لم يغب علي بن ارحمه الشامسي، عن ذاكرة الشعر النبطي في الإمارات، فقصائده التي تغنى بها أشهر المغنين لا تزال القنوات التفزيونية والإذاعات تتابع الحرص على بثها وإذاعتها، كإرث شعبي متميز، حفظ للشاعر الراحل قيمته الشعرية ومكانته الأدبية. ذلك إضافة إلى دواوينه التي تعد مرجعاً هاماً للشعراء بفضل ما تحتويه قصائده من مفردات سلسة وقريبة من ابن الإمارات الذي يعشق بيئته.

1930

ولد الشاعر علي بن ارحمه الشامسي في منطقة الحمرية التابعة لإمارة الشارقة، عام 1930، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظَ القرآن في الكتاتيب، وبحكم مجالسته للشعراء في مجالس الشعر والأدب، تأثر بهم ونمت موهبته وكتب الشعر وهو في سن مبكرة. كما رسخ في نفسه، مبكراً، عشق البداوة والتمسك بقيم المكان وثقافته.

17

بحكم عمل والد علي بن ارحمه الشامسي في البحر، انخرط في هذا المجال وعمل مع أبيه. وكان (طوّاشاً) أي تاجر لؤلؤ بينما هو في السابعة عشرة من العمر، وبعد اندثار هذه المهنة نظراً للطفرة الاقتصادية، اختار الاستقرار في العمل الوظيفي الحكومي.

• الشعر والإعلام

انخرط الشامسي في حقل الإعلام، وشارك في عدة برامج مهتمة بالشعر والموروث الشعبي، مثل: برنامج (في أحضان البادية) على إذاعة الشارقة. ويعد، أيضاً، من مؤسسي برنامج (مجلس الشعراء) في أواخر الستينيات من القرن الفائت، وله عدة مشاركات في برامج تراثية، في التقديم والإعداد. وشارك أيضاً في تسجيل قصائده في عدد من هذه البرامج.

• «غناتي»

صدر له ديوانان. أحدهما حمل عنوان (ديوان الشاعر علي بن ارحمه الشامسي)، والديوان الآخر موسوم بـ (غناتي) هو اسم قصيدة في الديوان تعد من أشهر القصائد، إذ غنّاها الفنان الإماراتي ميحد حمد ولا تزال تبث وتذاع وترددها الألسن حتى وقتنا الحالي، ويقول في مطلع قصيدته غناتي:

احبك يانظر عيني غناتي.. واحب الأرض لي تمشي عليها

                                             واحبك حتى أكثر من حياتي.. واسوم الروح لجلك واشتريها

ويوم اذكرك وانا في صلاتي.. يداخلني الفكر واشك فيها

                                             ويوم اذكرك في حزت مقاتي.. اترك وجبتي لو اشتهيها

• قصائد وملامح

عاصر الشاعر عدة أجيال شعرية، وهو الذي ساهم في تطوير القصيدة الشعرية، حيث كان يحرص على دعوة الشعراء إلى مجلسه، وكان لبيئته التي عاش فيها، انعكاس كبير في قصائده، إذ تظهر ملامح هذه البيئة في مفرداته التي يستخدمها في قصيدته.

• 2006

مع رحيل علي بن ارحمه الشامسي، في فبراير 2006، فقدت ساحة الشعر الإماراتي أحد أبرز شعرائها الذين اهتموا بالمفردة الشعبية، والبيئة المحلية، وأثر رحيله في نفوس جميع من عرفوه، وذلك لتواضعه وبساطته وقربه من الجميع.