حكاية الأسد والثعلب

يحكى أن أسداً كان يحكم الغابة، وكانت جميع الحيوانات تهابه وتطيع أوامره، وكان الأسد يحصل على طعامه بالقوة، يطارد الفريسة ويهجم عليها ويفترسها .


كبر الأسد وصار عجوزاً ضعيفاً، وذات يوم شعر بالمرض وأحس بالضعف الشديد وأصبح غير قادر على أن يصطاد، شعر الأسد بالجوع، وراح يفكر في طريقة يحصل بها على طعامه. قال الأسد لنفسه: ما زالت الحيوانات تحترمني وتخافني وتسمع كلامي، لا ينبغي أبداً أن أظهر لها أنني أصبحت كبير السن ضعيفاً وإلا فإنها لن تخشاني ولن تطيع أوامري لكن سأعلن عن مرضي وأبقى داخل بيتي، ولا بد أن تحضر الحيوانات لزيارتي، وبذلك سيأتيني طعامي من غير أن أتعب نفسي في الحصول عليه.


نشر الأسد خبر مرضه بين الجميع، وكانت الحيوانات تخاف غضب الأسد وبطشه إن هي لم تقم بالواجب، ولذلك سارعت الحيوانات إلى زيارته في بيته والسؤال عنه والدعاء له بالشفاء لكن كلما دخل حيوان بيت الأسد هجم عليه وفتك به وأكله.


وفي يوم كان الدور على الثعلب ليزور الأسد ويسأله عن صحته ، توجه الثعلب إلى بيت الأسد وهمّ بالدخول، لكنه نظر إلى الأرض عند مدخل البيت وتوقف سأل الثعلب الأسد عن حاله وهو واقف في مكانه خارج البيت أجاب الأسد ما زلت مريضاً يا صديقي الثعلب غير أن صحتي تتقدم وتتحسن يوماً بعد يوم، لكن لماذا تقف بعيداً أدخل يا صديقي لأستمتع بحديثك الحلو، فأجابه الثعلب لا يا صديقي الأسد كان بودي أن أدخل بيتك لأنظر إليك من قرب لكنني (أرى آثار أقدام كثيرة تدخل بيتك ولم أر أثراً لقدم واحدة خرجت منه) ثم غادر، تاركاً الأسد وجوعه.

من خرافات إيسوب الإغريقي (620 ق.م-564 ق.م)