بعيداً عن فكرة أهمية الغلاف ليكون مدخلاً مثالياً لمضمون الكتاب، هل حقاً يكون المبدع راضياً عن هذا المدخل الفني للكتاب والذي يقدم للقارئ معلومات أولها العنوان، أم هناك عوامل أخرى فرضت عليه لها علاقة برؤية الناشر ومحدودية من يقومون بتصميم هذه الأغلفة.
عن هذا تحدث عدد من المبدعين لـ«البيان» من خلال الاستطلاع التالي موضحين تجاربهم التي تراوحت بين الرضا وعدمه، ومتفقين على عدم وجود صناعة احترافية لأغلفة الكتب.
محتوى
قال الشاعر إبراهيم الهاشمي: وضعت تصميم غلاف ديواني الأول «مناخات أولى» واستعنت في الثاني «قلق وتفاصيل» بلوحة رسمتها ابنتي الصغيرة، وحولتها بشكل لطيف لغلاف، وكذلك تدخلت في غلاف «مس». وأوضح الهاشمي الغلاف يعبر عن محتوى الكتاب، ومن هنا تأتي أهميته، مع العلم أن هناك مؤسسات تفرض أغلفتها. وشدد على دور الغلاف والعنوان في الترويج للكتاب. وأشار الهاشمي الذي كان قد وضع شعار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وتم اختياره من خلال مسابقة طرحها الاتحاد إلى أنه صمم من قبل الكثير من أغلفة التي أصدرتها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
مبالغة
فضل الباحث مؤيد الشيباني بأن يكون جريئاً وقال: لدي أكثر من 20 إصداراً، عن دور نشر داخل وخارج الدولة، ولكن ولا غلاف من بين هذه الكتب أعجبني. وأضاف: ان النشر العربي لم يتوصل بعد إلى فهم حقيقي وعميق لمعنى الغلاف. وأوضح: هناك دور نشر لا تقبل التدخل بأغلفتها وإن حدث وتدخلت يصبح هناك جهد إضافي، لا يصل إلى ما أرغب به بالضبط فأعود إلى ما تم تصميمه من قبلهم.
وقال الشيباني إن ثلاثة أرباع دور النشر لا تصنع صورة الغلاف بل تقتبسها أو تسرقها من تراث عالمي تشكيلي، أو منحوتات معينة أو أي شيء خارج بإطار الملكية. وأوضح: من الملاحظ في الأغلفة إما أن يضخم اسم المؤلف لحد المبالغة، أو أن يكتب صغيراً لحد المبالغة. وقال: يأتي هذا مع عدم وجود تكوين فني جاذب يساهم بعملية ترويج وتسويق الكتاب.
عتبة النص
جمال الشحي، ناشر وروائي قال: لا نجد في منطقتنا العربية صناعة احترافية للنشر، ولا نجد بالتالي صناعة احترافية لأغلفة الكتب التي كثيراً ما تعتمد على المواهب. وأوضح: نحن كناشرين نجتهد في هذا لأن الغلاف مع العنوان يشكلان عتبة النص، ولا بد من وجود حس فني وملهم عند وضعه. وأضاف: تحتاج صناعة الغلاف لسيناريو كامل، ونتمنى اليوم بما أني بدأت بهذه المهنة أن يصل تصميم الأغلفة للشكل الاحترافي، وأشار إلى أن وجود دور نشر محلية ساهمت بوجود أسماء مصممين محليين. وفسر منهم من كان فناناً وتحول إلى مهنة التصميم.
وقال: النص بالنسبة للمؤلف كطفله، وعندما نكتب نتصور الغلاف ولكن الكتاب بمعايير الناشر يعني السوق وله وجهة نظر مختلفة، ومن هنا يدور النقاش بينه وبين المؤلف. وأشار الشحي إلى أن كل الكتاب يتدخلون بالغلاف، ويبدون رأيهم، وأحياناً يرسلون النص مع الغلاف. ومن تجربته الشخصية قال الشحي: عند إصدار كتابي شرحت الفكرة للمصمم ولكنه خرج بشكل مختلف قليلاً عما أردته.
تأثير
الروائية والقاصة إيمان اليوسف قالت: غلاف وعنوان الكتاب يؤثران على القارئ، الأمر الذي تعيه وتدركه دور النشر جيدًا. وأضافت: في إصداراتي الستة، تعاملت مع دور نشر مختلفة. وأشارت لغلاف «حارس الشمس» الصادرة عن دار قنديل للنشر حيث قمت بشراء صورة عالية الجودة لزهرة «عباد الشمس» الرمز الأهم للرواية وقامت الدار مشكورة باعتماده. وقالت: أتمنى تدريس فن تصميم الأغلفة للعاملين بمجال الطباعة والنشر والتوزيع، لرفع مستوى الاهتمام والوعي بدوره وتأثيره على القارئ والكاتب والناشر قبلهما.
قالت إيمان اليوسف: حضرت ندوة خاصة بأغلفة الكتب ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب 2017 واستعرض فيها المتحدث سوق الكتب وصناعة النشر في الولايات المتحدة، كما أكد على أن تصميم أغلفة الكتب هو فن وحرفة قائمة بذاتها.