هن نجمات لمعن في فضاء الإبداع، وأسسن لأنفسهن مكانة جميلة، حتى أصبحن نماذج يحتذى بها، بعد أن سافرت أعمالهن إلى خارج حدود الدولة، ليعانقن من خلالها العالمية، ويثبتن أنفسهن رائدات على مستوى العالم، وليتم الاحتفاء بهن على أرض الدولة، تكريماً لهن، ولما حققته أعمالهن من نجاح لافت، وفي يوم المرأة العالمي للمرأة، التقت «البيان» مجموعة من المبدعات الإمارات والبداية كانت مع المخرجة والشاعرة نجوم الغانم، التي عبرت عن اعتزازها بالانتماء إلى هذا الوطن.

وقالت: أعتز بقيادتنا الحكيمة التي ساهمت وما زالت تُساهم، في منح المرأة كافة الفرص، لتتعلم وتكتسب المعارف والخبرات كي تتمكن من المساهمة في البناء واتخاذ القرارات، وكذلك في صنع محتوى إبداعي، يعكس قدراتها ومدى الاحترافية التي وصلت إليها في مجالات عملها المختلفة وأشارت إلى أنه يوجد هناك مساحة كبيرة أمام المرأة تمكنها من تطوير ذاتها والمشاركة في المشهد المهني الذي تنتمي إليه.

دعم القيادة

وتابعت: شخصياً شعرتُ دائماً بالدعم بشكليه المباشر والضمني، من القيادات المسؤولة في المجالات الثقافية والفنية والإعلامية والتعليمية وأرى أنني كنتُ محظوظة لأنني تعلمت على أيدي بعض هذه القيادات التي أدين لها بأفضل المناصب التي حصلت عليها في مجالات عملي وبأفضل الدروس على الصعيد الذاتي والإداري وكنتُ من أوائل من استفدن من المنح الدراسية في المجال السينمائي سواء للدراسة في أمريكا أو في ما بعد في أستراليا.. قارتان كبيرتان وبعيدتان ولكنني كنتُ محظوظة أن أتلقى تعليمي الجامعي فيهما، وأشارت صاحبة فيلم آلات حادة إلى أن ذلك زاد من معارفها وخبرتها المهنية.

وتابعت: لقد أسس لي ذلك أرضية قوية للانطلاق نحو عالم الإنتاج والإخراج والإبداع في مجال الفنون البصرية فيها أولاً ثم بعد عودتي إلى الإمارات ولعل الاستمرار في العمل ساهم في تمييز تجربتي على المستوى الدولي، مؤكدة أن أعمالها اليوم باتت تُسافر للمشاركة في كافة أنحاء العالم، لتمثل من خلالها بلدها الإمارات.

تجربة طويلة

تجربة طويلة تتميز بها نجوم الغانم في السينما، صنعت منها نجمة في السينما المحلية وقالت: أتذكر المرة الأولى التي شارك فيها فيلمي الوثائقي القصير الأول «ما بين ضفتين» في مهرجان يماغاتا الدولي للأفلام الوثائقية في اليابان في 1999 وبعدها أخذ يُشارك في مهرجانات دولية أخرى فقط لأنه استطاع أن يبدأ من مهرجان له مكانته وأهميته في العالم هذه المُشاركة المبكرة جعلتني أشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه بلدي وعملي وكنتُ دائماً أردد: «أريد أن تكون بلادي فخورة بي»، وتمنت نجوم أن يظل الأمر على هذا النحو دائماً، موجهة الشكر إلى كل من وثق بقدراتها.

