ بصورة نافعة، والعمل على تنمية المهارات والهوايات المفيدة، وترويج العادات والممارسات الحميدة، ودعم العلاقات والأنشطة الاجتماعية بين أفراد المجتمع..

وذلك عن طريق المساهمة في إيجاد علاقات إيجابية عن طريق تنظيم الندوات والمحاضرات والحلقات الدراسية والمسرحيات والمعارض والأفلام والعمل على حفظ التراث الثقافي والفكري المتعلق بتاريخ الدولة وأنشطتها وأهم أحداثها ودراسة التراث وتوثيقه ونشره.

تقنيات متطورة تثري المكتبة

 لأن الفرد أساس المجتمع، تعمد مكتبة دبي العامة على إثراء زوارها بكل ما تملكه من إمكانيات وطاقات، ولذا فقد أولت المكتبة عملية إيصال المعلومات والخدمات إلى المستفيد أهمية بالغة، وذلك من خلال توفير المعدات والأنظمة والتقنيات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف من خلال سعيها لمواكبة آخر التطورات والمستجدات التكنولوجية..

وتضم التقنيات المستخدمة تقنيات تنظيم مصادر المعلومات التي تسهل عملية الوصول للمصادر التي تقتنيها المكتبة من قبل المستفيدين، حيث تعمل وفق النظام السمفوني الآلي المتطور الذي يحاكي أحدث الأنظمة العالمية في مجال المكتبات، وتقنيات الأمان التي تعمل على تأمين مصادر المعلومات المقتناة من عملية السرقة من خلال استخدامها لتقنية RFID..

وتقنيات وأنظمة تقديم الخدمات التي تستخدم لتطوير آلية تقديم الخدمات للمستفيدين والوصول إلى رضاهم. وها هي مكتبة دبي العامة بفضل رؤية القيادات الحكيمة تعد أهم المراكز الثقافية والاجتماعية في الدولة، وهي بما وصلت إليه اليوم من تقدم وازدهار تنافس أهم المكتبات وأكثرها تطوراً.

وجوه عرفتها المكتبة

منذ تأسيسها، قدمت مكتبة دبي العامة للحياة الثقافية والإدارية وجوهاً محفوظة في ذاكرة الأجيال، لأنها تركت بصمات في أعرق مكتبات دبي. ومنذ نادية عبد العال أول مديري المكتبة، وحتى عبد الرحمن إبراهيم يونس، الذي يدير المكتبة اليوم، مرت عدة وجوه كان لها إطلالتها المتميزة، والتي دخلت تاريخ المكان والزمان..

ومن بين هذه الوجوه، الريح عمر إبراهيم وفريدون عبد الرحمن ومحمد جاسم العريدي.. أسماء عرفتها الكتب ومرت في فضاء مكتبة دبي العامة، وتركت صدى إيجابياً في العمل الثقافي والإداري..

 

وأعطت جل وقتها للحياة العامة، وسيذكر التاريخ شخصيات كان لها حضورها المؤثر في تطوير المكتبة، منذ أن كان مبناها يتألف من قاعتين فقط، واحدة للكتب، وأخرى لكتب الأطفال، بالإضافة إلى غرفة لتجليد الكتب وصيانتها وترميمها.

وفي مراحل مختلفة من إيقاع عمل كل مدير للمكتبة، كانت هناك إضافة، فالمكتبة البسيطة في سبعينيات القرن الماضي تطورت وغدت مكتبة رقمية تواكب تطورات الحاضر والمستقبل في إمارة دبي.

 

 

Email