تتغير مفاهيم الطفل من جيل إلى آخر، لنصل إلى عصر الفضاء والعادات الغريبة على مجتمعنا، فيبحث الطفل عن ما هو جديد، وما يناسب تفكيره، لذلك هناك الكثير من الكتاب يقدمون قصصاً ترتقي بتفكير الطفل.

لكي يثمر جيلاً يسابق زمانه وعصره، ومن خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته العاشرة، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، نجد الكثيرين من الكتاب الموجودين بإصداراتهم المتميزة، الحريصين على المحتوى والمضمون المناسب، الذي يعزز مفهوم المعرفة لدى الطفل، وينميه.

تواكب التفكير

«البيان» التقت بمجموعة من الكاتبات في أدب الطفل، للحديث عن اختلاف مضمون قصص الأطفال التي تواكب تفكيرهم وثقافتهم الحالية، التي يتناول بعضها الفضاء، وبعضها الآخر يتناول التعرف على عادات الدول وتقاليدها، وتقبل الآخر.

وقد أشارت الكاتبة الشيخة مريم صقر القاسمي، الحاصلة على جائزة الشارقة لكتاب الطفل 2018، فئة اليافعين باللغة الأجنبية، إلى أن هناك اختلافاً كبيراً في مضمون القصص الحالية.

وذلك لاختلاف الوسائل الترفيهية المخصصة للطفل، فقالت: لا بد من أن نكتب القصص التي تواكب تفكير الجيل الحالي، مثل العادات التي يحب أن يمارسها، والمواقف التي قد يتعرض إليها، وكيفية التصرف المناسب، مثل كتابي، الذي يحمل عنوان «متكاملان معاً»، وهو يتناول ابتعاد الطفل عن مقارنة نفسه بالآخرين، وكتاب آخر بعنوان: «أين اختفت الحروف؟».

وهو يتحدث عن عدم الإصغاء إلى المعلومات الخارجية، والبحث بنفسه عن مصادر المعرفة، وكتاب «آدم الفضولي»، وهو يصلح لقراءة الطفل والأبوين، حيث يعلم كيفية توجيه الطفل، من دون توبيخ.

كما أضافت القاسمي أن هناك بعض الكتّاب يستخدمون كلمات سلبية، مثل «اقتل»، أو «احرق»، مما يعزز في نفسية الطفل المفردات السلبية، وهي أساليب خاطئة لتعليم الطفل.

تنوع الأفكار

أكدت الرسامة والكاتبة في أدب الطفل ميثا الخياط، على التنوع في الأفكار، وقالت: ضروري جداً أن يكون هناك تنوع في طرح المواضيع، خاصة للأطفال.

حيث إنهم منفتحون على العوالم الأخرى بواسطة الإنترنت والتكنولوجيا بكبسة زر، وحتى لا يفهموا المواضيع بطريقة خاطئة، فمن واجبنا - نحن الكتاب- طرح الأفكار الجديدة بنصوص ملهمة، وخيالات شيقة، ورسومات متميزة، وهذا ما طرحته في كثير من مؤلفاتي.

مراحل عمرية

تقول الكاتبة في أدب الطفل أمل إسماعيل: كانت لدينا ترجمات لأعمال أدبية عالمية، مثل كليلة ودمنة، وغيرها، لكنها كانت تقولب بما يناسب ثقافتنا، التي كانت محددة وقلقة من الانفتاح على الآخر في ذلك الوقت، أما الآن، فقد بتنا نرى ترجمات تراعي أمانة النقل، بل وتفتح فضاء آخر للطفل للسؤال عن ماهية الاختلافات بيننا وبين الآخرين، لتقبلها واستيعابها، بالتوازي مع بيئته الاجتماعية ذات الخصوصية والتفرد.

قرية صغيرة

أكدت الكاتبة عائشة الشيخ، أن الطفل إنسان موجود في المجتمع، يسمع ويرى ويتأثر، فمن الطبيعي أن يتفاعل مع كل ذلك، والعالم اليوم لم يعد قرية صغيرة، كما أنه ليس كرة بلوريّة، وإنما شاشة بحجم الكفّ، تتداول فيها الصور والمعلومات والأفكار بكل سرعة وسلاسة.

إضافة إلى ذلك الانفتاح الهائل الذي نعيشه في المجتمع، ووجود مختلف الشعوب والثقافات على أرضنا، بعاداتهم وتقاليدهم، وتأصّل عادة السفر لدينا مع الوقت، نجد أنه من الطبيعي، وربما من المفيد، طرح ما يدعم فكر الطفل، وشخصيته، ولغته، بما يتناسب مع كل هذه المتغيرات.