بادر متحف فيكتوريا وألبرت البريطاني إلى شراء أرشيف مراسلات الإنجليزي بيتر بروك «1935»، الذي يعد من كبار المخرجين العالميين في السينما والمسرح. وتأتي هذه المبادرة في سياق حماية المتحف لهذا التراث الفني الثقافي الذي ينظر إليه كثروة تهم وتفيد الأجيال القادمة.

ويضم الأرشيف صور ويوميات وملاحظات بروك ومراسلاته مع عمالقة المسرح على مدى 60 عاماً، مثل الكاتب المسرحي الأميركي تينسي وليام «1911-1983» الذي تعتبر «عربة اسمها الرغبة» و«قطة على سطح ساخن» من أشهر مسرحياته، والبريطاني جون بوينتون بريستلي «1894-1984» الذي اشتهر بمسرحية «زيارات محقق»..

والممثل العالمي والمنتج والمخرج لورنس أوليفيه «1907 – 1989»، والروائي والمسرحي والشاعر الإيرلندي صموئيل بيكيت «1906-1989» الذي فاز بجائزة نوبل عام 1969 عن أعماله الروائية والمسرحية، والذي يعد من أهم كتاب المسرح الحديث في القرن العشرين .. إذ تميزت أعماله بطابع المسرح العبثي كما «في انتظار غودو».

وفي العموم، يحمل هذا الأرشيف ثروة من المعلومات التي تؤرخ 60 عاماً من جيل رواد المبدعين، مثل الرسالة التي يرجو فيها ويليامز أن يوافق بروك على إنتاج مسرحيته «قطة تحت سقف ساخن» .. وهي كما كتبت حرفياً. وفي رسالة أخرى عام 1956، يكشف ويليامز لبروك عن خيبة أمله والإحباط الذي يعيشه نتيجة محاولته إعادة كتابة الفصل الثالث للمسرحية نفسها، نتيجة إلحاح مخرجها إيليا كازان عام 1955.

كما أخبر بروك ويليامز في رسالة عام 1956، عن تلقيه طلباً لإخراج مسرحيته «عربة اسمها الرغبة» بنسختها الفرنسية في مقر إقامة بروك في باريس. ويقول فيها: «بالطبع أنا سعيد ومتحمس للعمل، إذ طالما تمنيت إخراج إحدى مسرحياتك. وسأكرس كل طاقتي لأقدم أفضل ما عندي مقابل معروف منك، وهو مراسلتي بين الحين والآخر، عن اي شيء كان كفكرة أو تعلق أو انتقاد أو رأي.. وغير ذلك مما يتبادر إلى ذهنك بشأن الإنتاج في نيويورك والأداء المسرحي العام والشخصيات والخلفية».

وسرعان ما وصلته رسالة ويليامز التي قال فيها: «لطالما رغبت في رؤية إحدى مسرحياتي من إخراجك، وأنا على استعداد لركن كل التزاماتي جانباً والسفر لمشاهدة مسرحيتي، إذا افتتحت الفصل الثالث منها كما كتبته بالأصل. بالطبع لا جدوى من رحلتي إن لم تأخذ بالنص الأصلي وما يحمله من توتر ونزاهة.. واللذين يعتبران المحور الأخلاقي الأساسي الذي تدور حوله المسرحية».

سرور

وقال المخرج بروك البالغ من العمر 89 عاماً والمقيم في فرنسا منذ عام 1970، والذي لا يزال يعمل: «يسرني حصول متحف فيكتوريا وألبرت على مقتنيات أرشيفي الشخصية، وبالتالي إمكانية دراستها من قبل الطلبة والباحثين والمهتمين من جمهور المسرح. وهذا يتماشى مع توجه المتحف الذي تأسس بهدف إلهام المواهب والإبداع».

تبرع

سبق أن أعلن متحف فيكتوريا وألبرت، عن حصوله على مبلغ قيمته 690 ألف جنيه استرليني، من «صندوق يانصيب التراث».. ومن متبرع لم يفصح عن اسمه، بهدف اقتناء أرشيف المخرج المسرحي العالمي بيتر بروك.