رؤى

من جهتها، عدّت المخرجة نايلة الخاجة، أن المرأة الإماراتية استطاعت أن تتفوق على نفسها، وأن تحجز لها مكانة عالية على الخريطة العالمية، وقالت: «لقد برهنت المرأة الإماراتية على امتلاكها القدرة والفاعلية، وأن تصبح جزءاً من منظومة عمل متكاملة، وهو ما مكنها من رفع اسم الإمارات في المحافل الدولية وعلى مستوى الوطن لدينا العديد من الرائدات في مجال الثقافة والفكر، واللواتي قدمن إسهامات كثيرة في هذه المجالات، وهذا خلق لديهن حضوراً متميزاً على المستوى الخليجي والعربي والعالمي أيضاً، والأمر ذاته انسحب أيضاً على المرأة الإماراتية في السينما، حيث استطاعت أن تترك بصمة جميلة في المشهد العام، من خلال جملة الأفلام التي قدمتها مخرجات إماراتيات، قدمن فيها رؤى إخراجية مختلفة، وسلطن الضوء على قضايا إنسانية عديدة، فضلاً عن مساهمتهن في نقل حكايتنا الإماراتية إلى العالم».

ونوهت نايلة، بأن السينما مثلت بالنسبة لها، باباً واسعاً، استطاعت العبور منه إلى العالم، من أجل رواية بعض من قصص المجتمع المحلي، التي تمتاز برونقها وخصوصيتها.

فكر وثقافة

وقالت: «بتقديري أن السينما ليست فناً فقط يقوم على التصوير وتقديم مشاهد مختلفة، وإنما هي فكر وثقافة، استطعنا من خلالها أن نعانق السحاب، وأن نقدم مجتمعنا وثقافتنا إلى العالم، وبلا شك فإن المرأة الإماراتية لعبت دوراً جميلاً في هذا الشأن وما حققناه كمخرجات إماراتيات من تواجد على الساحة العالمية، وما صنعته المرأة الإماراتية بشكل عام، يذكرنا بالدعم الذي قدمه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه للمرأة الإماراتية، والذي عززه إيمان القيادة الرشيدة بقدرات المرأة الإماراتية، وإصرارهم على إبراز إسهاماتها المختلفة في دروب الفكر والثقافة والفنون، والمجتمع، فذلك ينبع من إيمانهم بأن المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تحمل على كاهلها، رفعة وتقدم الدولة، بما تقدمه من أجيال مؤهله لرفع راية الدولة عالياً».

مشاركة أولى

وأكدت الفنانة د. نجاة مكي أن ما وصلت إليه في تجربتها الفنية، كان بفضل الدعم الكبير الذي أولته دولة الإمارات للمرأة، وقالت: بفضل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية جاءت مشاركاتي الأولى في معارض خارج الدولة، إذ كان هناك تعاون بين وزارة الإعلام «حينها» وجمعية المرأة الظبيانية وشاركنا في معارض في دول عربية وأجنبية وكان عدد الفنانات حينها لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

وأضافت: مثلت بلدي بصورة صحيحة، فالموضوع لا يتعلق بالعرض فقط، فتمثيل الوطن أو الهوية أمانة يجب على الفنان أن يكون مخلصاً لها، من خلال الموضوع الذي يطرحه في المعرض.

وذكرت: كانت أعمالي تساير مراحل متعددة في الخارج، إذ كان يجب العرض بجرأة وثقة في الأماكن الجديدة. وتابعت: عرضت في دول عدة مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولاقيت تجاوباً، واستفدت من النقد وتفاعل الجمهور لأطور من نفسي، فآراء الناس على اختلافها أضافت لرصيدي.

منحة حكومية

ونجاة مكي التي تعد أول امرأة إماراتية تحصل على منحة من الحكومة الإماراتية لدراسة الفنون بالخارج عام 1977 تحدثت عن تجربتها قائلة: أهم شيء هو الاستمرارية، لكي يصل الإنسان إلى التميز وخلال مسيرتي حققت الكثير من الأهداف التي وضعتها لنفسي، من خلال التفرغ بالكامل للمنجز الفني.

وأوضحت: أحرص دائماً على زيارة المعارض للاطلاع على تجارب الآخرين، فأي فنان يحتاج رؤية منجزات تبين ما وصل إليه المبدعون.

وتابعت: هو ما يساعدني على الحكم على أعمالي، والاستفادة من خبراتهم وكلامهم فحديثي مع زملائي الفنانين ومع أساتذتي الذين درسوني في مصر يكسبني الكثير دائماً. وقالت مكي: أحرص أيضاً على الخوض في أية فعاليات مجتمعية، فمن يتواصلون معي لا أردهم من جمعيات نسائية وخيرية، فإن قدرت أمد لهم يد المساعدة، وإن لم أقدر أعمل على توجيههم للمكان الصحيح.

