بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، يفتح متحف اللوفر أبوظبي أبوابه الاربعاء، حاملا راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الأولى خارج بلده الأم فرنسا.

يتوقع المتحف استقبال نحو خمسة آلاف زائر في الأيام الأولى بعيد افتتاحه أمام الجمهور السبت المقبل، بحسب ما يفيد محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

مستوحى من الفن المعماري العربي

يتألف المتحف من 55 مبنى أبيض اللون، واستوحى المهندس الفرنسي جان نوفيل مصمم متحف اللوفر أبوظبي الفن المعماري العربي لتصميمه.

تعلو هذا "المتحف المدينة" قبة ضخمة قطرها 180 مترا مرصعة بالنجوم تدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الأوراق المسننة لسعف أشجار النخيل.

ويبدو المتحف أشبه بحي مصغر من مدينة البندقية الايطالية حيث تتجاور المياه مع عماراته الموزعة في منطقة رملية تقع قرب البحر.

يقول جان لوك مارتينيز رئيس متحف اللوفر في باريس الذي يقوم بزيارة إلى أبوظبي بالمناسبة أن المتحف مصمم "من أجل الانفتاح على الآخرين.. وتفهم التنوع.. في عالم متعدد الأقطاب".

ويضيف أن متحف اللوفر في أبوظبي "متحف عالمي هو الأول من نوعه في العالم العربي".

وهو يعرض بتقنية عالية المواضيع العالمية ويركز على التفاعلات المشتركة بين الحضارات، بدلا من التصنيف المتبع عادة بتسلسل الحضارات.

في أول أجنحته، غرفة هادئة عرضت فيها نسخة من القرآن تعود الى القرن التاسع عشر، كتبت بالذهب على مخطوطات زرقاء، وإلى جانبها كتاب توراة يمني، وانجيل من القرن الثالث عشر.

لكن نجمة الأعمال الفنية في المتحف، بنظر المنظمين، هي لوحة "الحدّادة الجميلة" لليوناردو دا فينشي وهي لوحة معارة من متحف اللوفر في باريس.

وسيعرض المتحف 300 قطعة معارة من بعض المتاحف، بينها "بونابرت عابرا الالب" لجان لوي دافيد (فرساي) و"رسم ذاتي" لفنسنت فان غوخ (متحف اورساي).

وجهة جذب سياحية عالمية

ومن جانبه أكد محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة أن متحف اللوفر أبوظبي سيكون وجهة جذب سياحية عالمية لافتا إلى أن المتحف يضم قطع أثرية من مختلف أنحاء العالم مما يتيح للزوار المحليين ومن دول أخرى رؤية جزء من تاريخهم وتراثهم تحت قبة اللوفر .

وقال في تصريح لوكالة أنباء الامارات أن متحف أبوظبي اللوفر مركز تعليمي ومركز ثقافي وهو بذلك أكثر من متحف وانشائه هو رسالة للأجيال القادمة لتتعلم قيم التسامح والتواصل مع الثقافات العالمية.

وأوضح أن اللوفر أبوظبي هو متحف عالمي لافتا إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة" إن متحف اللوفر هدية من الإمارات للعالم " مؤكدا سموه بذلك أهمية التواصل العالمي بين الثقافات.

منصة لنشر الثقافة الإنسانية

وقال جان ميشيل بلانكي وزير التربية والتعليم في الحكومة الفرنسية إن العلاقات المتميزة التي تجمع فرنسا بالإمارات والتجانس القائم بين السياسة الخارجية للدولتين والمواقف المتقاربة بينهما في عدد كبير من الملفات الدولية سهّل قيام نشاط مشترك وميلاد صرح ثقافي كبير تمثل في متحف اللوفر أبوظبي، مؤكدا أن الإمارات حليف إستراتيجي لفرنسا وأوروبا في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف ان "اللوفر" هو اليوم مؤسسة ثقافية عالمية مركزه في باريس وله قدرة على التواجد دوليا من خلال افتتاح نسخة له في أبوظبي هذا مؤشر على الطابع العالمي والدولي والإنساني للثقافة ونحن الفرنسيون نتشرف بأننا ننشر الثقافة الإنسانية والحضارة العالمية عبر متحف اللوفر.

