تحظى الخطاطة العراقية الشابة مريم التميمي بريشة مبدعة تعشق الحرف العربي، ومسيرتها الفنية تنطوي على الكثير من المحطات الفنية التي بدأتها بالولع بالخط العربي وجمالياته، وامتزجت قدراتها الاستثنائية لتنجز لوحات تعزف حروفها على أوتار فنية وبصرية لافتة، ولذلك تعتبر أن ممارسة فن الخط ليس مجرد كتابة بل ترجمة لذاتها وكيانها الإنساني.
إيقاع الحروف
الخطاطة مريم التميمي طالبة تدرس هندسة معمارية في جامعة عجمان، وقد استطاعت أن تصنع لنفسها خطاً مميزاً عبر تجربتها الغنية في مجال الخط العربي، وترى أن كل خطاط مغرم بطبيعته بالبحث عن نقاط الاختلاف التي تشحذ معالم التميز والتفرد، فهو يحاول أن يصوغ أسلوبه الحروفي الخاص به معتمداً على معارفه الأكاديمية واطلاعه على أحدث وأبرز التجارب الحروفية، ويعتبر الهاجس الأول والأخير للفنان هو كيف يشكل البحث عن حركية الحروف، وإيقاعاتها المتناغمة والانسيابية داخل اللوحة في إطار منظورها وتركيبها العام، وقد شرعت التميمي أخيراً في تعلم خطوط جديدة كخط الثلث وخط النسخ، وترى أن لوحات الخطاطين تعرف من دقتها قوة حروفها وأناقتها، فهناك الكثير من الخطاطين الذين يعتمدون على أسلوب خاص بهم ويعرفون فيه، كما أن الكمبيوتر لا يمكن له أن يحل محل الخطاط.
الخط الديواني
أعمال التميمي متحررة من قيود المدارس التي تفرض على الخطاط أشكالاً محددة الاتجاه أثناء الكتابة، ولذلك تقول التميمي إن دعم والدتي سر نجاحي، لإيمانها بالمهارات التي أمتلكها في هذا المجال، كما تؤكد أنها محبة لأشكال الحروف؛ فهي تتملك إحساسها ومخيلتها وتطالعها حتى في أحلام اليقظة، والخط الديواني والديواني الجلي من الخطوط المفضلة لديها؛ فهي خطوط جميلة وتلائم شخصيتها وتظهر بصمة الفنان التي تكون واضحة لأهل هذا الفن الأصيل، وذلك لتميز هذه الخطوط باللين والطواعية، كما أنها بعيدة عن التكلف وقابلة للانسياب. وتقول: إن حروف الخط العربي ليست كتابة فحسب، بل إنها تشكل شخصية الفنان وكيانه، لذا يجب التمييز ما بين الفنانين الذين يرسمون الحرف والفنانين الذين يرسمون عبر الحرف.
مسيرة
بدأت التميمي رحلتها مع الخط العربي منذ أكثر من 6 سنوات، حيث تتلمذت على أيدي أساتذتها ونهلت من خبرتهم، فأخذت قواعد الخط من الخطاط محمد النوري، ودرست فن الخط بمركز الشارقة للخط العربي والزخرفة، وشاركت في المعارض والورش الفنية الخاصة بهذا الفن، وتعتمد التميمي في لوحاتها على المزج بين فن الخط العربي، وفن الإيبرو الذي يعرف باسم فن الرسم على الماء، وذلك من خلال وضع ألوان مضادة للماء.