دور كبير

وقالت الفنانة التشكيلية خلود الجابري بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية عام 1971م، كان للشيخ زايد طيب الله ثراه القائد والمؤسس مع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، الدور الكبير في الدعم المتواصل للمرأة الإماراتية والحرص على تمكين المرأة وإزالة جميع المعوقات التي تقف حائلاً أمام تقدمها والاعتراف بحقوقها في أن تتبوأ أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتها ومؤهلاتها داخل الدولة ولتمثل دولتها خارجياً أيضاً.

وأضافت: من منطلق سياسة الدولة في فتح المجال والدعم في مجالات الثقافة والفنون فقد كان للفنانة الإماراتية الفرصة للمشاركة في معارض خارج الدولة.

وأوضحت الجابري: كنت من الفنانات المحظوظات بتمثيل دولة الإمارات كفنانة إماراتية في البدايات (فترة الثمانينيات) وحصد الجوائز الأولى على مدى ثلاث سنوات متتالية في معارض الفنون التشكيلية لدول مجلس التعاون الخليجي. وذكرت: كنت محظوظة أيضاً باختيار أعمالي لتمثيل دولة الإمارات في أول معرض للفن المرأة العالمي في متحف الشارقة.

وتابعت وكذلك بدعوتي للمشاركة في كثير من الورش الفنية والمعارض الخارجية والملتقيات والمشاريع التعليمية والمعارض الخارجية لدولة الإمارات في كل من البحرين والكويت، وعُمان، والأردن، والمغرب، ومصر، والهند، والصين، وبلجيكا، وبريطانيا، وهنغاريا، وألمانيا، وصربيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

هالة بدري: هنيئاً للمرأة الإماراتية صانعة التغيير

هنأت هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، المرأة الإماراتية، والمرأة في كل مكان، بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة».

وقالت بدري: «يسعدني أن أوجه رسالة تهنئة لكل امرأة في دولتنا الحبيبة، وكل النساء في أنحاء العالم، في هذا اليوم، الذي يحتفي بالمرأة، تحت شعار «أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة».

هنيئاً للمرأة الإماراتية، صانعة التغيير، التي يُحتفى بها كل يوم في إماراتنا الغالية، بدعم وتشجيع من قيادتنا الرشيدة، التي وضعت البيئة التشريعية الداعمة للمرأة، وأقرت أفضل الممارسات، التي جعلتها شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية الفريدة، التي شهدتها دولة الإمارات، لتغدو التجربة الإماراتية في دعم المرأة، والاعتراف بقيمتها في المجتمع، نموذجاً يحتذى به.

وكلي أمل أن نبلغ اليوم الذي نرى فيه المرأة في جميع أنحاء العالم، تحقق ما تطمح إليه، وتتمتع بكامل حقوقها التي كفلتها لها القوانين الدولية».

وأضافت بدري: «على أرضنا الطيبة، برهنت المرأة الإماراتية نجاحها، بما حققته من إنجازات في شتى الوظائف والمناصب التي تبوّأتها، ما يشكل حافزاً لها، لبذل المزيد من عطائها اللا محدود، لتواصل دورها الجوهري في عملية بناء المجتمع وازدهاره. وكل يوم يزداد فخرنا بما تتركه من بصمات في جميع المجالات».

واختتمت بدري: «يشرفني في هذه المناسبة، أن أوجّه بطاقة شكر وتقدير إلى موظفات «دبي للثقافة» جميعهن، في مختلف مواقعهن، على تفانيهن وإخلاصهن المستمرين لتحقيق رؤية الهيئة ورسالتها في تعزيز المشهد الثقافي في إمارتنا الحبيبة، فكل واحدة منهن، تشكل جزءاً جوهرياً من الدعائم الرئيسة لنجاح مسيرة دبي للثقافة.

شكراً لكنّ جميعاً، موظفات وأمهات وصانعات أجيال، ونبراس هدى لهم في دروب الحياة».