وقال نحن جد سعداء بميلاد اللوفر أبوظبي وأصدقائنا في الإمارات سعداء أيضا بوجود هذا المعلم الراقي في أبوظبي وأعتقد أن هذا فيه فائدة لنا جميعا لأن ما نطمح له كلانا هو إسعاد شعبينا و نفتح الطريق أمامهما واسعا نحو الثقافة خاصة بالنسبة لمن يعيش في أبوظبي ومحيطها فسيكونون حقا محظوظين برؤية أغلى القطع الأثرية في العالم على الإطلاق.

أما جان لوك مارتينيز مدير عام متحف اللوفر باريس، فقد عن سعادته وسعادة جميع فريق متحف اللوفر في فرنسا بميلاد وافتتاح نسخة ثانية للمتحف الفرنسي العريق في دولة الإمارات العربية المتحدة، منوها أن هذه الخطوة تؤكد دور وأهمية الثقافة في العلاقات الاستراتيجية بين الشعوب والدول.

وقال مارتينيز في تصريح لوكالة أنباء الإمارات إن متحف اللوفر أبوظبي سيعطي الفرصة لشريحة مهمة من سكان العالم خاصة المقيمين في الشرق الأوسط لمشاهدة أغلى كنوز العالم من قطع أثرية نادرة لا تقدر بثمن وهذا ما يعكس الأهمية التي توليها فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة للثقافة.

أعجوبة العالم الثامنة

وصف المهندس الفرنسي جان نوفيل مصمم متحف اللوفر أبوظبي المتحف الجديد الذي سيطل على العالم من دولة الإمارات العربية المتحدة بأعجوبة العالم الثامنة نظرا لكون الأمر يتعلق بأهم و أكبر وأرقى مشروع ثقافي وحضاري على الإطلاق يرى النور في القرن الحالي.

وقال نوفيل في تصريح لوكالة أنباء الإمارات إن الأشغال الأخيرة في متحف اللوفر أبوظبي ظلت تسير على قدم و ساق حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد الافتتاح الرسمي نظرا لضخامة مساحة العرض وأهمية الأعمال والقطع المعروضة.

وأضاف لقد عملنا على قدم وساق وسابقنا الزمن حتى نكون جاهزين من حيث العرض الكامل للأعمال عند الافتتاح الرسمي للمتحف العملاق وعملنا في الفترة الاخيرة انصب بشكل خاص على عرض القطع الأثرية حيث أشرفت على ذلك بنفسي وكما تعلمون عمل المتحف الأهم هو في الداخل ونحن نريده متحفا عبارة عن فضاء حضاري عملاق وليس مجرد مبنى يضم تحفا فنية.

وبخصوص مقارنة متحف اللوفر أبوظبي بشقيقه اللوفر باريس قال المهندس الفرنسي "اللوفر باريس" ولد من قصة معقدة ومتشابكة للغاية، فقد كان في البداية قصرا لملك فرنسا لويس الرابع عشر، وهناك قصة متشابكة حول المكان خاصة وأن جزءا مهما منه تعرض حينها للتدمير دمر من قبل الثوار أيام الثورة الفرنسية قبل أن يتحول لاحقا إلى متحف.

بعدها تدخل المهندس المعماري العالمي الكبير "آي إم بي" فأعاد تصميمه من جديد، لذلك فإن هذا التدرج من التاريخ نحو العصرنة هو ما يغني قصة اللوفر باريس، وما سيعرض من أعمال وقطع وكنور لا ثمن لها في متحف اللوفر أبوظبي سيغني ويثري قصة لوفر أبوظبي، فنحن نتحدث عن التصاميم العريقة ثم قصة بداية التحضر والحضارة يتم تقديمهما بصورة معاصرة، وأعتقد أن اللوفر أبوظبي سيمثل اليوم الوجه المعاصر لهذا الصرح الثقافي العملاق.

متحف لتاريخ البشرية

أولت الصحف الفرنسية اهتماما كبيرا بالحدث، وعنونت صحيفة لوفيجارو قائلة: "لوفر أبوظبي.. متحف لتاريخ البشرية".

أما صحيفة لوموند فعنونت قائلة: "لوفر أبوظبي.. متحف الصحراء يخرج إلى النور".

أما موقع فرانس 24 فقد قال: ""لوفر الصحراء" يفتتح أبوابه على جزيرة السعديات بأبو ظبي".